فَقُمنا مَعَهُ حَتَّى انتَهَينا إلى بابِ البَيتِ الَّذي فيهِ المَرأَةُ وهِيَ مُسَجّاةٌ ۱ ، فَأَشرَفَ عَلَى البَيتِ ودَعَا اللّهَ لِيُحيِيَها حَتّى توصِيَ بِما تُحِبُّ مِن وَصِيَّتِها ، فَأَحياهَا اللّهُ ، وإذَا المَرأَةُ جَلَسَت وهِيَ تَتَشَهَّدُ ، ثُمَّ نَظَرَت إلَى الحُسَينِ عليه السلام فَقالَت : اُدخُلِ البَيتَ يا مَولايَ ومُرني بِأَمرِكَ .
فَدَخَلَ وجَلَسَ عَلى مِخَدَّةٍ ثُمَّ قالَ لَها : وَصّي يَرحَمُكِ اللّهُ .
فَقالَت : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، إنَّ لي مِنَ المالِ كَذا وكَذا في مَكانِ كَذا وكَذا ، وقَد جَعَلتُ ثُلُثَهُ إلَيكَ لِتَضَعَهُ حَيثُ شِئتَ مِن أولِيائِكَ ، وَالثُّلُثانِ لِابني هذا إن عَلِمتَ أنَّهُ مِن مَواليكَ وأولِيائِكَ ، وإن كانَ مُخالِفا فَخُذهُ إلَيكَ ، فَلا حَقَّ لِلمُخالِفينَ في أموالِ المُؤمِنينَ .
ثُمَّ سَأَلَتهُ أن يُصَلِّيَ عَلَيها وأن يَتَوَلّى أمرَها ، ثُمَّ صارَتِ المَرأَةُ مَيِّتَةً كَما كانَت . ۲
۱۵ / ۴
بَرَكَةُ ماءِ البِئرِ
۳۹۹۵.الطبقات الكبرى عن أبي عون :لَمّا خَرَجَ حُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام مِنَ المَدينَةِ يُريدُ مَكَّةَ ، مَرَّ بِابنِ مُطيعٍ وهُوَ يَحفِرُ بِئرَهُ ، فَقالَ لَهُ : أينَ فِداكَ أبي واُمّي ؟
قالَ : أرَدتُ مَكَّةَ ـ وذَكَرَ لَهُ أنَّهُ كَتَبَ إلَيهِ شيعَتُهُ بِها ـ .
فَقالَ لَهُ ابنُ مُطيعٍ : أينَ ۳ فِداكَ أبي واُمّي ! مَتِّعنا بِنَفسِكَ ولا تَسِر إلَيهِم . فَأَبى حُسَينٌ عليه السلام ، فَقالَ لَهُ ابنُ مُطيعٍ : إنَّ بِئري هذِهِ قَد رَشَّحتُها ۴ ، وهذَا اليَومُ أوانُ ما خَرَجَ
1.سُجِّي : أي غُطّي ، والمُتَسجِّي : المتغطّي (النهاية : ج ۲ ص ۳۴۴ «سجا») .
2.الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۲۴۵ ح ۱ ، الثاقب في المناقب : ص ۳۴۴ ح ۲۹۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۸۰ ح ۳ وراجع : الصراط المستقيم : ج ۲ ص ۱۷۸ ح ۱۰ .
3.في المصدر : «إنّي» ، والصواب ما أثبتناه كما في المصادر الاُخرى .
4.التَّرشيح : التَّهيئة للشيء (لسان العرب : ج ۲ ص ۴۵۰ «رشح») .