مِن خَلاقٍ ۱ .
حَبيبي يا حُسَينُ ! إنَّ أباكَ واُمَّكَ وأخاكَ قَد قَدِموا عَلَيَّ وهُم إلَيكَ مُشتاقونَ ، وإنَّ لَكَ فِي الجَنَّةِ دَرَجاتٍ لَن تَنالَها إلّا بِالشَّهادَةِ .
فَجَعَلَ الحُسَينُ عليه السلام يَنظُرُ في مَنامِهِ إلى جَدِّهِ صلى الله عليه و آله ويَسمَعُ كَلامَهُ ، وهُوَ يَقولُ : يا جَدّاه ! لا حاجَةَ لي فِي الرُّجوعِ إلَى الدُّنيا أبَدا ، فَخُذني إلَيكَ وَاجعَلني مَعَكَ إلى مَنزِلِكَ .
قالَ : فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : يا حُسَينُ ! إنَّهُ لابُدَّ لَكَ مِنَ الرُّجوعِ إلَى الدُّنيا حَتّى تُرزَقَ الشَّهادَةَ وما كَتَبَ اللّهُ لَكَ فيها مِنَ الثَّوابِ العَظيمِ ، فَإِنَّكَ وأباكَ وأخاكَ وعَمَّكَ وعَمَّ أبيكَ تُحشَرونَ يَومَ القِيامَةِ في زُمرَةٍ واحِدَةٍ حَتّى تَدخُلُوا الجَنَّةَ . ۲
۳۹۸۰.الملهوف عن الإمام الحسين عليه السلامـ في جَوابِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ لَمّا أشارَ عَلَيهِ بِعَدَمِ الخُروجِ إلَى العِراقِـ : أتاني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَعدَما فارَقتُكَ ، فَقالَ : «يا حُسَينُ ! اخرُج فَإِنَّ اللّهَ قَد شاءَ أن يَراكَ قَتيلاً» .
فَقالَ مُحَمَّدُ بنُ الحَنَفِيَّةِ : إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، فَما مَعنى حَملِكَ هؤُلاءِ النِّساءِ مَعَكَ وأنتَ تَخرُجُ عَلى مِثلِ هذِهِ الحالِ ؟
قالَ : فَقالَ لَهُ : قَد قالَ لي «إنَّ اللّهَ قَد شاءَ أن يَراهُنَّ سَبايا» ، وسَلَّمَ عَلَيهِ ومَضى . ۳
۳۹۸۱.اُسد الغابة :سارَ [الحُسَينُ عليه السلام ] مِنَ المَدينَةِ إلى مَكَّةَ ، فَأَتاهُ كُتُبُ أهلِ الكوفَةِ وهُوَ بِمَكَّةَ ، فَتَجَهَّزَ لِلمَسيرِ ، فَنَهاهُ جَماعَةٌ ، مِنهُم : أخوهُ مُحَمَّدُ بنُ الحَنَفِيَّةِ ، وَابنُ عُمَرَ ،