عَلَيها أحَدٌ ، كانَتِ الأَنبِياءُ أحَقَّ بِالبَقاءِ ، وأولى بِالرِّضا ، وأرضى بِالقَضاءِ ، غَيرَ أنَّ اللّهَ تَعالى خَلَقَ الدُّنيا لِلبَلاءِ ، وخَلَقَ أهلَها لِلفَناءِ ؛ فَجَديدُها بالٍ ، ونَعيمُها مُضمَحِلٌّ ، وسُرورُها مُكفَهِرٌّ ، وَالمَنزِلُ بُلغَةٌ ، وَالدّارُ قُلعَةٌ ۱ ، «وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى» ۲ وَاتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ . ۳
۳۹۵۱.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :تَقَدَّمَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى وَقَفَ قُبالَةَ القَومِ ، وجَعَلَ يَنظُرُ إلى صُفوفِهِم كَأَنَّهَا السَّيلُ ، ونَظَرَ إلَى ابنِ سَعدٍ واقِفا في صَناديدِ ۴ الكوفَةِ ، فَقالَ :
الحَمدُ للّهِِ الَّذي خَلَقَ الدُّنيا فَجَعَلَها دارَ فَناءٍ وزَوالٍ ، مُتَصَرِّفَةً بِأَهلِها حالاً بَعدَ حالٍ ، فَالمَغرورُ مَن غَرَّتهُ ، وَالشَّقِيُّ مَن فَتَنَتهُ ، فَلا تَغُرَّنَّكُم هذِهِ الدُّنيا ؛ فَإِنَّها تَقطَعُ رَجاءَ مَن رَكَنَ إلَيها ، وتُخَيِّبُ طَمَعَ مَن طَمِعَ فيها . ۵
۳۹۵۲.الأمالي للشجري عن حسين بن زيد بن عليّ عن آبائه عليهم السلام :أنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام خَطَبَ يَومَ اُصيبَ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ وقالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ الآخِرَةَ لِلمُتَّقينَ ، وَالنّارَ وَالعِقابَ عَلَى الكافِرينَ ، وإنّا وَاللّهِ ما طَلَبنا في وَجهِنا هذَا الدُّنيا فَنَكونَ السّاكينَ ۶ في رِضوانِ رَبِّنا ، فَاصبِروا فَإِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذينَ اتَّقَوا ودارُ الآخِرَةِ خَيرٌ لَكُم . ۷
۳۹۵۳.معاني الأخبار عن عليّ بن الحسين عليه السلام :لَمَّا اشتَدَّ الأَمرُ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ،
1.مَنْزِلُ قُلْعَة : أي ليس بِمُسْتَوطَن (الصحاح : ج ۳ ص ۱۲۷۱ «قلع») .
2.البقرة : ۱۹۷ .
3.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۸ ، كفاية الطالب : ص ۴۲۹ وفيه «بشر بن طامحة» بدل «بشر بن طانحة» .
4.صَنَادِيدُ القوم : أشرافهم وعظماؤهم ورؤساؤهم (راجع : النهاية : ج ۳ ص ۵۵ «صند») .
5.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۵۲ ؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۰ نحوه وليس فيه ذيله من «فإنّها» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵ .
6.كذا في المصدر ، و الصواب : «الشاكّين» .
7.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۶۰ .