قالَت : يا وَيلَتى ! أفَتُغصَبُ نَفسُكَ اغتِصابا ؟ فَذلِكَ أقرَحُ لِقَلبي وأشَدُّ عَلى نَفسي . ولَطَمَت وَجهَها وأهوَت إلى جَيبِها وشَقَّتهُ ، وخَرَّت مَغشِيّا عَلَيها .
فَقامَ إلَيهَا الحُسَينُ عليه السلام فَصَبَّ عَلى وَجهِهَا الماءَ ، وقالَ لَها : يا اُخَيَّةُ! اتَّقِي اللّهَ ، وتَعَزَّي بِعَزاءِ اللّهِ ، وَاعلَمي أنَّ أهلَ الأَرضِ يَموتونَ ، وأنَّ أهلَ السَّماءِ لا يَبقَونَ ، وأنَّ كُلَّ شَيءٍ هالِكٌ إلّا وَجهَ اللّهِ ، الَّذي خَلَقَ الأَرضَ بِقُدرَتِهِ ويَبعَثُ الخَلقَ فَيَعودونَ ، وهُوَ فَردٌ وَحدَهُ ، أبي خَيرٌ مِنّي ، واُمّي خَيرٌ مِنّي ، وأخي خَيرٌ مِنّي ، ولي ولَهُم ولِكُلِّ مُسلِمٍ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله اُسوَةٌ .
قالَ : فَعَزّاها بِهذا ونَحوِهِ ، وقالَ لَها : يا اُخَيَّةُ ، إنّي اُقسِمُ عَلَيكِ فَأَبِرّي قَسَمي ؛ لا تَشُقّي عَلَيَّ جَيبا ، ولا تَخمُشي عَلَيَّ وَجها ، ولا تَدعي عَلَيَّ بِالوَيلِ وَالثُّبورِ إذا أنَا هَلَكتُ .
قالَ : ثُمَّ جاءَ بِها حَتّى أجلَسَها عِندي . ۱
راجع: ج ۴ ص ۷۴ (القسم الثامن / الفصل الأوّل / حالة زينب عليهاالسلام ليلة عاشوراء).
۱۱ / ۳
كَلامُهُ يَومَ عاشوراءَ
۳۹۵۰.تاريخ دمشق عن بشر بن طانحة عن رجل من همدان :خَطَبَنَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام غَداةَ اليَومِ الَّذِي استُشهِدَ فيهِ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
عِبادَ اللّهِ ! اتَّقُوا اللّهَ وكونوا مِنَ الدُّنيا عَلى حَذَرٍ ، فَإِنَّ الدُّنيا لَو بَقِيَت لأَِحَدٍ وبَقِيَ