89
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وتَوَفَّني عَلَى الإِيمانِ بِكَ ، وَالتَّصديقِ بِرَسولِكَ ، وَالوِلايَةِ لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وَالأَئِمَّةِ عَلَيهِمُ السَّلامُ ، وَالبَراءَةِ مِن عَدُوِّهِم ؛ فَإِنّي رَضيتُ بِذلِكَ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ .
ثُمَّ ادعُ لِنَفسِكَ ولِوالِدَيكَ ، ولِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، وتَخَيَّر مِنَ الدُّعاءِ ما شِئتَ ، وَارجِع إلى مَشهَدِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَأَكثِر مِنَ الصَّلاةِ فيهِ وَالزِّيارَةِ ، وَليَكُن رَحلُكَ بِنينَوى وَالغاضِرِيَّةِ ۱ ، وخَلوَتُكَ لِلنَّومِ وَالطَّعامِ وَالشَّرابِ هُناكَ ، فَإِذا أرَدتَ الرَّحيلَ فَوَدِّعِ الحُسَينَ عليه السلام .
بابُ الوَداعِ :
وَالوَداعُ هُوَ أن تَأتِيَ القَبرَ فَتَقِفَ عَلَيهِ كَوُقوفِكَ في أوَّلِ الزِّيارَةِ ، وتَستَقبِلَهُ بِوَجهِكَ ، وتَقولَ :
السَّلامُ عَلَيكَ يا وَلِيَّ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللّهِ ، أنتَ لي جُنَّةٌ مِنَ العَذابِ ، وهذا أوانُ انصِرافي ، غَيرَ راغِبٍ عَنكَ ، ولا مُستَبدِلٍ بِكَ سِواكَ ، ولا مُؤثِرٍ عَلَيكَ غَيرَكَ ، ولا زاهِدٍ في قُربِكَ ، جُدتُ بِنَفسي لِلحَدَثانِ ۲ ، وتَرَكتُ الأَهلَ وَالأَوطانَ ، فَكُن لي يَومَ حاجَتي وفَقري ، يَومَ لا يُغني عَنّي والِدَيَّ ولا وُلدي ، ولا حَميمي ولا قَريبي .
أسأَلُ اللّهَ الَّذي قَدَّرَ وخَلَقَ أن يُنَفِّسَ بِكُم كَربي ، وأسأَلُ اللّهَ الَّذي قَدَّرَ عَلَيَّ فِراقَ مَكانِكَ أن لا يَجعَلَهُ آخِرَ العَهدِ مِنّي ومِن رُجوعي ، وأسأَلُ اللّهَ الَّذي أبكى عَلَيكَ عَيني أن يَجعَلَهُ سَنَدا لي ، وأسأَلُ اللّهَ الَّذي نَقَلَني إلَيكَ مِن رَحلي وأهلي أن يَجعَلَهُ ذُخرا لي ، وأسأَلُ اللّهَ الَّذي أراني مَكانَكَ ، وهَداني لِلتَّسليمِ

1.راجع: الخريطة رقم ۴ في آخر المجلّد ۴ .

2.حَدَثانُ الدهر : نُوَبُه وما يحدث منه (لسان العرب : ج ۲ ص ۱۳۲ «حدث») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
88

وأقوَمِهِم بِدينِ اللّهِ ، وأحوَطِهِم عَلَى الإِسلامِ .
أشهَدُ لَقَد نَصَحتَ للّهِِ ولِرَسولِهِ ولِأَخيكِ ، فَنِعمَ الأَخُ المُواسي ، فَلَعَنَ اللّهُ اُمَّةً قَتَلَتكَ ، ولَعَنَ اللّهُ اُمَّةً ظَلَمَتكَ ، ولَعَنَ اللّهُ اُمَّةً استَحَلَّت مِنكَ المَحارِمَ ، وَانتَهَكَت حُرمَةَ الإِسلامِ . فَنِعمَ الصّابِرُ المُجاهِدُ المُحامِي النّاصِرُ ، وَالأَخُ الدّافِعُ عَن أخيهِ ، المُجيبُ إلى طاعَةِ رَبِّهِ ، الرّاغِبُ فيما زَهِدَ فيهِ غَيرُهُ مِنَ الثَّوابِ الجَزيلِ ، وَالثَّناءِ الجَميلِ ، فَأَلحَقَكَ اللّهُ بِدَرَجَةِ آبائِكَ في دارِ النَّعيمِ .
اللّهُمَّ إنّي تَعَرَّضتُ لِزِيارَةِ أولِيائِكَ ، رَغبَةً في ثَوابِكَ ، ورَجاءً لِمَغفِرَتِكَ وجَزيلِ إحسانِكَ ، فَأَسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرينَ ، وأن تَجعَلَ رِزقي بِهِم دارّا ۱ ، وعَيشي بِهِم قارّا ۲ ، وزِيارَتي بِهِم مَقبولَةً ، وحَياتي بِهِم طَيِّبَةً ، وأدرِجني إدراجَ المُكرَمينَ ، وَاجعَلني مِمَّن يَنقَلِبُ مِن زِيارَةِ مَشاهِدِ أحِبّائِكَ مُنجِحا ، قَدِ استَوجَبَ غُفرانَ الذُّنوبِ ، وسَترَ العُيوبِ ، وكَشفَ الكُروبِ ، إنَّكَ أهلُ التَّقوى وأهلُ المَغفِرَةِ .
وَداعُ العَبّاسِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام :
فَإِذا أرَدتَ وَداعَهُ لِلاِنصِرافِ فَقِف عِندَ القَبرِ ، وقُل :
أستَودِعُكَ اللّهَ وأستَرعيكَ ، وأقرَأُ عَلَيكَ السَّلامَ ، آمَنّا بِاللّهِ وبِرَسولِهِ ، وبِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ ، اللّهُمَّ اكتُبنا مَعَ الشّاهِدينَ ، اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيارَتي قَبرَ ابنِ أخي رَسولِكَ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ، وَارزُقني زِيارَتَهُ أبَدا ما أبقَيتَني ، وَاحشُرني مَعَهُ ومَعَ آبائِهِ فِي الجِنانِ ، وعَرِّف بَيني وبَينَ رَسولِكَ وأولِيائِكَ .

1.رِزْقٌ دارّ : أي دائم لا ينقطع (تاج العروس : ج ۶ ص ۴۰۱ «درر») .

2.القارّ : الساكن ، المستقرّ (النهاية : ج ۴ ص ۳۷ «قرر») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5019
صفحه از 438
پرینت  ارسال به