83
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

مُقِرّينَ بِفَضلِهِ ، مُستَبصِرينَ بِضَلالَةِ مَن خالَفَهُ ، عارِفينَ بِالهُدَى الَّذي هُوَ عَلَيهِ ، اللّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ واُشهِدُ مَن حَضَرَ مِن مَلائِكَتِكَ ، أنّي بِهِم مُؤمِنٌ ، وبِمَن قَتَلَهُم كافِرٌ .
اللّهُمَّ اجعَل ما أقولُ بِلِساني حَقيقَةً في قَلبي ، وشَريعَةً في عَمَلي ، اللّهُمَّ اجعَلني مِمَّن لَهُ مَعَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عَلَيهِ السَّلامُ قَدَمٌ ثابِتٌ ، وأثبِتني فيمَنِ استُشهِدَ مَعَهُ .
اللّهُمَّ العَنِ الَّذينَ بَدَّلوا نِعمَتَكَ كُفرا ، سُبحانَكَ يا حَليمُ عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ فِي الأَرضِ ، يا عَظيمُ تَرى عَظيمَ الجُرمِ مِن عِبادِكَ فَلا تَعجَلُ عَلَيهِم ، فَتَعالَيتَ عَمّا يَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّا كَبيرا ، يا كَريمُ أنتَ شاهِدٌ غَيرُ غائِبٍ ، وعالِمٌ بِما اُوتِيَ إلى أهلِ صَلَواتِكَ وأحِبّائِكَ ، مِنَ الأَمرِ الَّذي لا تَحمِلُهُ سَماءٌ ولا أرضٌ ، ولَو شِئتَ لَانتَقَمتَ مِنهُم ، ولكِنَّكَ ذو أناةٍ ، وقَد أمهَلتَ الَّذينَ اجتَرَؤوا عَلَيكَ وعَلى رَسولِكَ وحَبيبِكَ ، فَأَسكَنتَهُم أرضَكَ ، وغَذَوتَهُم بِنِعمَتِكَ إلى أجَلٍ هُم بالِغوهُ ، ووَقتٍ هُم صائِرونَ إلَيهِ ، لِيَستَكمِلُوا العَمَلَ فيهِ الَّذي ۱ قَدَّرتَ ، وَالأَجَلَ الَّذي أجَّلتَ ، في عَذابٍ ووَثاقٍ ، وحَميمٍ وغَسّاقٍ ، وَالضَّريعِ وَالإِحراقِ ، وَالأَغلالِ وَالأَوثاقِ ، وغِسلينٍ وزَقّومٍ وصَديدٍ ، مَع طولِ المُقامِ في أيّامٍ لَظى ، وفي سَقَرَ الَّتي لا تُبقي ولا تَذَرُ ، فِي الحَميمِ وَالجَحيمِ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ .
ثُمَّ استَغفِر لِذَنبِكَ وَادعُ بِما أحبَبتَ ، فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الدُّعاءِ فَاسجُد ، وقُل في سُجودِكَ :
اللّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ واُشهِدُ مَلائِكَتَكَ ، وأنبِياءَكَ ورُسُلَكَ وجَميعَ خَلقِكَ ، أنَّكَ

1.في المصدر: «للّذي»، والتصويب من بحار الأنوار والمصادر الاُخرى.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
82

أستَكينُ بِالفَقرِ مِنّي يا سَيِّدي ، فَاقبَل تَوبَتي ، ونَفِّس كَربي ، وَارحَم خُشوعي وخُضوعي ، وأسَفي عَلى ما كانَ مِنّي ، ووُقوفي عِندَ قَبرِ وَلِيِّكَ ، وذُلّي بَينَ يَدَيكَ ، فَأَنتَ رَجائي ومُعتَمَدي ، وظَهري وعُدَّتي ، فَلا تَرُدَّني خائِبا ، وتَقَبَّل عَمَلي ، وَاستُر عَورَتي ، وآمِن رَوعَتي ، ولا تُخَيِّبني ، ولا تَقطَع رَجائي مِن بَينِ خَلقِكَ يا سَيِّدي .
اللّهُمَّ وقَد قُلتَ في كِتابِكَ المُنزَلِ عَلى نَبِيِّكَ المُرسَلِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ : «ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ» . ۱
يا رَبِّ وقَولُكَ الحَقُّ ، وأنتَ الَّذي لا تُخلِفُ الميعادَ ، فَاستَجِب لي يا رَبِّ ، فَقَد سَأَلَكَ السّائِلونَ وسَأَلتُكَ ، وطَلَبَ الطّالِبونَ وطَلَبتُ مِنكَ ، ورَغِبَ الرّاغِبونَ ورَغِبتُ إلَيكَ ، وأنتَ أهلٌ أن لا تُخَيِّبَني ، ولا تَقطَعَ رَجائي ، فَعَرِّفنِي الإِجابَةَ يا سَيِّدي ، وَاقضِ لي حَوائِجَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
ثُمَّ انحَرِف إلى عِندِ الرَّأسِ فَصَلِّ رَكعَتَينِ ۲ ، تَقرَأُ فِي الاُولى مِنهُما فاتِحَةَ الكِتابِ وسورَةَ يس ، وفِي الثّانِيَةِ فاتِحَةَ الكِتابِ وسورَةَ الرَّحمنِ . فَإِذا سَلَّمتَ وسَبَّحتَ تَسبيحَ الزَّهراءِ عليهاالسلام ، مَجِّدِ اللّهَ كَثيرا وَاستَغفِر لِذَنبِكَ ، وصَلِّ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ ارفَع يَدَيكَ ، وقُل :
اللّهُمَّ إنّا أتَيناهُ مُؤمِنينَ بِهِ ، مُسَلِّمينَ لَهُ ، مُعتَصِمينَ بِحَبلِهِ ، عارِفينَ بِحَقِّهِ ،

1.غافر : ۶۰ .

2.وفي تهذيب الأحكام : « فصلّ ركعتين تقرأ في الاُولى منهما فاتحة الكتاب وسورة الرحمن ، وفي الثانية فاتحة الكتاب ويس » .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5142
صفحه از 438
پرینت  ارسال به