81
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

وخَذَلَكَ ، ولَعَنَ اللّهُ ابنَ آكِلَةِ الأَكبادِ ، ولَعَنَ اللّهُ ابنَهُ الَّذي وَتَرَكَ . ولَعَنَ اللّهُ أعوانَهُم وأتباعَهُم ، وأنصارَهُم ومُحِبّيهِم ، ومَن أسَّسَ لَهُم ، وحَشَا اللّهُ قُبورَهُم نارا ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ بِأَبي أنتَ واُمّي ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ .
ثُمَّ انحَرِف عَنِ القَبرِ ، وحَوِّل وَجهَكَ إلَى القِبلَةِ ، وَارفَع يَدَيكَ إلَى السَّماءِ ، وقُل :
اللّهُمَّ مَن تَهَيَّأَ وتَعَبَّأَ ، وأعَدَّ وَاستَعَدَّ لِوِفادَةٍ إلى مَخلوقٍ ، رَجاءَ رِفدِهِ وجائِزَتِهِ ، ونَوافِلِهِ وفَواضِلِهِ وعَطاياهُ ، فَإِليكَ يا رَبِّ كانَت تَهيِئَتي وتَعبِئَتي ، وإعدادي وَاستِعدادي وسَفَري ، وإلى قَبرِ وَلِيِّكَ وَفَدتُ ، وبِزِيارَتِهِ إلَيكَ تَقَرَّبتُ ، رَجاءَ رِفدِكَ وجَوائِزِكَ ، ونَوافِلِكَ وعَطاياكَ وفَواضِلِكَ . اللّهُمَّ وقَد رَجَوتُ كَريمَ عَفوِكَ ، وواسِعَ مَغفِرَتِكَ ، فَلا تَرُدَّني خائِبا ، فَإِلَيكَ قَصَدتُ ، وما عِندَكَ أرَدتُ ، وقَبرَ إمامِي الَّذي أوجَبتَ عَلَيَّ طاعَتَهُ زُرتُ ، فَاجعَلني بِهِ عِندَكَ وَجيها فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وأعطِني بِهِ جَميعَ سُؤلي ، وَاقضِ لي بِهِ جَميعَ حَوائِجي ، ولا تَقطَع رَجائي ولا تُخَيِّب دُعائي ، وَارحَم ضَعفي وقِلَّةَ حيلَتي ، ولا تَكِلني إلى نَفسي ولا إلى أحَدٍ مِن خَلقِكَ .
مَولايَ فَقَد أفحَمَتني ذُنوبي ، وقَطَعَت حُجَّتي ، وَابتُليتُ بِخَطيئَتي ، وَارتُهِنتُ بِعَمَلي ، وأوبَقتُ نَفسي ، ووَقَّفتُها مَوقِفَ الأَذِلّاءِ المُذنِبينَ ، المُجتَرِئينَ عَلَيكَ ، التّارِكينَ أمرَكَ ، المُغتَرّينَ بِكَ ، المُستَخِفّينَ بِوَعدِكَ .
وقَد أوبَقَني ما كانَ مِن قَبيحِ جُرمي ، وسوءِ نَظَري لِنَفسي ، فَارحَم تَضَرُّعي ونَدامَتي ، وأقِلني عَثرَتي ، وَارحَم عَبرَتي ، وَاقبَل مَعذِرَتي ، وعُد بِحِلمِكَ عَلى جَهلي ، وبِإِحسانِكَ عَلى إساءَتي ، وبِعَفوِكَ عَلى جُرمي ، وإلَيكَ أشكو ضَعفَ عَمَلي ، فَارحَمني يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
اللّهُمَّ اغفِر لي ؛ فَإِنّي مُقِرٌّ بِذَنبي ، مُعتَرِفٌ بِخَطيئَتي ، وهذِهِ يَدي وناصِيَتي ،


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
80

لِطاعَتِكَ ، مُستَيقِنا فَضلَكَ ، مُستَبصِرا بِضَلالَةِ مَن خالَفَكَ ، عالِما بِهِ ، مُتَمَسِّكا بِوِلايَتِكَ ووِلايَةِ آبائِكَ وذُرِّيَّتِكَ الطّاهِرينَ ، ألا لَعَنَ اللّهُ اُمَّةً قَتَلَتكُم وخالَفَتكُم ، وشَهِدَتكُم فَلَم تُجاهِد مَعَكُم ، وغَصَبَتكُم حَقَّكُم .
أتَيتُكَ يَابنَ رَسولِ اللّهِ مَكروبا ، وأتَيتُكَ مَغموما ، وأتَيتُكَ مُفتَقِرا إلى شَفاعَتِكَ ، ولِكُلِّ زائِرٍ حَقٌّ عَلى مَن أتاهُ ، وأنَا زائِرُكَ ومَولاكَ وضَيفُكَ ، النّازِلُ بِكَ ، وَالحالُّ بِفِنائِكَ ، ولي حَوائِجُ مِن حَوائِجِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، بِكَ أتَوَجَّهُ إلَى اللّهِ في نُجحِها وقَضائِها ، فَاشفَع لي عِندَ رَبِّكَ ورَبّي في قَضاءِ حَوائِجي كُلِّها ، وقَضاءِ حاجَتِي العُظمَى الَّتي إن أعطانيها لَم يَضُرَّني ما مَنَعَني ، وإن مَنَعَنيها ۱ لَم يَنفَعني ما أعطاني ؛ فَكاكِ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ، وَالدَّرَجاتِ العُلى ، وَالمِنَّةِ عَلَيَّ بِجَميعِ سُؤلي ورَغبَتي ، وشَهَواتي وإرادَتي ومُنايَ ، وصَرفِ جَميعِ المَكروهِ وَالمَحذورِ عَنّي ، وعَن أهلي ووُلدي وإخواني ومالي ، وجَميعِ ما أنعَمَ عَلَيَّ ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ .
ثُمَّ ارفَع رَأسَكَ وقُل :
الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَني مِن زُوّارِ ابنِ نَبِيِّهِ ، ورَزَقَني مَعرِفَةَ فَضلِهِ ، وَالإِقرارَ بِحَقِّهِ ، وَالشَّهادَةَ بِطاعَتِهِ ، «رَبَّنَا ءَامَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّـهِدِينَ» . ۲
السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، لَعَنَ اللّهُ قاتِليكَ ، ولَعَنَ اللّهُ خاذِليكَ ، ولَعَنَ اللّهُ سالِبيكَ ، ولَعَنَ مَن رَماكَ ، ولَعَنَ مَن طَعَنَكَ ، ولَعَنَ المُعينينَ عَلَيكَ ، ولَعَنَ السّائِرينَ إلَيكَ ، ولَعَنَ مَن مَنَعَكَ شُربَ ماءِ الفُراتِ ، ولَعَنَ مَن دَعاكَ وغَشَّكَ

1.في المصدر : «منعتنيها»، والتصويب من بحار الأنوار والمصادر الاُخرى .

2.آل عمران : ۵۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5144
صفحه از 438
پرینت  ارسال به