77
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

وعِمادِها .
وأشهَدُ أنَّكَ وَالأَئِمَّةَ مِن أهلِ بَيتِكَ كَلِمَةُ التَّقوى ، وبابُ الهُدى ، وَالعُروَةُ الوُثقى ، وَالحُجَّةُ عَلى أهلِ الدُّنيا ، واُشهِدُ اللّهَ ومَلائِكَتَهُ ، وأنبِياءَهُ ورُسُلَهُ ، واُشهِدُكُم أنّي بِكُم مُؤمِنٌ ولَكُم تابِعٌ ، في ذاتِ نَفسي ، وشَرايِعِ ديني ، وخَواتيمِ عَمَلي ، ومُنقَلَبي إلى رَبّي .
وأشهَدُ أنَّكَ قَد أدَّيتَ عَنِ اللّهِ وعَن رَسولِهِ صادِقا ، وقُلتَ أمينا ، ونَصَحتَ للّهِِ ولِرَسولِهِ مُجتَهِدا ، ومَضَيتَ عَلى يَقينٍ ، لَم تُؤثِر ضَلالاً عَلى هُدىً ، ولَم تَمِل مِن حَقٍّ إلى باطِلٍ ، فَجَزاكَ اللّهُ عَن رَعِيَّتِكَ خَيرا ، وصَلَّى اللّهُ عَلَيكَ صَلاةً لا يُحصيها غَيرُهُ ، وعَلَيكَ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ .
اللّهُمَّ إنّي اُصَلّي عَلَيهِ كَما صَلَّيتَ عَلَيهِ ، وصَلّى عَلَيهِ مَلائِكَتُكَ وأنبِياؤُكُ ورُسُلُكَ ، وأميرُ المُؤمِنينَ وَالأَئِمَّةُ أجمَعونَ ، صَلاةً كَثيرَةً مُتَتابِعَةً مُتَرادِفَةً يَتبَعُ بَعضُها بَعضا ، في مَحضَرِنا هذا وإذا غِبنا ، وعَلى كُلِّ حالٍ ، صَلاةً لَا انقِطاعَ لَها وَلا نَفادَ .
اللّهُمَّ بَلِّغ روحَهُ وجَسَدَهُ في ساعَتي هذِهِ ، وفي كُلِّ ساعَةٍ ، تَحِيَّةً مِنّي كَثيرَةً وسَلاما ، آمَنّا بِاللّهِ وَحدَهُ ، وَاتَّبَعنَا الرَّسولَ فَاكتُبنا مَعَ الشّاهِدينَ .
السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، أتَيتُكَ ـ بِأَبي أنتَ واُمّي ـ زائِرا وافِدا إلَيكَ ، مُتَوَجِّها بِكَ إلى رَبِّكَ ورَبّي ؛ لِيُنجِحَ لي بِكَ حَوائِجي ، ويُعطِيَني بِكَ سُؤلي ، فَاشفَع لي عِندَهُ ، وكُن لي شَفيعا ، فَقَد جِئتُكَ هارِبا مِن ذُنوبي ، مُتَنَصِّلاً ۱ إلى رَبّي مِن سَيِّئِ عَمَلي ، راجِيا في مَوقِفي هذَا الخَلاصَ مِن عُقوبَةِ رَبّي ، طامِعا

1.تَنَصَّلَ : أي تَبَرّأ (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۳۱ «نصل») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
76

وحَمَلَةَ الأَوزارِ ، المُستَوجِبينَ النّارَ ، اللّهُمَّ العَنهُم لَعنا وَبيلاً ، وعَذِّبهُم عَذابا أليما .
ثُمَّ حُطَّ يَدَكَ اليُسرى وأشِر بِاليُمنى مِنهُما إلَى القَبرِ ، وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ الأَنبِياءِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وَصِيَّ الأَوصِياءِ ، السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى آلِكَ وذُرِّيَّتِكَ الَّذينَ حَباهُمُ اللّهُ بِالحُجَجِ البالِغَةِ ، وَالنّورِ وَالصِّراطِ المُستَقيمِ .
بِأَبي أنتَ واُمّي ، ما أجَلَّ مُصيبَتَكَ وأعظَمَها عِندَ اللّهِ ! وما أجَلَّ مُصيبَتَكَ وأعظَمَها عِندَ رَسولِ اللّهِ ! وما أجَلَّ مُصيبَتَكَ وأعظَمَها عِندَ أنبِياءِ اللّهِ ! وما أجَلَّ مُصيبَتَكَ وأعظَمَها عِندَ شيعَتِكَ خاصَّةً !
بِأَبي أنتَ واُمّي يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، أشهَدُ أنَّكَ كُنتَ نورا فِي الظُّلُماتِ ، وأشهَدُ أنَّكَ حُجَّةُ اللّهِ وأمينُهُ ، وخازِنُ عِلمِهِ ووَصِيُّ نَبِيِّهِ ، وأشهَدُ أنَّكَ قَد بَلَّغتَ ونَصَحتَ ، وصَبَرتَ عَلَى الأَذى في جَنبِهِ .
وأشهَدُ أنَّكَ قَد قُتِلتَ وحُرِمتَ ، وغُصِبتَ وظُلِمتَ ، وأشهَدُ أنَّكَ قَد جُحِدتَ وَاهتُضِمتَ ۱ ، وصَبَرتَ في ذاتِ اللّهِ ، وأنَّكَ قَد كُذِّبتَ ودُفِعتَ عَن حَقِّكَ ، واُسيءَ إلَيكَ فَاحتَمَلتَ .
وأشهَدُ أنَّكَ الإِمامُ الرّاشِدُ الهادي ، هَدَيتَ وقُمتَ بِالحَقِّ وعَمِلتَ بِهِ ، وأشهَدُ أنَّ طاعَتَكَ مُفتَرَضَةٌ ، وقَولَكَ الصِّدقُ ، ودَعوَتَكَ الحَقُّ ، وأنَّكَ دَعَوتَ إلَى الحَقِّ ، وإلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ ، فَلَم تُجَب ، وأمَرتَ بِطاعَةِ اللّهِ فَلَم تُطَع ، وأشهَدُ أنَّكَ مِن دَعائِمِ الدّينِ وعَمودِهِ ، ورُكنِ الأَرضِ

1.هَضَمَهُ حَقَّهُ واهْتَضَمَهُ : إذا ظلمه وكسر عليه حقّه (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۵۹ «هضم») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5166
صفحه از 438
پرینت  ارسال به