69
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

الشَّدائِدِ وَالأَهوالِ ، لِسوءِ عَمَلي وقَبيحِ فِعلي وعَظيمِ جُرمي ؛ فَإِنَّكَ أمَلي ورَجائي ، وثِقَتي ومُعتَمَدي ، ووَسيلَتي إلَى اللّهِ رَبّي ورَبِّكَ ، لَم يَتَوَسَّلِ المُتَوَسِّلونَ إلَى اللّهِ بِوَسيلَةٍ هِيَ أعظَمُ حَقّا ، ولا أوجَبُ حُرمَةً ، ولا أجَلُّ قَدرا عِندَهُ ، مِنكُم أهلَ البَيتِ ، لا خَلَّفَنِيَ اللّهُ عَنكُم بِذُنوبي ، وجَمَعَني وإيّاكُم في جَنَّةِ عَدنٍ الَّتي أعَدَّها لَكُم ولِأَولِيائِكُم ، إنَّهُ خَيرُ الغافِرينَ ، وأرحَمُ الرّاحِمينَ .
اللّهُمَّ أبلِغ سَيِّدي ومَولايَ تَحِيَّةً وسَلاما ، وَاردُد عَلَينا مِنهُ السَّلامَ ، إنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ ، وصَلِّ عَلَيهِ كُلَّما ذُكِرَ السَّلامُ وكُلَّما لَم يُذكَر ، يا رَبَّ العالَمينَ .
ثُمَّ صَلِّ رَكعَتَينِ لِلزِّيارَةِ ، وَادعُ بَعدَهُما بِما قَدَّمناهُ عَقيبَ صَلاةِ زِيارَتِهِ الاُولى وشَرَحناهُ ، وزُر بَعدَ ذلِكَ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام ، وَالشُّهَداءَ ـ أيضا ـ عَلى ذلِكَ الوَجهِ الَّذي ذَكَرناهُ هُناكَ وحَرَّرناهُ ، وكَذلِكَ فِي الوَداعِ وما جَرى مَجراهُ . ۱

الزِّيارَةُ العاشِرَةُ

۳۴۸۳.المزار الكبير ۲ :التَّوَجُّهُ إلى مَشهَدِ أبي عَبدِ اللّهِ الحُسَينِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ وشَرائِطُهُ :
فَإِذا خَرَجتَ مِنَ الكوفَةِ أو غَيرِها مُتَوَجِّها نَحوَ مَشهَدِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ، أو مِن مَنزِلِكَ ، أو مِن حَيثُ تَوَجَّهتَ ، فَكُن عَلَى السُّنَنِ الَّذي قَدَّمنا وَصفَهُ ، مِنَ الصَّمتِ إلّا مِن ذِكرِ اللّهِ تَعالى ، وما يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنَ الكَلامِ المَحمودِ ، وَاهجُرِ اللَّهوَ

1.مصباح الزائر : ص ۲۴۵ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۲۲۲ ح ۳۴ .

2.في بحار الأنوار : «قال المفيد ومؤلّف المزار رحمهما اللّه : زيارة اُخرى له عليه السلام برواية اُخرى غير مقيّدة بوقت من الأوقات ، إذا وردت إن شاء اللّه أرض كربلاء . . .» . وفي مصباح الزائر : «فإذا أردت زيارته صلوات اللّه عليه ، وتوجّهت لذلك ، فافعل من آداب السفر ما تقدّم ذكره ، فإذا أتيت الفرات فقل : اللّهُمَّ... ثمّ تغتسل وتقول عند غسلك : بسم اللّه وباللّه ، وفي سبيل اللّه ، وعلى ملّة رسول اللّه ...».


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
68

يَدعُو العِبادَ إلَيكَ ، ويَدُلُّهُم عَلَيكَ ، وقامَ بَينَ يَدَيكَ ، يَهدِمُ الجَورَ بِالصَّوابِ ، ويُحيِي السُّنَّةَ بِالكِتابِ ، فَعاشَ في رِضوانِكَ مَكدودا ۱ ، ومَضى عَلى طاعَتِكَ وفي أولِيائِكَ مَكدوحا ۲ ، وقَضى إلَيكَ مَفقودا ، لَم يَعصِكَ في لَيلٍ ولا نَهارٍ ، بَل جاهَدَ فيكَ المُنافِقينَ وَالكُفّارَ .
اللّهُمَّ فَاجزِهِ خَيرَ جَزاءِ الصّادِقينَ الأَبرارِ ، وضاعِف عَلَيهِمُ العَذابَ ، ولِقاتِليهِ العِقابَ ، فَقَد قاتَلَ كَريما ، وقُتِلَ مَظلوما ، ومَضى مَرحوما ، يَقولُ : أنَا ابنُ رَسولِ اللّهِ مُحَمَّدٍ ، وَابنُ مَن زَكّى وعَبَدَ ، فَقَتَلوهُ بِالعَمدِ المُعتَمَدِ ، قَتَلوهُ عَلَى الإِيمانِ ، وأطاعوا في قَتلِهِ الشَّيطانَ ، ولَم يُراقِبوا فيهِ الرَّحمنَ .
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى سَيِّدي ومَولايَ صَلاةً تَرفَعُ بِها ذِكرَهُ ، وتُظهِرُ بِها أمرَهُ ، وتُعَجِّلُ بِها نَصرَهُ ، وَاخصُصهُ بِأَفضَلِ قِسَمِ الفَضائِلِ يَومَ القِيامَةِ ، وزِدهُ شَرَفا في أعلى عِلِّيّينَ ، وبَلِّغهُ أعلى شَرَفِ المُكَرَّمينَ ، وَارفَعهُ مِن شَرَفِ رَحمَتِكَ في شَرَفِ المُقَرَّبينَ فِي الرَّفيعِ الأَعلى ، وبَلِّغهُ الوَسيلَةَ وَالمَنزِلَةَ الجَليلَةَ ، وَالفَضلَ وَالفَضيلَةَ ، وَالكَرامَةَ الجَزيلَةَ .
اللّهُمَّ وَاجزِهِ عَنّا أفضَلَ ما جازَيتَ إماما عَن رَعِيَّتِهِ ، وصَلِّ عَلى سَيِّدي ومَولايَ كُلَّما ذُكِرَ وكُلَّما لَم يُذكَر .
يا سَيِّدي ومَولايَ ، أدخِلني في حِزبِكَ وزُمرَتِكَ ، وَاستَوهِبني مِن رَبِّكَ ورَبّي ، فَإِنَّ لَكَ عِندَ اللّهِ جاها وقَدرا ومَنزِلَةً رَفيعَةً ، إن سَأَلتَ اُعطيتَ ، وإن شَفَعتَ شُفِّعتَ ، اللّهَ اللّهَ في عَبدِكَ ومَولاكَ ، لا تُخَلِّني عِندَ

1.الكَدُّ : الإتعاب (النهاية : ج ۴ ص ۱۵۵ «كدد») .

2.الكَدْحُ : السعي والحِرصُ والعمل (النهاية : ج ۴ ص ۱۵۵ «كدح») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4626
صفحه از 438
پرینت  ارسال به