67
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

أسرَجَت وألجَمَت وتَهَيَّأَت لِقِتالِكَ ، يا مَولايَ يا أبا عَبدِ اللّهِ ، قَصَدتُ حَرَمَكَ ، وأتَيتُ مَشهَدَكَ ، أسأَلُ اللّهَ بِالشَّأنِ الَّذي لَكَ عِندَهُ ، وبِالمَحَلِّ الَّذي لَكَ لَدَيهِ ، أن يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن يَجعَلَني مَعَكُم فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ .
[ثُمَّ صَلِّ رَكعَتَينِ عِندَ الرَّأسِ ، تَقرَأُ فيهِما ما أحبَبتَ ، وَادعُ اللّهَ بِما أرَدتَ ، ثُمَّ قُم وَامضِ وسَلِّم عَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ ، وعَلَى الشُّهَداءِ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام ، بِما ذَكَرناهُ أوَّلاً] ۱ ، ثُمَّ ارفَع رَأسَكَ ، وصَلِّ عَلَيهِ بِهذِهِ الصَّلاةِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ :
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وصَلِّ عَلَى الحُسَينِ المَظلومِ الشَّهيدِ ، قَتيلِ العَبَراتِ ، وأسيرِ الكُرُباتِ ۲ ، صَلاةً نامِيَةً زاكِيَةً مُبارَكَةً ، يَصعَدُ أوَّلُها ولا يَنفَدُ آخِرُها ، أفضَلَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن أولادِ الأَنبِياءِ وَالمُرسَلينَ ، يا رَبَّ العالَمينَ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الإِمامِ الشَّهيدِ ، المَقتولِ المَظلومِ المَخذولِ ، وَالسَّيِّدِ القائِدِ وَالعابِدِ الزّاهِدِ ، الوَصِيِّ الخَليفَةِ ، الإِمامِ الصِّدّيقِ ، الطُّهرِ الطّاهِرِ ، الطَّيِّبِ المُبارَكِ ، وَالرَّضِيِّ المَرضِيِّ ، وَالتَّقِيِّ الهادِي المَهدِيِّ ۳ ، سِبطِ الرَّسولِ وقُرَّةِ ۴ عَينِ البَتولِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدي ومَولايَ كَما عَمِلَ بِطاعَتِكَ ، ونَهى عَن مَعصِيَتِكَ ، وبالَغَ في رِضوانِكَ ، وأقبَلَ عَلى إيمانِكَ ، غَيرَ قابِلٍ فيكَ عُذرا ، سِرّا وعَلانِيَةً ،

1.ما بين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار .

2.مَكْرُوب : مهموم ، والكُرْبة اسم منه (المصباح المنير : ص ۵۲۹ «كرب») .

3.زاد في بحار الأنوار هنا : «الزاهد الذائد المجاهد العالم إمام الهدى» .

4.في المصدر : «ثمرة» بدل «قرّة» ، والتصويب من بحار الأنوار .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
66

وقِرايَ في هذَا الوَقتِ أن تَسأَلَ اللّهَ سُبحانَهُ وتَعالى أن يَرزُقَني فَكاكَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ، إنَّهُ سَميعُ الدُّعاءِ ، قَريبٌ مُجيبٌ .
ثُمَّ قَبِّلِ الضَّريحَ وَانتَقِل إلى عِندِ الرَّأسِ ، وقِف عِندَهُ وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يا صَريعَ العَبرَةِ السّاكِبَةِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا قَرينَ المُصيبَةِ الرّاتِبَةِ ، بِاللّهِ اُقسِمُ لَقَد طَيَّبَ اللّهُ بِكَ التُّرابَ ، وأعظَمَ بِكَ المُصابَ ، وأوضَحَ بِكَ الكِتابَ وجَعَلَكَ وجَدَّكَ وأباكَ ، واُمَّكَ وأخاكَ وأبناءَكَ ، عِبرَةً لِاُولِي الأَلبابِ ، أشهَدُ أنَّكَ تَسمَعُ الخِطابَ وتَرُدُّ الجَوابَ .
فَصَلَّى اللّهُ عَلَيكَ يَابنَ المَيامَينِ ۱ الأَطيابِ ، وها أنَا ذا نَحوَكَ قَد أتَيتُ ، وإلى فِنائِكَ التَجَأتُ ، أرجو بِذلِكَ القُربَةَ إلَيكَ ، وإلى جَدِّكَ وأبيكَ ، فَصَلَّى اللّهُ عَلَيكَ يا إمامي وَابنَ إمامي ، كَأَنّي بِكَ يا مَولايَ في عَرَصاتِ ۲ كَربَلاءَ ، تُنادي فَلا تُجابُ ، وتَستَغيثُ فَلا تُغاثُ ، وتَستَجيرُ فَلا تُجارُ ، يا لَيتَني كُنتُ مَعَكَ فَأَفوزَ فَوزا عَظيما .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى روحِهِ وجَسَدِهِ ، وبَلِّغهُ عَنّي تَحِيَّةً وسَلاما ، ورَحمَةً وبَرَكَةً ورِضوانا ، وخَيرا دائِما وغُفرانا ، إنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ قَريبٌ مُجيبٌ .
ثُمَّ انكَبَّ عَلَى القَبرِ فَقَبِّلهُ ، وقُل :
بِأَبي أنتَ واُمّي يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، يا أبا عَبدِ اللّهِ ، لَقَد عَظُمَتِ المُصيبَةُ ، وجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَينا ، وعَلى أهلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، فَلَعَنَ اللّهُ اُمَّةً

1.اليُمْنُ : البركة ، وضدّه الشؤم . يقال : يُمِنَ فهو ميمون ( النهاية : ج ۵ ص ۳۰۲ « يمن » ) .

2.عَرْصَةُ الدار : ساحتها ، وهي البقعة الواسعة التي ليس فيها بناء ، والجمع عرصات (المصباح المنير : ص ۴۰۲ «عرص») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4826
صفحه از 438
پرینت  ارسال به