قَطَعتُهُ ، وكُلَّ وادٍ وفَلاةٍ سَلَكتُها ، وكُلَّ مَنزِلٍ نَزَلتُهُ ، فَأَنتَ حَمَلتَني فِي البَرِّ وَالبَحرِ ، وأنتَ الَّذي بَلَّغتَني ووَفَّقتَني وكَفَيتَني ، وبِفَضلٍ مِنكَ ووِقايَةٍ بَلَغتُ ، وكانَتِ المِنَّةُ لَكَ عَلَيَّ في ذلِكَ كُلِّهِ ، وأثَري مَكتوبٌ عِندَكَ وَاسمي وشَخصي ، فَلَكَ الحَمدُ عَلى ما أبلَيتَني وَاصطَنَعتَ عِندي .
اللّهُمَّ فَارحَم فَرَقي مِنكَ ، ومَقامي بَينَ يَدَيكَ وتَمَلُّقي ۱ ، وَاقبَل مِنّي تَوَسُّلي إلَيكَ بِابنِ حَبيبِكَ ، وصَفوَتِكَ وخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ ، وتَوَجُّهي إلَيكَ ، وأقِلني عَثرَتي ، وَاقبَل عَظيمَ ما سَلَفَ مِنّي ، ولا يَمنَعكَ ما تَعلَمُ مِنّي مِنَ العُيوبِ وَالذُّنوبِ وَالإِسرافِ عَلى نَفسي ، وإن كُنتَ لي ماقِتا فَارضَ عَنّي ، وإن كُنتَ عَلَيَّ ساخِطا فَتُب عَلَيَّ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ .
اللّهُمَّ «اغفِر لي و لِوالِدَيَّ» وَ «ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرا» ، وَاجزِهِما عَنّي خَيرا ، اللّهُمَّ اجزِهِما بِالإِحسانِ إحسانا وبِالسَّيِّئاتِ غُفرانا . اللّهُمَّ أدخِلهُمَا الجَنَّةَ بِرَحمَتِكَ ، وحَرِّم وُجوهَهُما عَن عَذابِكَ ، وبَرِّد عَلَيهِما مَضاجِعَهُما ، وَافسَح لَهُما في قَبرَيهِما ، وعَرِّفنيهِما في مُستَقَرٍّ مِن رَحمَتِكَ ، وجِوارِ حَبيبِكَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ . ۲
الزِّيارَةُ الثّامِنَةُ
۳۴۸۱.المزار الكبير :زِيارَةٌ اُخرى لَهُ عليه السلام مُختَصَرَةٌ ، يُزارُ بِها في كُلِّ يَومٍ ، وفي كُلِّ شَهرٍ ، ويُزارُ بِها عِندَ قائِمِ الغَرِيِّ ۳ ؛ فَقَد جاءَ فِي الأَثَرِ أنَّ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام هُناكَ ، وأنَّ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام زارَهُ هُناكَ بِهذِهِ الزِّيارَةِ ، وصَلّى عِندَهُ أربَعَ رَكَعاتٍ .
1.مَلِقْتُ له وتملّقت : تَوَدّدْتُه (المصباح المنير : ص ۵۷۹ «ملق») .
2.كامل الزيارات : ص ۳۹۳ ـ ۴۲۴ ح ۶۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۷۳ ـ ۱۹۰ ح ۳۰ .
3.قائم الغري: هو مسجد الحنّانة، وهو الموضع الذي وضعوا فيه رأسه عليه السلام عند ذهابهم به إلى ابن زياد لعنه اللّه (بحارالأنوار: ج ۱۰۱ ص ۲۵۷).