61
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

قَطَعتُهُ ، وكُلَّ وادٍ وفَلاةٍ سَلَكتُها ، وكُلَّ مَنزِلٍ نَزَلتُهُ ، فَأَنتَ حَمَلتَني فِي البَرِّ وَالبَحرِ ، وأنتَ الَّذي بَلَّغتَني ووَفَّقتَني وكَفَيتَني ، وبِفَضلٍ مِنكَ ووِقايَةٍ بَلَغتُ ، وكانَتِ المِنَّةُ لَكَ عَلَيَّ في ذلِكَ كُلِّهِ ، وأثَري مَكتوبٌ عِندَكَ وَاسمي وشَخصي ، فَلَكَ الحَمدُ عَلى ما أبلَيتَني وَاصطَنَعتَ عِندي .
اللّهُمَّ فَارحَم فَرَقي مِنكَ ، ومَقامي بَينَ يَدَيكَ وتَمَلُّقي ۱ ، وَاقبَل مِنّي تَوَسُّلي إلَيكَ بِابنِ حَبيبِكَ ، وصَفوَتِكَ وخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ ، وتَوَجُّهي إلَيكَ ، وأقِلني عَثرَتي ، وَاقبَل عَظيمَ ما سَلَفَ مِنّي ، ولا يَمنَعكَ ما تَعلَمُ مِنّي مِنَ العُيوبِ وَالذُّنوبِ وَالإِسرافِ عَلى نَفسي ، وإن كُنتَ لي ماقِتا فَارضَ عَنّي ، وإن كُنتَ عَلَيَّ ساخِطا فَتُب عَلَيَّ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ .
اللّهُمَّ «اغفِر لي و لِوالِدَيَّ» وَ «ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرا» ، وَاجزِهِما عَنّي خَيرا ، اللّهُمَّ اجزِهِما بِالإِحسانِ إحسانا وبِالسَّيِّئاتِ غُفرانا . اللّهُمَّ أدخِلهُمَا الجَنَّةَ بِرَحمَتِكَ ، وحَرِّم وُجوهَهُما عَن عَذابِكَ ، وبَرِّد عَلَيهِما مَضاجِعَهُما ، وَافسَح لَهُما في قَبرَيهِما ، وعَرِّفنيهِما في مُستَقَرٍّ مِن رَحمَتِكَ ، وجِوارِ حَبيبِكَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ . ۲

الزِّيارَةُ الثّامِنَةُ

۳۴۸۱.المزار الكبير :زِيارَةٌ اُخرى لَهُ عليه السلام مُختَصَرَةٌ ، يُزارُ بِها في كُلِّ يَومٍ ، وفي كُلِّ شَهرٍ ، ويُزارُ بِها عِندَ قائِمِ الغَرِيِّ ۳ ؛ فَقَد جاءَ فِي الأَثَرِ أنَّ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام هُناكَ ، وأنَّ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام زارَهُ هُناكَ بِهذِهِ الزِّيارَةِ ، وصَلّى عِندَهُ أربَعَ رَكَعاتٍ .

1.مَلِقْتُ له وتملّقت : تَوَدّدْتُه (المصباح المنير : ص ۵۷۹ «ملق») .

2.كامل الزيارات : ص ۳۹۳ ـ ۴۲۴ ح ۶۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۷۳ ـ ۱۹۰ ح ۳۰ .

3.قائم الغري: هو مسجد الحنّانة، وهو الموضع الذي وضعوا فيه رأسه عليه السلام عند ذهابهم به إلى ابن زياد لعنه اللّه (بحارالأنوار: ج ۱۰۱ ص ۲۵۷).


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
60

إذا فَنيتُ وبُليتُ ، لَهفي ۱ عَلَيكُم ، أيُّ مُصيبَةٍ أصابَت كُلَّ مَولىً لِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ! لَقَد عَظُمَت وخُصَّت وجَلَّت وعَمَّت مُصيبَتُكُم ، أنَا بِكُم لَجَزِعٌ ، وأنَا بِكُم لَموجَعٌ مَحزونٌ ، وأنَا بِكُم لَمُصابٌ مَلهوفٌ ، هَنيئا لَكُم ما اُعطيتُم ، وهَنيئا لَكُم ما بِهِ حُيِّيتُم . فَلَقَد بَكَتكُمُ المَلائِكَةُ وحَفَّت بِكُم ، وسَكَنَت مُعَسكَرَكُم ، وحَلَّت مَصارِعَكُم ، وقَدَّسَت وصَفَّت بِأَجنِحَتِها عَلَيكُم ، لَيسَ لَها عَنكُم فِراقٌ إلى يَومِ التَّلاقِ ، ويَومِ المَحشَرِ ، ويَومِ المَنشَرِ . ۲
طافَت عَلَيكُم رَحمَةٌ مِنَ اللّهِ ، وبَلَغتُم بِها شَرَفَ الآخِرَةِ . أتَيتُكُم شَوقا وزُرتُكُم خَوفا ، أسأَلُ اللّهَ أن يُرِيَنيكُم عَلَى الحَوضِ وفِي الجِنانِ ، مَعَ الأَنبِياءِ وَالمُرسَلينَ ، وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ ، وحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقا .
ثُمَّ دُر فِي الحائِرِ وأنتَ تَقولُ :
يا مَن إلَيهِ وَفَدتُ ، وإلَيهِ خَرَجتُ ، وبِهِ استَجَرتُ ، وإلَيهِ قَصَدتُ ، وإلَيهِ بِابنِ نَبِيِّهِ تَقَرَّبتُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ومُنَّ عَلَيَّ بِالجَنَّةِ ، وفُكَّ رَقَبَتي مِنَ النّارِ .
اللّهُمَّ ارحَم غُربَتي وبُعدَ داري ، وَارحَم مَسيري إلَيكَ وإلَى ابنِ حَبيبِكَ ، وَاقلِبني مُفلِحا مُنجِحا ، قَد قَبِلتَ مَعذِرَتي وخُضوعي ، وخُشوعي عِندَ إمامي وسَيِّدي ومَولايَ ، وَارحَم صَرخَتي وبُكائي ، وهَمّي وجَزَعي وحُزني ، وما قَد باشَرَ قَلبي مِنَ الجَزَعِ عَلَيهِ .
فَبِنِعمَتِكَ عَلَيَّ ولُطفِكَ لي خَرَجتُ إلَيهِ ، وبِتَقوِيَتِكَ إيّايَ وصَرفِكَ المَحذورَ عَنّي ، وكِلاءَتِكَ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ لي ، وبِحِفظِكَ وكَرامَتِكَ إيّايَ ، وكُلَّ بَحرٍ

1.لَهِفَ : حَزُنَ وتَحَسَّرَ ، والملهوف : المظلوم يستغيث (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۲۸ «لهف») .

2.نَشَر الميّتُ : إذا عاش بعد الموت ، وأنشره اللّه : أي أحياه (النهاية : ج ۵ ص ۵۴ «نشر») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3892
صفحه از 438
پرینت  ارسال به