59
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

يا أولِياءَ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيكُم يا أنصارَ اللّهِ وأنصارَ رَسولِهِ ، وأنصارَ أميرِ المُؤمِنينَ ، وأنصارَ ابنِ رَسولِهِ وأنصارَ دينِهِ .
أشهَدُ أنَّكُم أنصارُ اللّهِ كَما قالَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ : «وَكَأَيِّن مِّن نَّبِىٍّ قَـتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ» ۱ ، فَما ضَعُفتُم ومَا استَكَنتُم حَتّى لَقيتُمُ اللّهَ عَلى سَبيلِ الحَقِّ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيكُم وعَلى أرواحِكُم وأجسادِكُم ، أبشِروا بِمَوعِدِ اللّهِ الَّذي لا خُلفَ لَهُ ولا تَبديلَ ، إنَّ اللّهَ لا يُخلِفُ وَعدَهُ ، وَاللّهُ مُدرِكٌ بِكُم ثارَ ما وَعَدَكُم .
أنتُم خاصَّةُ اللّهِ اختَصَّكُمُ اللّهُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السَّلامُ ، أنتُمُ الشُّهَداءُ وأنتُمُ السُّعَداءُ ، سَعِدتُم عِندَ اللّهِ ، وفُزتُم بِالدَّرَجاتِ مِن جَنّاتٍ لا يَطعَنُ ۲ أهلُها ولا يَهرَمونَ ، ورَضوا بِالمُقامِ في دارِ السَّلامِ مَع مَن نَصَرتُم ، جَزاكُمُ اللّهُ خَيرا مِن أعوانٍ جَزاءَ مَن صَبَرَ مَعَ رَسولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ، أنجَزَ اللّهُ ما وَعَدَكُم مِنَ الكَرامَةِ في جِوارِهِ ودارِهِ مَعَ النَّبِيّينَ وَالمُرسَلينَ ، وأميرِ المُؤمِنينَ وقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلينَ .
أسأَلُ اللّهَ الَّذي حَمَلَني إلَيكُم حَتّى أراني مَصارِعَكُم ، أن يُرِيَنيكُم عَلَى الحَوضِ رِواءً مَروِيّينَ ، ويُرِيَني أعداءَكُم في أسفَلِ دَرَكٍ مِنَ الجَحيمِ ؛ فَإِنَّهُم قَتَلوكُم ظُلما وأرادوا إماتَةَ الحَقِّ ، وسَلَبوكُم لِابنِ سُمَيَّةَ وَابنِ آكِلَةِ الأَكبادِ ، فَأَسأَلُ اللّهَ أن يُرِيَنيهِم ظِماءً مُظمَئينَ ، مُسَلسَلينَ مُغَلَّلينَ ، يُساقونُ إلَى الجَحيمِ .
السَّلامُ عَلَيكُم يا أنصارَ ابنِ رَسولِ اللّهِ مِنّي ما بَقيتُ ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم دائِما

1.آل عمران : ۱۴۶ .

2.طعن في السنّ : كَبُرَ (المصباح المنير : ص ۳۷۳ «طعن») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
58

وتَقولُ :
يا أبا عَبدِ اللّهِ ، يا حُسَينُ ابنَ رَسولِ اللّهِ ، جِئتُكَ مُستَشفِعا بِكَ إلَى اللّهِ ، اللّهُمَّ إنّي أستَشفِعُ إلَيكَ بِوَلَدِ حَبيبِكَ ، وبِالمَلائِكَةِ الَّذينَ يَضِجّونَ عَلَيهِ ويَبكونَ ويَصرُخونَ ، لا يَفتُرونَ ولا يَسأَمونَ ، وهُم مِن خَشيَتِكَ مُشفِقونَ ، ومِن عَذابِكَ حَذِرونَ . لا تُغَيِّرُهُمُ الأَيّامُ ولا يَهرَمونَ ، في نَواحِي الحَيرِ يَشهَقونَ ، وسَيِّدُهُم يَرى ما يَصنَعونَ وما فيهِ يَتَقَلَّبونَ ، قَدِ انهَمَلَت مِنهُمُ العُيونُ فَلا تَرقَأُ ۱ ، وَاشتَدَّ مِنهُمُ الحُزنُ بِحُرقَةٍ لا تُطفَأُ .
ثُمَّ تَرفَعُ يَدَيكَ وتَقولُ :
اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ مَسأَلَةَ المِسكينِ المُستَكينِ ، العَليلِ الذَّليلِ الَّذي لَم يُرِد بِمَسكَنَتِهِ غَيرَكَ ، فَإِن لَم تُدرِكهُ رَحمَتُكَ عَطِبَ ۲ ، أسأَلُكَ أن تَدارَكَني بِلُطفٍ مِنكَ ، فَأَنتَ الَّذي لا تُخَيِّبُ سائِلَكَ ، وتُعطِي المَغفِرَةَ وتَغفِرُ الذُّنوبَ . فَلا أكونَنَّ يا سَيِّدي أنَا أهوَنَ خَلقِكَ عَلَيكَ ، ولا أكونُ أهوَنَ مَن وَفَدَ إلَيكَ بِابنِ حَبيبِكَ ؛ فَإِنّي أمَّلتُ ورَجَوتُ ، وطَمِعتُ وزُرتُ وَاغتَرَبتُ ، رَجاءً لَكَ أن تُكافِيَني إذ أخرَجتَني مِن رَحلي ، فَأَذِنتَ لي بِالمَسيرِ إلى هذَا المَكانِ ، رَحمَةً مِنكَ وتَفَضُّلاً مِنكَ يا رَحمانُ يا رَحيمُ .
وَاجتَهِد فِي الدُّعاءِ ما قَدَرتَ عَلَيهِ ، وأكثِر مِنهُ إن شاءَ اللّهُ ، ثُمَّ تَخرُجُ مِنَ السَّقيفَةِ ، وتَقِفُ بِحِذاءِ قُبورِ الشُّهَداءِ وتومي إلَيهِم أجمَعينَ ، وتَقولُ :
السَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيكُم يا أهلَ القُبورِ مِن أهلِ دِيارِ المُؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَى الدّارِ ، السَّلامُ عَلَيكُم

1.رَقَأَ الدَّمْعُ : إذا سكن وانقطع (النهاية : ج ۲ ص ۲۴۸ «رقأ») .

2.العَطَبُ : الهلاك (الصحاح : ج ۱ ص ۱۸۴ «عطب») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4838
صفحه از 438
پرینت  ارسال به