57
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

تَبارَكتَ وتَعالَيتَ يا عَظيمُ ، تَرى عَظيمَ الجُرمِ مِن عِبادِكَ فَلا تَعجَلُ عَلَيهِم ، تَعالَيتَ يا كَريمُ أنتَ شاهِدٌ غَيرُ غائِبٍ ، وعالِمٌ بِما اُتِيَ إلى أهلِ صَفوَتِكَ وأحِبّائِكَ مِنَ الأَمرِ الَّذي لا تَحمِلُهُ سَماءٌ ولا أرضٌ ، ولَو شِئتَ لَانتَقَمتَ مِنهُم ، ولكِنَّكَ ذو أناةٍ ، وقد أمهَلتَ الَّذينَ اجتَرَؤوا عَلَيكَ وعَلى رَسولِكَ وحَبيبِكَ ، فَأَسكَنتَهُم أرضَكَ ، وغَذَوتَهُم بِنِعمَتِكَ ، إلى أجَلٍ هُم بِالِغوهُ ، ووَقتٍ هُم صائِرونَ إلَيهِ ، لِيَستَكمِلُوا العَمَلَ الَّذي قَدَّرتَ ، وَالأَجَلَ الَّذي أجَّلتَ ، لِتُخَلِّدَهُم في مَحَطٍّ ووَثاقٍ ، ونارٍ وحَميمٍ وغَسّاقٍ ۱ ، وَالضَّريعِ ۲ وَالإِحراقِ ، وَالأَغلالِ وَالأَوثاقِ ، وغِسلينٍ ۳ وزَقّومٍ وصَديدٍ ، مَعَ طولِ المُقامِ في أيّامٍ لَظى وفي سَقَرَ ، الَّتي لا تُبقي ولا تَذَرُ ، وفِي الحَميمِ وَالجَحيمِ .
ثُمَّ تَنكَبُّ عَلَى القَبرِ ، وتَقولُ :
يا سَيِّدي ، أتَيتُكَ زائِرا موقِرا ۴ مِنَ الذُّنوبِ ، أتَقَرَّبُ إلى رَبّي بِوُفودي إلَيكَ ، وبُكائي عَلَيكَ ، وعَويلي وحَسْرَتي ، وأسَفي وبُكائي ، وما أخافُ عَلى نَفسي ، رَجاءَ أن تَكونَ لي حِجابا وسَنَدا ، وكَهفا وحِرزا ، وشافِعا ووِقايَةً مِنَ النّارِ غَدا ، وأنَا مِن مَواليكُمُ الَّذينَ اُعادي عَدُوَّكُم واُوالي وَلِيَّكُم ، عَلى ذلِكَ أحيا وعَلَيهِ أموتُ ، وعَلَيهِ اُبعَثُ إن شاءَ اللّهُ .
وقَد أشخَصتُ بَدَني ، ووَدَّعتُ أهلي ، وبَعُدَت شُقَّتي ، واُؤَمِّلُ في قُربِكُمُ النَّجاةَ ، وأرجو في أيّامِكُمُ الكَرَّةَ ، وأطمَعُ فِي النَّظَرِ إلَيكُم وإلى مَكانِكُم غَدا في جِنانِ رَبّي مَعَ آبائِكُمُ الماضينَ .

1.الغَسّاقُ : ما يقطر من جلود أهل النار (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۶۰۶ «غسق») .

2.الضَّريْعُ : نبات أحمر منتن الريح (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۵۰۶ «ضرع») .

3.الغِسْلين : غسالة أبدان الكفّار في النار (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۶۰۷ «غسل») .

4.الوِقر: الحِمل. وأوقَرَ راحلَتَه: أي حَمّلَها (النهاية: ج ۵ ص ۲۱۳ «وقر») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
56

السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ رَسولِ اللّهِ وَابنَ أميرِ المُؤمِنينَ وَابنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، لَعَنَ اللّهُ قاتِلَكَ ، ولَعَنَ اللّهُ مَنِ استَخَفَّ بِحَقِّكُم وقَتَلَكُم ، لَعَنَ اللّهُ مَن بَقِيَ مِنهُم ومَن مَضى ، نَفسي فِداؤُكُم ولِمَضجَعِكُم ، صَلَّى اللّهُ عَلَيكُم وسَلَّمَ تَسليما .
ثُمَّ ضَع خَدَّكَ عَلَى القَبرِ ، وقُل :
صَلَّى اللّهُ عَلَيكَ يا أبَا الحَسَنِ ـ ثَلاثا ـ بِأَبي أنتَ واُمّي أتَيتُكَ زائِرا وافِدا ، عائِذا مِمّا جَنَيتُ عَلى نَفسي ، وَاحتَطَبتُ عَلى ظَهري ، وأسأَلُ وَلِيَّكَ ووَلِيّي أن يَجعَلَ حَظّي مِن زِيارَتِكَ عِتقَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ .
وتَدعو بِما أحبَبتَ ، ثُمَّ تَدورُ مِن خَلفِ الحُسَين عليه السلام إلى عِندِ رَأسِهِ ، وصَلِّ عِندَ رَأسِهِ رَكعَتَينِ ، تَقرَأُ فِي الاُولَى الحَمدَ ويس ، وفِي الثّانِيَةِ الحَمدَ وَالرَّحمنَ ، وإن شِئتَ صَلَّيتَ خَلفَ القَبرِ ، وعِندَ رَأسِهِ أفضَلُ .
فَإِذا فَرَغتَ فَصَلِّ ما أحبَبتَ ، إلّا أنَّ الرَّكعَتَينِ ـ رَكعَتَيِ الزِّيارَةِ ـ لابُدَّ مِنهُما عِندَ كُلِّ قَبرٍ ، فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الصَّلاةِ فَارفَعَ يَدَيكَ ، وقُل :
اللّهُمَّ إنّا أتَيناهُ مُؤمِنينَ بِهِ ، مُسَلِّمينَ لَهُ ، مُعتَصِمينَ بِحَبلِهِ ، عارِفينَ بِحَقِّهِ ، مُقِرّينَ بِفَضلِهِ ، مُستَبصِرينَ بِضَلالَةِ مَن خالَفَهُ ، عارِفينَ بِالهُدىَ الَّذي هُوَ عَلَيهِ ، اللّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ واُشهِدُ مَن حَضَرَني مِن مَلائِكَتِكَ ، أنّي بِهِم مُؤمِنٌ ، وأنّي بِمَن قَتَلَهُم كافِرٌ .
اللّهُمَّ اجعَل لِما أقولُ بِلِساني حَقيقةً في قَلبي ، وشَريعَةً فِي عَمَلي ، اللّهُمَّ اجعَلني مِمَّن لَهُ مَعَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عَلَيهِ السَّلامُ قَدَمٌ ثابِتٌ ، وأثبِتني فيمَنِ استُشهِدَ مَعَهُ ، اللّهُمَّ العَنِ الَّذينَ بَدَّلوا نِعمَتَكَ كُفرا ، سُبحانَكَ يا حَليمُ عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ فِي الأَرضِ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4883
صفحه از 438
پرینت  ارسال به