395
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

فِي الأَشياءِ عَديلٌ ، ولا تُدرِكُهُ العُلَماءُ بِأَلبابِها ، ولا أهلُ التَّفكيرِ بِتَفكيرِهِم إلّا بِالتَّحقيقِ إيقانا بِالغَيبِ ؛ لِأَ نَّهُ لا يوصَفُ بِشَيءٍ مِن صِفاتِ المَخلوقينَ ، وهُوَ الواحِدُ الصَّمَدُ ، ما تُصُوِّرَ فِي الأَوهامِ فَهُوَ خِلافُهُ .
لَيسَ بِرَبٍّ مَن طُرِحَ تَحتَ البَلاغِ ، ومَعبودٍ مَن وُجِدَ في هَواءٍ أو غَيرِ هَواءٍ ، هُوَ فِي الأَشياءِ كائِنٌ لا كَينونَةَ مَحظورٍ بِها عَلَيهِ ، ومِنَ الأَشياءِ بائِنٌ لا بَينونَةَ غائِبٍ عَنها . لَيسَ بِقادِرٍ مَن قارَنَهُ ضِدٌّ أو ساواهُ نِدٌّ .
لَيسَ عَنِ الدَّهرِ قِدَمُهُ ، ولا بِالنّاحِيَةِ أمَمُهُ ، احتَجَبَ عَنِ العُقولِ كَمَا احتَجَبَ عَنِ الأَبصارِ ، وعَمَّن فِي السَّماءِ احتِجابُهُ كَمَن فِي الأَرضِ .
قُربُهُ كَرامَتُهُ ، وبُعدُهُ إهانَتُهُ . لا تَحُلُّهُ في ، ولا تُوَقِّتُهُ إذ ، ولا تُؤامِرُهُ إن . عُلُوُّهُ مِن غَيرِ تَوَقُّلٍ ۱ ، ومَجيؤُهُ مِن غَيرِ تَنَقُّلٍ . يوجِدُ المَفقودَ ، ويُفقِدُ المَوجودَ، ولا تَجتَمِعُ لِغَيرِهِ الصِّفَتانِ في وَقتٍ . يُصيبُ الفِكرُ مِنهُ الإِيمانَ بِهِ مَوجودا ، ووُجودُ الإِيمانِ لا وُجودُ صِفَةٍ . بِهِ توصَفُ الصِّفاتُ لا بِها يوصَفُ ، وبِهِ تُعرَفُ المَعارِفُ لا بِها يُعرَفُ ، فَذلِكَ اللّهُ لا سَمِيَّ لَهُ ، سُبحانَهُ لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ البَصيرُ . ۲

۳۷۱۹.تفسير العيّاشي عن يزيد بن رويان :دَخَلَ نافِعُ بنُ الأَزرَقِ ۳ المَسجِدَ الحَرامَ وَالحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام مَعَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ جالِسانِ فِي الحِجرِ ، فَجَلَسَ إلَيهِما ثُمَّ قالَ : يَابنَ عَبّاسٍ ، صِف لي إلهَكَ الَّذي تَعبُدُهُ .
فَأَطرَقَ ابنُ عَبّاسٍ طَويلاً مُستَبطِئا بِقَولِهِ ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : إلَيَّ يَابنَ الأَزرَقِ

1.التَّوقُّلُ : الإسراع في الصعود (النهاية : ج ۵ ص ۲۱۶ «وقل») .

2.تحف العقول : ص ۲۴۴ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۳۰۱ ح ۲۹ .

3.نافع بن الأزرق ، من رؤساء الخوارج ، وكان مصاحبا لابن عبّاس في مكّة ، فسأله عن بعض الآيات التي كان يتوهّم اختلافها (لسان الميزان: ج ۶ ص ۱۴۵ الرقم ۵۰۶).


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
394

وأنتَ الرَّقيبُ الحاضِرُ ؟ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، وَالحَمدُ للّهِِ وَحدَهُ . ۱

۱ / ۷

مَعرِفَةُ صِفاتِ اللّهِ(عزَّوجلَّ)

۳۷۱۷.التوحيد عن عكرمة عن الحسين بن عليّ عليه السلام :أصِفُ إلهي بِما وَصَفَ بِهِ نَفسَهُ ، واُعَرِّفُهُ بِما عَرَّفَ بِهِ نَفسَهُ ؛ لا يُدرَكُ بِالحَواسِّ ، ولا يُقاسُ بِالنّاسِ ، فَهُوَ قَريبٌ غَيرُ مُلتَصِقٍ ، وبَعيدٌ غَيرُ مُتَقَصٍّ ، يُوَحَّدُ ولا يُبَعَّضُ ، مَعروفٌ بِالآياتِ ، مَوصوفٌ بِالعَلاماتِ ، لا إلهَ إِلّا هُوَ الكَبيرُ المُتَعالِ . ۲

۳۷۱۸.تحف العقول عن الإمام الحسين عليه السلام :أيُّهَا النّاسُ ! اتَّقوا هؤُلاءِ المارِقَةَ ۳ الَّذينَ يُشَبِّهونَ اللّهَ بِأَنفُسِهِم ، يُضاهِئونَ ۴ قَولَ الَّذينَ كَفَروا مِن أهلِ الكِتابِ ، بَل هُوَ اللّهُ لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ البَصيرٌ ، لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وهُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ وهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ .
اِستَخلَصَ الوَحدانِيَّةَ وَالجَبَروتَ ، وأمضَى المَشيئَةَ وَالإِرادَةَ وَالقُدرَةَ وَالعِلمَ بِما هُوَ كائِنٌ ، لا مُنازِعَ لَهُ في شَيءٍ مِن أمرِهِ ، ولا كُفوَ لَهُ يُعادِلُهُ ، ولا ضِدَّ لَهُ يُنازِعُهُ ، ولا سَمِيَّ لَهُ يُشابِهُهُ ، ولا مِثلَ لَهُ يُشاكِلُهُ .
لا تَتَداوَلُهُ الاُمورُ ، ولا تَجري عَلَيهِ الأَحوالُ ، ولا تَنزِلُ عَلَيهِ الأَحداثُ ، ولا يَقدِرُ الواصِفونَ كُنهَ عَظَمَتِهِ ، ولا يَخطُرُ عَلَى القُلوبِ مَبلَغُ جَبَروتِهِ ؛ لِأَ نَّهُ لَيسَ لَهُ

1.الإقبال (طبعة دار الكتب الإسلاميّة) : ص ۳۴۸ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۲۲۵ ح ۳ .

2.التوحيد : ص ۸۰ ح ۳۵ ، روضة الواعظين : ص ۴۳ وفيه «منفصل» بدل «متقصّ» ، تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۳۳۷ ح ۶۴ عن يزيد بن رويان نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۲۹۷ ح ۲۴ .

3.المارقون : هم الّذين مرقوا من دين اللّه ، ويمرقون من الدين : أي يجوزونه ويتعدّونه (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۶۸۹ «مرق») .

4.المضاهأةُ ـ بالهمزة ـ : المضاهاةُ والمشاكلةُ ، ضاهأتُ الرجل وضاهيته أي : شابهتُه (تاج العروس : ج ۱ ص ۱۹۸ «ضهأ») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3976
صفحه از 438
پرینت  ارسال به