391
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

الرَّحِيمِ» وهُوَ مُخلِصٌ للّهِِ يُقبِلُ بِقَلبِهِ إلَيهِ ، لَم يَنفَكَّ مِن إحدَى اثنَتَينِ : إمّا بُلوغِ حاجَتِهِ فِي الدُّنيا ، وإمّا يُعَدُّ لَهُ عِندَ رَبِّهِ ويُدَّخَرُ لَدَيهِ ، وما عِندَ اللّهِ خَيرٌ وأبقى لِلمُؤمِنينَ . ۱

۱ / ۵

تَجيبُ اللّهِ(عزَّوجلَّ) إلَى النّاسِ

۳۷۱۴.الأمالي للطوسي بإسناده عن الحسين بن عليّ عن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أوحَى اللّهُ عز و جل إلى نَجِيِّهِ ۲ موسَى بنِ عِمرانَ عليه السلام : يا موسى ، أحبِبني وحَبِّبني إلى خَلقي .
قالَ : يا رَبِّ إنّي اُحِبُّكَ ، فَكَيفَ اُحَبِّبُكَ إلى خَلقِكَ ؟
قالَ : اُذكُر لَهُم نَعمائي عَلَيهِم وبَلائي ۳ عِندَهُم ، فَإِنَّهُم لا يَذكُرونَ ـ أو ۴ لا يَعرِفونَ ـ مِنّي إلّا كُلَّ خَيرٍ . ۵

۱ / ۶

المَعرِفَةُ الشُّهودِيَّةُ

۳۷۱۵.كفاية الأثر بإسناده عن الحسين بن عليّ عليه السلام ۶ :سُئِلَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقيلَ لَهُ : يا أخا رَسولِ اللّهِ ، هَل رَأَيتَ رَبَّكَ ؟

1.التوحيد : ص ۲۳۱ ح ۵ .

2.النجيُّ : هو المُناجي (النهاية : ج ۵ ص ۲۵ «نجا») .

3.يحتمل أن يكون لفظ « بلائي » تصحيف « آلائي » الذي هو بمعنى النعمة ، ويحتمل أن يكون المراد إنزال البلاء لا نفس البلاء، بمعنى أنّه تعالى وإن كان من حقّه إنزال البلاء بسبب مساوئ العباد، إلّا أنّه لا ينزله بهم .

4.في المصدر : «إذ» ، والتصويب من بحار الأنوار .

5.الأمالي للطوسي : ص ۴۸۴ ح ۱۰۵۸ عن أيّوب بن نوح بن درّاج عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۱۸ ح ۱۲ .

6.ذكر في هامش المصدر أنّ في بعض النسخ : «عن الحسن بن عليّ» .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
390

فَقالَ الرَّجُلُ : فَما تَفسيرُ قَولِهِ : «اَللّهُ» ؟
قالَ : هُوَ الَّذي يَتَأَلَّهُ إلَيهِ عِندَ الحَوائِجِ وَالشَّدائِدِ كُلُّ مَخلوقٍ عِندَ انقِطاعِ الرَّجاءِ مِن جَميعِ مَن هُوَ دونَهُ ، وتَقَطُّعِ الأَسبابِ مِن كُلِّ مَن سِواهُ ، وذلِكَ أنَّ كُلَّ مُتَرَئِّسٍ في هذِهِ الدُّنيا ومُتَعَظِّمٍ فيها وإِن عَظُمَ غَناؤُهُ وطُغيانُهُ وكَثُرَت حَوائِجُ مَن دَونَهُ إلَيهِ ؛ فَإِنَّهُم سَيَحتاجونَ حَوائِجَ لا يَقدِرُ عَلَيها هذَا المُتَعاظِمُ ، وكَذلِكَ هذَا المُتَعاظِمُ يَحتاجُ حَوائِجَ لا يَقدِرُ عَلَيها ، فَيَنقَطِعُ إِلَى اللّهِ عِندَ ضَرورَتِهِ وفاقَتِهِ ، حَتّى إذا كَفى هَمَّهُ عادَ إلى شِركِهِ ، أما تَسمَعُ اللّهَ عز و جل يقول : «قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَـاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَـدِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَآءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ» . ۱
فَقالَ اللّهُ عز و جل لِعِبادِهِ : أيُّهَا الفُقَراءُ إلى رَحمَتي ، إنّي قَد ألزَمتُكُمُ الحاجَةَ إلَيَّ في كُلِّ حالٍ ، وذِلَّةَ العُبودِيَّةِ في كُلِّ وَقتٍ ، فَإِلَيَّ فَافزَعوا في كُلِّ أمرٍ تَأخُذونَ فيهِ ، وتَرجونَ تَمامَهُ وبُلوغَ غايَتِهِ ؛ فَإِنّي إن أرَدتُ أن اُعطِيَكُم لَم يَقدِر غَيري عَلى مَنعِكُم ، وإن أرَدتُ أن أمنَعَكُم لَم يَقدِر غَيري عَلى إعطائِكُم ؛ فَأَنَا أحَقُّ مَن سُئِلَ ، وأولى مَن تُضُرِّعَ إلَيهِ ، فَقولوا عِندَ افتِتاحِ كُلِّ أمرٍ صَغيرٍ أو عَظيمٍ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ» أي أستَعينُ عَلى هذَا الأَمرِ بِاللّهِ الَّذي لا يَحِقُّ العِبادَةُ لِغَيرِهِ ، المُغيثِ إذَا استُغيثَ ، المُجيبِ إذا دُعِيَ ، الرَّحمنِ الَّذي يَرحَمُ بِبَسطِ الرِّزقِ عَلَينَا ، الرَّحيمِ بِنا في أديانِنا ودُنيانا وآخِرَتِنا ، خَفَّفَ عَلَينَا الدّينَ وجَعَلَهُ سَهلاً خَفيفا ، وهُوَ يَرحَمُنا بِتَمَيُّزِنا ۲ مِن أَعدائِهِ .
ثُمَّ قالَ : قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن حَزَنَهُ أمرٌ تَعاطاهُ فَقالَ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ

1.الأنعام : ۴۰ و ۴۱ .

2.في بعض النسخ : «بتمييزنا» .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4677
صفحه از 438
پرینت  ارسال به