377
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

ووَصِيُّهُ مِن بَعدِهِ ووَلِيُّهُ ، يُلتَزَمُ طاعَتُهُ كَما يُلتَزَمُ طاعَةُ مُحَمَّدٍ ، وأنَّ أولِياءَهُ المُصطَفَينَ الطّاهِرينَ المُطَهَّرينَ المُنبِئينَ بِعَجائِبِ آياتِ اللّهِ ودَلائِلِ حُجَجِ اللّهِ مِن بَعدِهِما أولِياؤُهُ ، أدخَلتُهُ جَنَّتي . . . .
قالَ عليه السلام : فَلَمّا بَعَثَ اللّهُ عز و جل نَبِيَّنا مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله قالَ : يا مُحَمَّدُ «وَ مَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا» ۱ اُمَّتَكَ بِهذِهِ الكَرامَةِ . ثُمَّ قالَ عز و جل لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله : قُل : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَــلَمِينَ» عَلى مَا اختَصَّني بِهِ مِن هذِهِ الفَضيلَةِ ، وقالَ لِاُمَّتِهِ : قولوا أنتُم : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَــلَمِينَ» عَلى مَا اختَصَّنا بِهِ مِن هذِهِ الفَضائِلِ . ۲

ب ـ قَولُهُ : «هُوَ الَّذِى خَلَقَ لَكُم ...»

۳۷۰۰.عيون أخبار الرضا عليه السلام بإسناده عن الحسين بن عليّ عليه السلام :قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام في قَولِ اللّهِ عز و جل : «هُوَ الَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَـوَ تٍ وَ هُوَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَلِيمٌ» ۳ قالَ : «هُوَ الَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا» لِتَعتَبِروا ولِتَتَوَصَّلوا بِهِ إلى رِضوانِهِ وتَتَوَقَّوا بِهِ مِن عَذابِ نيرانِهِ ، «ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ» أخَذَ في خَلقِها وإتقانِها ، «فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَـوَ تٍ وَ هُوَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَلِيمٌ» ولِعِلمِهِ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِمَ المَصالِحَ ، فَخَلَقَ لَكُم كُلَّ ما فِي الأَرضِ لِمَصالِحِكُم يا بَني آدَمَ . ۴

1.القصص : ۴۶ .

2.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۸۲ ح ۳۰ ، علل الشرائع : ص ۴۱۶ ح ۳ ، بشارة المصطفى : ص ۲۱۲ ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۳۰ ح ۱۱ ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۲۴ ح ۲ .

3.البقرة : ۲۹ .

4.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج۲ ص ۱۲ ح ۲۹ عن محمّد بن زياد ومحمّد بن سيّار (صيّاد) عن الإمام العسكري عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۴۰ ح ۱۴ وراجع : التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۲۱۵ ح ۹۹ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
376

فَقالَ موسى : يا رَبِّ ! فَإِن كانَ آلُ مُحَمَّدٍ كَذلِكَ فَهَل في اُمَمِ الأَنبِياءِ أفضَلُ عِندَكَ مِن اُمَّتي ؛ ظَلَّلتَ عَلَيهِمُ الغَمامَ ، وأنزَلتَ عَلَيهِمُ المَنَّ وَالسَّلوى ، وفَلَقتَ لَهُمُ البَحرَ ؟
فَقالَ اللّهُ ـ جَلَّ جَلالُهُ ـ : يا موسى ! أما عَلِمتَ أنَّ فَضلَ اُمَّةِ مُحَمَّدٍ عَلى جَميعِ الاُمَمِ كَفَضلِهِ عَلى جَميعِ خَلقي ؟
فَقالَ موسى عليه السلام : يا رَبِّ ! لَيتَني كُنتُ أراهُم !
فَأَوحَى اللّهُ عز و جل إلَيهِ : يا موسى ! إنَّكَ لَن تَراهُم ولَيسَ هذا أوانَ ظُهورِهِم ، ولكِن سَوفَ تَراهُم فِي الجَنّاتِ ؛ جَنّاتِ عَدنٍ وَالفِردَوسِ ، بِحَضرَةِ مُحَمَّدٍ في نَعيمِها يَتَقَلَّبونَ ، وفي خَيراتِها يَتَبَحبَحونَ ۱ ، أفَتُحِبُّ أن اُسمِعَكَ كَلامَهُم ؟
فَقالَ : نَعَم إلهي !
قالَ اللّهُ ـ جَلَّ جَلالُهُ ـ : قُم بَينَ يَدَيَّ ، وَاشدُد مِئزَرَكَ قِيامَ العَبدِ الذَّليلِ بَينَ يَدَيِ المَلِكِ الجَليلِ .
فَفَعَلَ ذلِكَ موسى عليه السلام ، فَنادى رَبُّنا عز و جل : يا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ ! فَأَجابوهُ كُلُّهُم وهُم في أصلابِ آبائِهِم وأرحامِ اُمَّهاتِهِم : لَبَّيكَ اللّهُمَّ لَبَّيكَ ، لَبَّيكَ لا شَريكَ لَكَ لَبَّيكَ ، إنَّ الحَمدَ وَالنِّعمَةَ وَالمُلكَ لَكَ ، لا شَريكَ لَكَ .
قالَ : فَجَعَلَ اللّهُ عز و جل تِلكَ الإِجابَةَ شِعارَ الحاجِّ .
ثُمَّ نادى رَبُّنا عز و جل : يا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ ! إنَّ قَضائي عَلَيكُم أنَّ رَحمَتي سَبَقَت غَضَبي ، وعَفوي قَبلَ عِقابي ، فَقَدِ استَجَبتُ لَكُم مِن قَبلِ أن تَدعوني ، وأعطَيتُكُم مِن قَبلِ أن تَسأَلوني ، مَن لَقِيَني مِنكُم بِشَهادَةِ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ، صادِقٌ في أقوالِهِ ، مُحِقٌّ في أفعالِهِ ، وأنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ أخوهُ

1.تَبَحبَحَ : تمكّن في الحُلول والمَقام (لسان العرب : ج ۲ ص ۴۰۷ «بحح») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3881
صفحه از 438
پرینت  ارسال به