لَاُعينَنَّهُ عَلى أمرِهِ ، ولَاُغيثَنَّهُ في شَدائِدِهِ ، ولَاخُذَنَّ بِيَدِهِ يَومَ نَوائِبِهِ .
فَإِذا قالَ : «اهْدِنَا الصِّرَ طَ الْمُسْتَقِيمَ» إلى آخِرِ السّورَةِ ، قالَ اللّهُ عز و جل : هذا لِعَبدي ولِعَبدي ما سَأَلَ ، فَقَدِ استَجَبتُ لِعَبدي وأعطَيتُهُ ما أمَّلَ ، وآمَنتُهُ مِمّا مِنهُ وَجِلَ .
وقيلَ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أخبِرنا عَن «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» أهِيَ مِن فاتِحَةِ الكِتابِ ؟
فَقالَ : نَعَم ، كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقرَؤُها ويَعُدُّها آيَةً مِنها ، ويَقولُ : فاتِحَةُ الكِتابِ هِيَ السَّبعُ المَثاني ۱ . ۲
۳۶۹۹.عيون أخبار الرضا عليه السلام عن محمّد بن زياد ومحمّد بن سيّار عن الحسن بن علي عن أبيه عن جدّه [الجواد] عليهم السلام :جاءَ رَجُلٌ إلَى الرِّضا عليه السلام فَقالَ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، أخبِرني عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَــلَمِينَ» ما تَفسيرُهُ ؟
فَقالَ : لَقَد حَدَّثَني أبي عَن جَدّي ، عَنِ الباقِرِ ، عَن زَينِ العابِدينَ، عَن أبيهِ عليهم السلام أنَّ رَجُلاً جاءَ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ : أخبِرني عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَــلَمِينَ» ما تَفسيرُهُ ؟
فَقالَ «الْحَمْدُ لِلَّهِ» هُوَ أن عَرَّفَ عِبادَهُ بَعضَ نِعَمِهِ جُمَلاً ، إذ لا يَقدِرونَ عَلى مَعرِفَةِ جَميعِها بِالتَّفصيلِ ، لِأَنَّها أكثَرُ مِن أن تُحصى أو تُعرَفَ ، فَقالَ لَهُم : قولوا :
«الْحَمْدُ لِلَّهِ» عَلى ما أنعَمَ بِهِ عَلَينا «رَبِّ الْعَــلَمِينَ» ، وهُمُ الجَماعاتُ مِن كُلِّ مَخلوقٍ؛ مِنَ الجَماداتِ وَالحَيَواناتِ .
1.سميت سورة الفاتحة بالسبع المثاني (المثاني بمعنى الآية) ؛ لاشتمالها على سبع آيات ، وهذا يعني أنّ البسملة آية وجزء منها . أو أنّ «المثاني» بمعنى التثنية ، باعتبار تكرارها في تمام الصلوات اليومية . أو أنّ «المثاني» من «الثناء» باعتبار اشتمالها على الحمد والثناء الإلهي .
2.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۳۰۰ ح ۵۹ ، الأمالي للصدوق : ص ۲۳۹ ح ۲۵۳ ـ ۲۵۴ كلاهما عن محمّد بن زياد ومحمّد بن سيّار عن الإمام العسكري عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۲۶ ح ۳ وراجع : التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۵۸ ح ۳۰ .