وورد في الزيارة الجامعة الكبيرة المرويّة عن الإمام الهادي عليه السلام والّتي يُزار بها جميع الأئمّة عليهم السلام :
السَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعرِفَةِ اللّهِ ، ومَساكِنِ بَرَكَةِ اللّهِ ، ومَعادِنِ حِكمَةِ اللّهِ . ۱
إلّا أنّ ما يؤسف له حقّاً هو عدم سماح الجوّ السياسي بعد النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم للاُمّة أن تنتهل من معين حكمة أهل البيت عليهم السلام كما ينبغي ، ولذا نجد قلّة التراث العلمي المنقول عن أكثر أئمّة أهل البيت عليهم السلام .
التراث العلمي المأثور عن الإمام الحسين عليه السلام
الإمام الحسين عليه السلام من جملة أئمّة أهل البيت الّذين لم يتسنّى كثيراً نقل تراثهم العلمي بسبب الأوضاع السياسيّة الّتي اكتنفت فترة إمامته والتي شابهت الأوضاع الّتي مرّت بها إمامة أخيه الحسن عليه السلام ، حتّى أنّ العلّامة الطباطبائي رضوان اللّه تعالى عليه نفى نقل حديث فقهي عنه عليه السلام ۲ . وعلى الرغم من عدم خلوّ هذا الكلام عن المبالغة إلّا أنّ تتبّعنا يؤيّده إلى حدٍّ كبير .
أحلك العهود الّتي مرّت بأهل البيت عليهم السلام
مثّل عهد معاوية وولده يزيد أحرج الفترات والعهود الّتي مرّ بها أهل البيت عليهم السلام ، فقد دامت إمامة الحسين عليه السلام ما يقرب من عشرة أعوام (صفر ۵۱ ـ محرّم ۶۱) ، عاصر فيها معاوية لأكثر من تسعة سنين .
لقد بذل معاوية أقصى جهده لوضع الموانع والعراقيل أمام الاُمور التي تربط الاُمّة بولديّ رسول اللّه الحسن والحسين عليهماالسلام ، وذلك من أجل القضاء على الدعامة السياسية والاجتماعية لأهل البيت الّذين كانت محبوبيّتهم تتّسع في المجتمع