351
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

أوصت بمراجعة الطبيب واستخدام الدواء . ۱
وبناء على ذلك، فإنّ التوصية بالاستشفاء بتربة سيّد الشهداء وتأثيرها في علاج الأمراض، هي كالتوصية بالدعاء والصدقة في علاج الأمراض وتأثيرها.
وبعبارة اُخرى : كما أنّ الدعاء والصدقة إلى جانب استخدام الأدوية العادية يؤدّيان دوراً مكمّلاً للدواء ، وقد تعالج الأمراض المستعصية في الظروف الخاصّة التي لا يؤثّر الدواء فيها أحياناً، فإنّ تربة سيّد الشهداء تؤثّر فيه أيضاً على هذا المنوال في علاج الأمراض . وكما أنّ الدعاء يقترب من الإجابة أكثر كلّما تهيّأت شروط إجابته أكثر وزالت موانعه أكثر، فإنّ توفير شروط التمتّع ببركات تربة سيّد الشهداء وإزالة الموانع عن ذلك، يؤدّيان إلى التمتّع أكثر ببركات تربته عليه السلام .

۶ . كيفيّة الاستشفاء بتربة الإمام عليه السلام

يمكن القول ـ استناداً إلى الروايات المشار إليها ـ إنّ الاستشفاء بتربة الإمام له شرط ، ويقف في طريقه مانع، وله أدب . ۲
فمانعه هو الدوافع غير الإلهية ، مثل حبّ أكل التراب . ۳
وشرطه هو الاعتقاد الأكيد بحقيقة أنّ تربته عليه السلام تؤثّر بإذن اللّه تعالى في علاج المرض . ۴ وأدبه، هو قراءة الأدعية المأثورة عند تناول التربة . ۵

1.راجع: الموسوعة الطبّية.

2.راجع: بحار الأنوار: ج ۱۰۱ ص ۱۱۸ فما بعدها.

3.راجع : ص۳۳۳ (الفصل الثاني / ما يمنع الاستشفاء بتربته) .

4.كامل الزيارات: ص ۴۷۰ ح ۷۱۷ ، وراجع : هذه الموسوعة : ص۳۳۲ (الفصل الثاني / شرط الاستشفاء بتربته) .

5.راجع : ص۳۲۶ (الفصل الثاني / آداب الاستشفاء بتربته) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
350

وأمّا روايات المجموعة الثانية فلا شيء منها يتمتّع بالاعتبار من حيث السند، كما أنّ سند الرواية الدالّة على الاستشفاء بالتربة الواقعة فوق رأسه، ضعيف.
وبناءً على ذلك فإنّ الروايات التي تتمتّع بالاعتبار اللّازم ، هي خصوص الروايات التي تدلّ على الاستشفاء بتربة قبره عليه السلام بشكل مطلق، وكما قال الفقهاء العظام ، فإنّ هذه الروايات تحمل على القدر المتيقّن به من المصاديق العرفيّة ، ولا يستبعد أن يكون القدر المتيقّن به عرفاً هو ۲۵ ذراعاً كما جاء في الرواية المعتبرة، وأمّا الاستشفاء بالتربة خارج هذا الحدّ ، فاللّازم حلّ التربة في الماء والاستشفاء بماء التربة .

۴ . حدّ تربة سيّد الشهداء عليه السلام لغير الاستشفاء

جميع الروايات التي أوصت بالانتفاع بتربة الإمام الحسين عليه السلام لغير الاستشفاء مثل السجود عليها والتبرّك بها ، لم تعتبر تربة كربلاء ذات فضيلة وبركة بشكل مطلق، بل نسبت الفضيلة إلى طين قبر الإمام أو تربته . ولذلك يمكن القول بأنّ المصداق العرفي لتربة الإمام ضروريّ في تعيين حدّ تربته لغير الاستشفاء أيضاً . ولكن نظراً إلى أنّ استخدام عامّة الناس للحدّ العرفي لتربة قبر الإمام متعذّر ، فإنّ العمل بالروايات المذكورة يقتضي أن يعتبر قسم واسع من تراب كربلاء من تربته عليه السلام ، وبالطبع فإنّ فضيلتها وبركتها تزدادان كلّما اقتربت من القبر أكثر .
وعلى أيّ حال ، فإنّ الاحتياط يقتضي أن يكون التبرّك بتراب كربلاء في الموضع الذي لا تصدق عليه عرفاً تربة الإمام، برجاء المطلوبيّة .

۵ . المراد من الاستشفاء بتربة سيّد الشهداء عليه السلام

لاشكّ في أنّ المراد من الاستشفاء بتربة الإمام الحسين عليه السلام ليس هو جعلها بديلاً مطلقاً عن الدواء والعلاج، ومن القرائن الواضحة على ذلك الروايات الكثيرة التي

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3981
صفحه از 438
پرینت  ارسال به