337
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

فَيَكونَ أحَبَّ إلَيَّ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ .
فَقالَ لي : إذا أرَدتَ أن تَأخُذَ مِنَ التُّربَةِ فَتَعَمَّد لَها آخِرَ اللَّيلِ ، وَاغتَسِل لَها بِماءِ القِراحِ ، وَالبَس أطهَرَ أطمارِكَ ۱ ، وتَطَيَّب بِسُعدٍ ۲ ، وَادخُل فَقِف عِندَ الرَّأسِ ، فَصَلِّ أربَعَ رَكَعاتٍ ، تَقرَأُ فِي الأُولَى الحَمدَ وإحدى عَشرَةَ مَرَّةً «قُل يا أيُّهَا الكافِرونَ»، وفِي الثّانِيَةِ الحَمدَ مَرَّةً وإحدى عَشرَةَ مَرَّةً «إنّا أنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدرِ» ، وتَقنُتُ ، فَتَقولُ في قُنوتِكَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ حَقّا حَقّا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عُبودِيَّةً ورِقّا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ وَحدَهُ ، أنجَزَ وَعدَهُ ، ونَصَرَ عَبدَهُ ، وهَزَمَ الأَحزابَ وَحدَهُ ، سُبحانَ اللّهِ مالِكِ السَّماواتِ وما فيهِنَّ وما بَينَهُنَّ ، سُبحانَ اللّهِ ذِي العَرشِ العَظيمِ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» .
ثُمَّ تَركَعُ وتَسجُدُ وتُصَلّي رَكعَتَينِ اُخراوَينِ ، تَقرَأُ في الاُولَى الحَمدَ وإحدى عَشرَةَ مَرَّةً «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ، وفِي الثّانِيَةِ الحَمدَ وإحدى عَشرَةَ مَرَّةً «إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ» ، وتَقنُتُ كَما قَنَتَّ فِي الاُولَيَينِ ، ثُمَّ تَسجُدُ سَجدَةَ الشُّكرِ ، وتَقولُ ألفَ مَرَّةٍ : «شُكرا» ، ثُمَّ تَقومُ وتَتَعَلَّقُ بِالتُّربَةِ ، وتَقولُ : يا مَولايَ يَا بنَ رَسولِ اللّهِ ، إنّي آخُذُ مِن تُربَتِكَ بِإِذنِكَ ، اللّهُمَّ فَاجعَلها شِفاءً مِن كُلِّ داءٍ ، وعِزّا مِن كُلِّ ذُلٍّ ، وأمنا مِن كُلِّ خَوفٍ ، وغِنىً مِن كُلِّ فَقرٍ لي ولِجَميعِ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، وتَأخُذُ بِثَلاثِ أصابِعَ ثَلاثَ مَرّاتٍ وتَدَعُها في خِرقَةٍ نَظيفَةٍ أو قارورَةِ زُجاجٍ ، وتَختِمُها بِخاتَمِ عَقيقٍ ، عَلَيهِ : «ما شاءَ اللّهُ ، لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، أستَغفِرُ اللّهَ» ، فَإِذا عَلِمَ اللّهُ مِنكَ صِدقَ النِّيَّةِ لَم يَصعَد مَعَكَ فِي الثَّلاثِ قَبَضاتٍ إلّا سَبعَةُ مَثاقيلَ ، وتَرفَعُها لِكُلِّ عِلَّةٍ فَإِنَّها

1.الطِّمْرُ : الثوبُ الخَلَق (النهاية : ج ۳ ص ۱۳۸ «طمر») .

2.السُّعْدُ : نبت له أصل تحت الأرض أسود طيّب الريح (لسان العرب : ج ۳ ص ۲۱۶ «سعد») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
336

فَقالَ : في أيِّ شَيءٍ تَجعَلُهُ ؟ فَقُلتُ : في ثِيابي .
قالَ : فَقَد رَجَعتَ إلى ما كُنتَ تَصنَعُ ، اِشرَب عِندَنا مِنهُ حاجَتَكَ ولاتَحمِلهُ ؛ فَإِنَّهُ لا يَسلَمُ لَكَ .
فَسَقاني مِنهُ مَرَّتَينِ ، فَما أعلَمُ أنّي وَجَدتُ شيئا مِمّا كُنتُ أجِدُ ، حَتَّى انصَرَفتُ . ۱

ب ـ جابِرُ بنُ يَزيدَ الجُعفِيُّ

۳۶۵۳.المزار الكبير عن جابر بن يزيد الجعفي :دَخَلتُ عَلى مَولانا أبي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الباقِرِ عليه السلام ، فَشَكَوتُ إلَيهِ عِلَّتَينِ مُتَضادَّتَينِ بي ، إذا داوَيتُ أحَدَهُمَا انتَقَضَتِ الاُخرى ، وكانَ بي وَجَعُ الظَّهرِ ووَجَعُ الجَوفِ .
فَقالَ لي : عَلَيكَ بِتُربَةِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام .
فَقُلتُ : كَثيرا مَا استَعمَلتُها ولا تُنجِحُ فِيَّ !
قالَ جابِرٌ: فَتَبَيَّنتُ في وَجهِ سَيِّدي ومَولايَ الغَضَبَ ، فَقُلتُ : يا مَولايَ ، أعوذُ بِاللّهِ مِن سَخَطِكَ !
وقامَ فَدَخَلَ الدّارَ وهُوَ مُغضَبٌ ، فَأَتى بِوَزنِ حَبَّةٍ في كَفِّهِ فَناوَلَني إيّاها ، ثُمَّ قالَ لي : استَعمِل هذِهِ يا جابِرُ .
فَاستَعمَلتُها فَعوفيتُ لِوَقتي ، فَقُلتُ : يا مَولايَ ما هذِهِ الَّتِي استَعمَلتُها فَعوفيتُ لِوَقتي ؟
فَقالَ : هذِهِ الَّتي ذَكَرتَ أنَّها لَم تُنجِح فيكَ شَيئا !
فَقُلتُ : وَاللّهِ يا مَولايَ ما كَذَبتُ فيها ، ولكِن قُلتُ : لَعَلَّ عِندَكَ عِلما فَأَتَعَلَّمَهُ مِنكَ

1.كامل الزيارات : ص ۴۶۲ ح ۷۰۵ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۲۰ ح ۹ وراجع : الاختصاص : ص ۵۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5005
صفحه از 438
پرینت  ارسال به