33
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

السَّلامُ عَلَيكُم أيُّهَا الرَّبّانِيّونَ ، أنتُم لَنا فَرَطٌ ونَحنُ لَكُم تَبَعٌ وأنصارٌ ، أبشِروا بِمَوعِدِ اللّهِ الَّذي لا خُلفَ لَهُ ، وأنَّ اللّهَ مُدرِكٌ بِكُم ثارَكُم ، وأنتُم سادَةُ الشُّهَداءِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ .
ثُمَّ اجعَلِ القَبرَ بَينَ يَدَيكَ ، وصَلِّ ما بَدا لَكَ ، وكُلَّما دَخَلتَ الحائِرَ فَسَلِّم ، ثُمَّ امشِ حَتّى تَضَعَ يَدَيكَ وخَدَّيكَ جَميعا عَلَى القَبرِ .
فَإِذا أرَدتَ أن تَخرُجَ فَاصنَع مِثلَ ذلِكَ ، ولا تُقَصِّر عِندَهُ مِنَ الصَّلَواتِ ما أقَمتَ .
وإذَا انصَرَفتَ مِن عِندِهِ فَوَدِّعهُ ، وقُل :
سَلامُ اللّهِ وسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبينَ ، وأنبيائِهِ المُرسَلينَ ، وعِبادِهِ الصّالِحينَ ، عَلَيكَ يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، وعَلى روحِكَ وبَدَنِكَ وذُرِّيَّتِكَ ، ومَن حَضَرَكَ مِن أولِيائِكَ .
[ قالَ المُؤَلِّفُ : ] حَدَّثَني بِهذِهِ الزِّيارَةِ أحمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ سَهلٍ ، عَن أبيهِ ، عَن جَدِّهِ ، عَن موسَى بنِ الحَسَنِ بنِ عامِرٍ ، عَن أحمَدَ بنِ هِلالٍ ، قالَ : حَدَّثَنا اُمَيَّةُ بنُ عَلِيٍّ القَيسِيُّ الشّامِيُّ ، عَن سَعدانَ بنِ مُسلِمٍ ، عَن رَجُلٍ ، عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام مِثلَهُ ، وزادَ في آخِرِهِ : «مِن عِندِ مَن حَضَرَكَ مِن أولِيائِكَ» :
فَإِذا بَلَغتَ الرَّواحَ فَقُل هذَا الكَلامَ مِن أوَّلِهِ إلى آخِرِهِ كَما قُلتَ حينَ دَخَلتَ الحائِرَ ، فَإِذا دَخَلتَ مَنزِلَكَ فَقُل :
الحَمدُ للّهِِ الَّذي سَلَّمَني وسَلَّمَ مِنّي ۱ ، الحَمدُ للّهِِ فِي الاُمورِ كُلِّها وعَلى كُلِّ

1.قال العلّامة المجلسي قدس سره : قوله عليه السلام : «وسلّم منّي» أي سلّم غيري من شرّي وكفّ أذاي عنهم (بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۷۱) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
32

جِئتُ انقِطاعا إلَيكَ ، وإلى وَلَدِكَ ووَلَدِ وَلَدِكَ ، الخَلَفِ مِن بَعدِكَ عَلى بَرَكَةِ الحَقِّ ، فَقَلبي لَكُم مُسَلِّمٌ ، وأمري لَكُم مُتَّبِعٌ ، ونُصرَتي لَكَ مُعَدَّةٌ ، حَتّى يَحكُمَ اللّهُ وهُوَ خَيرُ الحاكِمينَ لِدينِهِ ويَبعَثَكُم ، فَمَعَكُم مَعَكُم لا مَعَ عَدُوِّكُم ، إنّي مِنَ المُؤمِنينَ بِرَجعَتِكُم ، لا اُنكِرُ للّهِِ قُدرَةً ، ولا اُكَذِّبُ لَهُ مَشِيَّةً ، ولا أزعُمُ أنَّ ما شاءَ لا يَكونُ .
ثُمَّ امشِ حَتّى تَنتَهِيَ إلَى القَبرِ ، وقُل وأنتَ قائِمٌ :
سُبحانَ اللّهِ ، يُسَبِّحُ لَهُ المُلكُ وَالمَلكوتُ ، ويُقَدِّسُ بِأَسمائِهِ جَميعُ خَلقِهِ ، سُبحانَ اللّهِ المَلِكِ القُدّوسِ ، رَبِّنا ورَبِّ المَلائِكَةِ وَالرّوحِ ، اللّهُمَّ اجعَلني في وَفدِكَ إلى خَيرِ بِقاعِكَ وخَيرِ خَلقِكَ ، اللّهُمَّ العَنِ الجِبتَ وَالطّاغوتَ .
ثُمَّ ارفَع يَدَيكَ حَتّى تَضَعَهُما مَمدودَتَينِ عَلَى القَبرِ ، ثُمَّ تَقولُ :
أشهَدُ أنَّكَ طُهرٌ طاهِرٌ مِن طُهرٍ طاهِرٍ ، قَد طَهُرَت بِكَ البِلادُ ، وطَهُرَت أرضٌ أنتَ فيها ، وأنَّكَ ثَأرُ اللّهِ فِي الأَرضِ حَتّى يَستَثيرَ لَكَ مِن جَميعِ خَلقِهِ .
ثُمَّ ضَع يَدَيكَ وخَدَّيكَ جَميعا عَلَى القَبرِ ، ثُمَّ اجلِس عِندَ رَأسِهِ وَاذكُرِ اللّهَ بِما أحبَبتَ ، وتَوَجَّه إلَيهِ ۱ وَاسأَلِ اللّهَ حَوائِجَكَ .
ثُمَّ ضَع يَدَيكَ وخَدَّيكَ عِندَ رِجلَيهِ ، وقُل :
صَلَّى اللّهُ عَلى روحِكَ وبَدَنِكَ ؛ فَلَقَد صَبَرتَ وأنتَ الصّادِقُ المُصَدَّقُ ، قَتَلَ اللّهُ مَن قَتَلَكَ بِالأَيدي وَالأَلسُنِ .
ثُمَّ قُم إلى قَبرِ وَلَدِهِ ، وتُثني عَلَيهِم بِما أحبَبتَ ، وتَسأَلُ ربَّكَ حَوائِجَكَ وما بَدا لَكَ .
ثُمَّ تَستَقبِلُ قُبورَ الشُّهَداءِ قائِما ، فَتَقولُ :

1.قال العلّامة المجلسي قدس سره : قوله عليه السلام : «وتوجّه إليه» أي إلى اللّه عز و جل أو إلى الحسين عليه السلام ، والأوّل أظهر (بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۷۰) .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4774
صفحه از 438
پرینت  ارسال به