313
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

حَمزَةَ ۱ ، فَسَبَقَني إلَيهِ مُحَمَّدُ بنُ حَمزَةَ ، وأخبَرَني مُحَمَّدٌ : ما زالَ يَقولُ : اِبعَثوا إلَى الحَيرِ ، ابعَثوا إلَى الحَيرِ .
فَقُلتُ لِمُحَمَّدٍ : ألا قُلتَ لَهُ : أنَا أذهَبُ إلَى الحَيرِ ، ثُمَّ دَخَلتُ عَلَيهِ ، وقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ ، أنَا أذهَبُ إلَى الحَيرِ .
فَقالَ : اُنظُروا في ذلِكَ ، ثُمَّ قالَ لي : إنَّ مُحَمَّدا لَيسَ لَهُ سِرٌّ مِن زَيدِ بنِ عَلِيٍّ ، وأنَا أكرَهُ أن يَسمَعَ ذلِكَ .
فَذَكَرتُ ذلِكَ لِعَليِّ بنِ بِلالٍ ، فَقالَ : ما كانَ يَصنَعُ بِالحَيرِ وهُوَ الحَيرُ ؟ فَقَدِمتُ العَسكَرَ ، فَدَخَلتُ عَلَيهِ .
فَقالَ لي : اِجلِس حينَ أرَدتُ القِيامَ ، فَلَمّا رَأَيتُهُ أنِسَ بي ، ذَكَرتُ لَهُ قَولَ عَلِيِّ بنِ بِلالٍ ، فَقالَ لي : ألا قُلتَ لَهُ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَطوفُ بِالبَيتِ ، وَيُقَبِّلُ الحَجَرَ ، وحُرمَةُ النَّبيِّ وَالمُؤمِنِ أعظَمُ مِن حُرمَةِ البَيتِ ، وأمَرَهُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ أن يَقِفَ بِعَرَفَةَ ، وإنَّما هِيَ مَواطِنُ يُحِبُّ اللّهُ أن يُذكَرَ فيها ، فَأَنَا اُحِبُّ أن يُدعَى اللّهُ لي حَيثُ يُحِبُّ اللّهُ أن يُدعى فيها ، وَذَكَرَ عَنهُ أنَّهُ قالَ : ولَم أحفَظ عَنهُ ، قالَ : إنَّما هذِهِ مَواضِعُ يُحِبُّ اللّهُ أن يُتَعَبَّدَ لَهُ فيها ، فَانَا اُحِبُّ أن يُدعى لي حَيثُ يُحِبُّ اللّهُ أن يُعبَدَ . هَلّا قُلتَ لَهُ كَذا وكَذا ؟
قالَ : قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ، لَو كُنتُ اُحسِنُ مِثلَ هذا لَم أرُدَّ الأَمرَ عَلَيكَ ۲ . ۳

راجع: ج ۷ ص ۳۰۹ (القسم الثالث عشر / الفصل الخامس / يحفّه كلّ يوم ألف ملك).

1.محمّد بن حمزة من أحفاد زيد بن عليّ ومن طلّاب وخواصّ الإمام الهادي عليه السلام .

2.الكافي : ج ۴ ص ۵۶۷ ح ۳ ، كامل الزيارات : ص ۴۵۸ ح ۶۹۷ وليس فيه ذيله من «وذكر عنه ...» وبزيادة «والحائر من تلك المواضع» في آخره ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۱۲ ح ۳۲ .

3.قال في هامش المطبوع : إنّ الغرض منه الاستشفاء بحائر مولانا الشهيد أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام ؛ فإنّ أبا الحسن ف الهادي عليه السلام مع أنّه إمام مفترض الطاعة وواجب العصمة كأبي عبد اللّه الحسين عليه السلام لمّا مرض استشفى بالحائر ، فغيره من شيعته ومواليه أولى به ، فحاصل مغزاه : أنّه لمّا مرض بعث إلى أبي هاشم الجعفري ، وهو من أولاد جعفر الطيّار وثقة عظيم الشأن ، وإلى محمّد بن القاسم بن حمزة ، وهو من أولاد زيد بن عليّ بن الحسين عليهماالسلام منسوب إلى جدّه حمزة ، وهما من خواصّه ليبعثهما إلى الحائر لاستشفائه ، وطلب الدعاء له فيه ، فسبق محمّد أبا هاشم وبادر إليه ، فلمّا دخل عليه أمره بالذهاب إلى الحائر ، وبالغ فيه وترك التصريح به ، فقال تلويحا : ابعثوا إلى الحير ؛ لأنّه كان ذلك في عهد المتوكّل ، وأمر التقيّة في زيارة الحائر هناك شديد ، فسكت محمّد عن الجواب وعن الذهاب إليه ؛ إمّا لعدم فهم المراد ، أو للخوف من المتوكّل ، أو لزيادة اعتقاده في أنّه غير محتاج إلى الاستشفاء ، ولمّا خرج من عنده ولقيه أبو هاشم أخبره بالواقعة وبما قال عليه السلام له ، فقال له أبو هاشم : هلّا قلت : إنّي أذهب إلى الحائر ؟ ثمّ دخل عليه أبو هاشم ، فقال له : أنا أذهب إلى الحائر ، قال له : انظروا في ذلك . ولعلّ السرّ في الأمر بالنظر في الذهاب لما مرّ من شدّة أمر التقيّة ، وأنّه لا بدّ أن يكون الذاهب إليه غير أبي هاشم ؛ لكونه من المشاهير ، ثمّ قال عليه السلام لأبي هاشم : إنّ محمّد بن حمزة ليس له شرّ من زيد بن عليّ ـ بالشين المعجمة على ما في الأصل ـ أي ليس له شرّ من جهته ، وإنّما هو من قبل نفسه ، حيث لم يُجب إمامه في الذهاب إلى الحائر ، وليس له سرّ ـ بالسين المهملة على ما في نسخة ـ فإنّه لو كان له سرّ منه لقال مبادرا : أنا أذهب إلى الحائر وقبله بلا تأمّل وتفكّر ، فإنّ الولد سرّ أبيه ، وهذا السرّ إمّا متابعة الإمام ، أو الاعتقاد بزيارة الحائر ، أو الاستشفاء به ، ولمّا كان في هذا الكلام منه عليه السلام نوع إيماء إلى مذمّة محمّد بن حمزة وسوء صنيعه بإمامه ، أشار عليه السلام إلى خفائه وعدم إسماعه إيّاه ، فقال «وأنا أكره ... إلخ» ؛ لئلّا يخبره به أبو هاشم فيدخل عليه ما شاء اللّه . ثمّ ذكر الواقعة لعليّ بن بلال ـ وهو من وكلائه ومعتمده ـ وشاوره في أمر الذهاب إلى الحائر ، فنهى عنه معلّلاً بأنّه عليه السلام غير محتاج إليه لكونه حائرا بنفسه صانعا له ، ولمّا سمع ذلك منه قدم العسكر ودخل عليه مرّة اُخرى ، وذكر له قول عليّ بن بلال ، قال له : ألا قلت : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله ... إلخ . وملخّص قوله عليه السلام : إنّ ما قال لك عليّ بن بلال وإن كان حقّا من جهة أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة عليهم السلام بل المؤمن أيضا ؛ أعظم حرمة عند اللّه عزّ وجلّ من المواطن ، إلّا أنّ له سبحانه في الأرض بقاعا ومواطن يحبّ أن يُذكر فيها ، ومن جملتها الحائر ، فأنا اُحبّ أن يُدعى لي فيها ، فلذلك اُمرت بالذهاب إلى الحائر للاستشفاء (الكافي : ج ۴ ص ۵۶۸) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
312

الدُّنيا وَالآخِرَةِ إلّا قَضَيتُها لَكُم ، فَيَكونُ أكلُهُم وشُربُهُم فِي الجَنَّةِ ، فَهذِهِ ـَ وَاللّهِ ـ الكَرامَةُ الَّتي لَا انقِضاءَ لَها ، ولا يُدرَكُ مُنتَهاها . ۱

۳۶۰۷.تهذيب الأحكام عن إسحاق بن عمّار :سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ يَقولُ : إنَّ لِمَوضِعِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام حُرمَةً مَعروفَةً ، مَن عَرَفَها وَاستَجارَ بِها اُجيرَ . ۲

۳۶۰۸.قرب الإسناد عن صفوان الجمّال عن أبي عبد اللّه [الصادق] عليه السلام :مَا استَخارَ اللّهَ عَزَّوجَلَّ عَبدٌ في أمرٍ قَطُّ مِئَةَ مَرَّةٍ ؛ يَقِفُ عِندَ رَأسِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَيَحمَدُ اللّهَ وَيُهَلِّلُهُ ويُسَبِّحُهُ ويُمَجِّدُهُ ، ويُثني عَلَيهِ بِما هُوَ أهلُهُ ، إلّا رَماهُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى بِأَخيَرِ الأَمرَينِ . ۳

۳۶۰۹.عدّة الداعي :رُوِيَ أنَّ الصَّادِقَ عليه السلام أصابَهُ وَجَعٌ ، فَأَمَرَ مَن عِندَهُ أن يَستَأجِروا لَهُ أجيرا يَدعو لَهُ عِندَ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِن مَواليهِ ، فَوَجَدَ آخَرا عَلَى البابِ ، فَحَكى لَهُ ما أمَرَ بِهِ ، فَقالَ الرَّجُلُ : أنا أمضي ، لكِنَّ الحُسَينَ عليه السلام إمامٌ مُفتَرَضُ الطّاعَةِ ، وهُوَ أيضا إمامٌ مُفتَرَضُ الطّاعَةِ ، فَكَيفَ ذلِكَ؟ فَرَجَعَ إلى مَولاهُ وعَرَّفَهُ قَولَهُ .
فَقالَ : هُوَ كَما قالَ ، لكِن ما عَرَفَ أنَّ للّهِِ تَعالى بِقاعا يُستَجابُ فيهَا الدُّعاءُ؟ فَتِلكَ البُقعَةُ مِن تِلكَ البِقاعِ . ۴

۳۶۱۰.الكافي عن أبي هاشم الجعفري ۵ :بَعَثَ إلَيَّ أبُو الحَسَنِ عليه السلام فِي مَرَضِهِ ، وإلى مُحَمَّدِ بنِ

1.كامل الزيارات : ص ۲۵۸ ح ۳۹۰ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۶۵ ح ۵۳ .

2.تهذيب الأحكام : ج ۶ ص ۷۱ ح ۱۳۴ ، الكافي : ج ۴ ص ۵۸۸ ح ۶ والحديث فيه مضمر ، ثواب الأعمال : ص ۱۲۰ ح ۴۲ ، المزار للمفيد : ص ۱۴۱ ح ۳ ، كامل الزيارات : ص ۴۵۷ ح ۶۹۴ ، مصباح المتهجّد : ص ۷۳۱ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۱۰ ح ۱۹ .

3.قرب الإسناد : ص ۵۹ ح ۱۸۹ ، فتح الأبواب : ص ۲۴۰ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۲۸۵ ح ۱ .

4.عدّة الداعي : ص ۴۸ .

5.أبو هاشم الجعفري من أحفاد جعفر الطيّار ، وهو رجل ثقة عظيم الشأن ، ومن خواصّ الإمام الهادي عليه السلام . ولمعروفية أبي هاشم الجعفري كان يتعرّض للضغط والأذى من قبل المتوكّل العباسي ، ولعلّه لذلك لم يكن الإمام عليه السلام راغبا في ذهابه ، وقال له «انظروا في ذلك» .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4913
صفحه از 438
پرینت  ارسال به