305
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

الكثير من الأهالي قد اختبؤوا في البيوت الواقعة بين مشهدي الإمام الحسين عليه السلام والعبّاس عليه السلام ، وعندما انتصر البعثيّون، هدموا هذه البيوت والسوق الكائن بين المشهدين (والموسوم بسوق بين الحرمين) بشكل كامل، وهو ما يسمّى اليوم بـ «بين الحرمين» .
كما قامت القوّات البعثيّة بعد انتصارها برمي اللّاجئين إلى الحرمين بالرصاص ، وقتلت عدداً كبيراً منهم إلى جوار الضريح ، كما أصابت الضريحين أضراراً فادحة، وكذا القبّتين، حيث قُصفتا بالمدفعيّة . وبعد هدوء الأوضاع قامت الدولة بترميم هذين المشهدين وجبر الخسائر الناجمة عن هذا الهجوم .
وبسقوط النظام البعثي بقيادة صدّام ـ في صفر ۱۴۲۴ ق ، اُوريل ۲۰۰۳ م ـ عادت العلاقات بين إيران والعراق مرّة اُخرى ، وسنحت الفرصة للإيرانييّن بالمشاركة الفعّالة في إعادة بناء العتبات .
وإنّ ما قام به «ديوان الوقف الشيعي العراقي» وبمساعدة مراجع الدين ، والجهات المختلفة ـ وخاصّة الإيرانيين ـ يمثّل بعض الأعمال الترميميّة ، كما بدؤوا سنة (۲۰۰۷ م) بصناعة ضريح جديدٍ لمشهد الإمام الحسين عليه السلام على أيدي الفنّانين الإيرانيين .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
304

الحرم الحسيني على يد القاجارييّن (سواء الملوك منهم أم الاُمراء أم المرافقون لهم) ، وقد ذكرت تفاصيل هذه الأعمال في كتب الرحلات والمصادر التاريخية التي كتبت عن هذه المدن. وقد أسهم بعض التجّار الإيرانيّين والعراقيّين في هذه الترميمات ، كما كان للتجّار الهنود وخاصّة البهرة (طائفة من الإسماعيليّين) مشاركة فعّالة في هذا المجال، ومن جملتهم السيّد طاهر سيف الدين الهندي ، حيث بادر سنة (۱۳۵۵ ه . ق) إلى القيام بأعمال واسعة ، بعد أن رأى الوضع المؤسف للحرم الحسيني . ۱
وكانت أسماء السلاطين الصفويّين والقاجاريّين، واُمراء هاتين السلالتين مكتوبة على النقوش في جميع نواحي الحرم الحسيني كما هو حال المشاهد الاُخرى في العراق ، ولكن اُزيلت تماما في عهد صدّام ؛ كي تمحى الآثار الإيرانيّة والفارسيّة عن العتبات المقدّسة بشكل كامل . واليوم لا يمكننا رؤية هذه الأسماء إلّا في الكتب والمذكّرات والرحلات وبعض الصور ، كما يحتمل وجودها في الوثائق المتبقّية في الأرشيفات العثمانيّة على الأرجح .

مزار الإمام عليه السلام في القرن الخامس عشر الهجري

أدّت المشكلة السياسيّة بين إيران والعراق في عهد البعثيّين إلى أن لا يتمكّن الإيرانيّون من المشاركة في إعمار العتبات. وكان آخر هجوم على حَرَمَي الإمام الحسين عليه السلام والعبّاس عليه السلام في عهد البعثيّين شهر شعبان ۱۴۱۲ ق الموافق لسنة ۱۹۹۱م ، ممّا أدّى إلى تخريبٍ وتغييرٍ لهذين الحرمين الشريفين، وذلك حينما حدثت انتفاضة الشعب وثورته ضدّ النظام البعثي في تلك السنة ، فحدثت الاشتباكات لعدّة أيام متتالية بين القوّات البعثيّة والقوّات الشعبيّة في المدن الشيعيّة في جنوب العراق ، وخاصّة مدينتي كربلاء والنجف المقدّستين . ففي كربلاء كان

1.تاريخ العراق بين احتلالين : ج ۴ ص ۱۱۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4702
صفحه از 438
پرینت  ارسال به