الحرم الحسيني على يد القاجارييّن (سواء الملوك منهم أم الاُمراء أم المرافقون لهم) ، وقد ذكرت تفاصيل هذه الأعمال في كتب الرحلات والمصادر التاريخية التي كتبت عن هذه المدن. وقد أسهم بعض التجّار الإيرانيّين والعراقيّين في هذه الترميمات ، كما كان للتجّار الهنود وخاصّة البهرة (طائفة من الإسماعيليّين) مشاركة فعّالة في هذا المجال، ومن جملتهم السيّد طاهر سيف الدين الهندي ، حيث بادر سنة (۱۳۵۵ ه . ق) إلى القيام بأعمال واسعة ، بعد أن رأى الوضع المؤسف للحرم الحسيني . ۱
وكانت أسماء السلاطين الصفويّين والقاجاريّين، واُمراء هاتين السلالتين مكتوبة على النقوش في جميع نواحي الحرم الحسيني كما هو حال المشاهد الاُخرى في العراق ، ولكن اُزيلت تماما في عهد صدّام ؛ كي تمحى الآثار الإيرانيّة والفارسيّة عن العتبات المقدّسة بشكل كامل . واليوم لا يمكننا رؤية هذه الأسماء إلّا في الكتب والمذكّرات والرحلات وبعض الصور ، كما يحتمل وجودها في الوثائق المتبقّية في الأرشيفات العثمانيّة على الأرجح .
مزار الإمام عليه السلام في القرن الخامس عشر الهجري
أدّت المشكلة السياسيّة بين إيران والعراق في عهد البعثيّين إلى أن لا يتمكّن الإيرانيّون من المشاركة في إعمار العتبات. وكان آخر هجوم على حَرَمَي الإمام الحسين عليه السلام والعبّاس عليه السلام في عهد البعثيّين شهر شعبان ۱۴۱۲ ق الموافق لسنة ۱۹۹۱م ، ممّا أدّى إلى تخريبٍ وتغييرٍ لهذين الحرمين الشريفين، وذلك حينما حدثت انتفاضة الشعب وثورته ضدّ النظام البعثي في تلك السنة ، فحدثت الاشتباكات لعدّة أيام متتالية بين القوّات البعثيّة والقوّات الشعبيّة في المدن الشيعيّة في جنوب العراق ، وخاصّة مدينتي كربلاء والنجف المقدّستين . ففي كربلاء كان