وبطبيعة الحال فإنّه إذا ما دفع الملك أو رجال البلاط النفقات المذكورة ، فإنّه يتمّ اختيار أشخاص يشرفون على ذلك ، فكان بعض العلماء يتحمّلون مسؤوليّة ذلك . فخلال السنوات (۱۲۷۰ - ۱۲۸۶ هـ . ق) قام الشيخ عبد الحسين الطهراني ـ أحد العلماء البارزين آنذاك ـ بترميمات واسعة النطاق في حرم الإمام الحسين عليه السلام . وكان ناصر الدين شاه يؤمّن المساعدات الماليّة لذلك . ^۱ وقيل: إنّ قسماً من النفقات التي أنفقها الشيخ عبدالحسين على مشاهد الأئمّة كانت من ثلث المرحوم الميرزا تقي خان أمير كبير . ^۲
وقد قدّم لنا أديب الملك أفضلَ وصفٍ لبناء مشهد الإمام الحسين في أواخر القرن الثالث عشر الهجري، حيث ذهب إلى زيارة المشاهد المشرّفة سنة (۱۲۷۳ هـ . ق) ذكر لنا تاريخ المشهد الحسيني بشكل كامل ، كما ذكر أعمال الترميم المنجزة فيه . ^۳
كما وصلتنا رواية اُخرى من سنة (۱۲۸۰ هـ . ق) كتبها سيف الدولة . ^۴ وذكر عضد الملك روايةً اُخرى عن وضع المشهد سنة (۱۲۸۴ هـ . ق) . ^۵ كما ذكر ناصر الدين شاه في رحلته إلى المراقد المطهّرة التي قام بها سنة (۱۲۸۷ هـ . ق) إيضاحاتٍ حول حرم الإمام الحسين عليه السلام . ^۶

مزار الإمام عليه السلام في القرن الرابع عشر الهجري

منذ حوالي سنة ۱۳۰۰ هجرية وما بعدها، اُنجزت الكثير من أعمال الترميم في

من زوّار الحسين عليه السلام . ^۱
وفي عام (۱۲۱۶ هـ . ق) صُنع ضريح جديد لحرم الإمام الحسين بأمر فتح علي شاه ، وتمّ نصبه في عام (۱۲۱۸ هـ . ق) . ^۲ وقام محمّد علي ميرزا ـ والي كرمانشاه ـ بأعمال كثيرة لإصلاح وإعمار الحرم الحسيني سنة (۱۲۲۰ هـ . ق) . ^۳ كما بنى بالإضافة إلى ذلك بعض الخانات والمنازل المعدّة لاستراحة قوافل الزائرين في أثناء الطريق .
وممّا يجدر ذكره أنّ أوقافاً كثيرة كانت قد رصدت طيلة حكم الصفويّين والقاجاريّين في إيران للإنفاق على المشاهد والزوّار وترميم الخانات والطرق .
وفي عهد فتح علي شاه وما بعده حتّى عهد ناصر الدين شاه، لم يكن السلطان القاجاري هو الوحيد الذي ينفق على الحرم الحسيني فحسب ، بل إنّ بعض أهل البلاط ـ ومنهم النساء ـ كانوا ينفقون أموالاً طائلة في هذا المجال أيضاً. فقد قامت زوجة فتح علي شاه في سنة (۱۲۳۲ هـ . ق) بتذهيب الأيوان المقابل للقبر . ^۴ وفي سنة (۱۲۳۷ هـ . ق) قامت زوجة فتح علي شاه ـ ولعلّها نفس المرأة المذكورة سابقا ـ بتذهيب مئذنتي الحرم الحسيني . ^۵
وخلال سنتي (۱۲۵۸ و۱۲۶۰ هـ . ق) هجم نجيب باشا ـ حاكم بغداد ـ على كربلاء بذريعة محاربة الأشرار ، فقتل عدداً كبيراً من الناس . ^۶