299
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

وقد كان العراق تحت سيطرة الدولة العثمانية في معظم هذا العهد . وكان بعض السلاطين العثمانيّين يبادرون إلى إعمار مشاهد الأئمّة في العراق ومن جملتها حرم الإمام الحسين عليه السلام . وقد تولّى السلطان سليمان العثماني الحكم في الفترة ( ۹۲۶ - ۹۷۴ هـ . ق) و انتزع العراق من سيطرة الصفويّين ، فتوجّه لزيارة الإمام الحسين في عام (۹۴۱ هـ . ق) . ۱
ومن الطبيعي ألّا يأذن العثمانيّون للدولة الصفويّة والإيرانيّين بالتدخّل من أجل إعادة بناء المشاهد المشرّفة وإعمارها ، بل لم يكونوا يأذنون لهم بتقديم النذور والهدايا ، وإذا ما سُمح لهم في ذلك فإنّها تودع في المخازن. وفي المقابل بذلوا بعض الجهود ليُظهروا اهتمامهم بأهل البيت .
واستناداً إلى ما ذكره العلّامة المجلسي من إشارات في معرض حديثه عن الصحن القديم لمشهد الإمام الحسين، ۲ يبدو أنّ المشهد الحسيني اتّسع في الجهة المعاكسة للقبلة في العهد الصفوي وخاصّة في عهد طهماسب. وقد استولى طهماسب على بغداد سنة (۹۳۶ هـ . ق) وسعى من أجل إعمار العتبات ، فشقّ بعض الأنهار إليها . ۳

مزار الإمام عليه السلام في القرن الحادي عشر الهجري

ذهب الشاه عبّاس لزيارة العتبات في العراق سنة (۱۰۳۲ هـ . ق) ۴ وبذل سنة (۱۰۳۳) جهوداً كبيرة لتزيين المشهد الحسيني من الداخل ۵ . وفي سنة (۱۰۴۰)

1.شهر حسين (بالفارسية) : ص ۳۰۱ .

2.بحار الأنوار : ج ۸۹ ص ۸۹ .

3.راجع : شهر حسين (بالفارسية) : ص ۳۰۶ ، الحدائق الناضرة : ج ۱۱ ص ۴۶۴ .

4.تاريخ عالم آراي عباسي : ج ۲ ص ۱۰۰۵ و۱۰۰۷ ، روضة الصفا (ملحقات): ج ۸ ص ۴۳۳ .

5.تاريخ عالم آراي عباسي : ج ۲ ص ۱۰۱۱ و۱۰۱۲ ، روضة الصفا (ملحقات): ج ۸ ص ۴۳۳، فارسنامة ناصري : ج۱ ص ۴۶۷ - ۴۶۸ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
298

اُمراء الاُسرة المشعشعيّة في خوزستان ، دخل كربلاء سنة ( ۸۵۸ هـ . ق ) واستولى على الكثير من أموال الحرم الحسيني وأخذها معه ، ۱ على رغم ادّعائهم التشيّع ! ولكنّ الأمير پير بوداق سرعان ما تلافى ذلك . ۲

مزار الإمام عليه السلام في القرن العاشر الهجري

استولى الصفويّون على مقاليد الحكم في إيران سنة (۹۰۷ هـ . ق) وقد حصل أفضل إعمار للمراقد المطهّرة بعد عهد البويهيين في عهد الصفويين ( سنة ۹۰۷ - ۱۱۴۸ ه . ق ) فكانوا يبذلون كلّ ما في وسعهم لإعادة بناء العتبات وإعمارها وتوسيعها كلّما كانوا يسيطرون على العراق بين الحين والآخر . وتدلّ أسماء الصفويّين ومن بعدهم القاجاريّين المكتوبة على المواضع المختلفة من أبنية العتبات ، على دورهم المؤثّر في إعمار العتبات ومشاهد الأئمّة عليهم السلام في العراق .
وفي عهد الشاه إسماعيل (۹۰۷ - ۹۳۰) والشاه طهماسب (۹۳۰ - ۹۸۴) والشاه عبّاس الأوّل (۹۹۶ - ۱۰۳۸) والشاه صفيّ (۱۰۳۸ - ۱۰۵۲) كان العراق تحت سيطرة الدولة الصفويّة خلال الفترات القصيرة التي ضعفت فيها الدولة العثمانيّة ، وكان همّهم الأوّل في كلّ مرّة ـ وكما تفيد الوثائق الموجودة ـ الاهتمام بشؤون مشاهد الأئمّة ، وتوفير الخدمات للزوّار .
وذهب الشاه إسماعيل إلى العراق في سنة (۹۱۴ ه . ق) لأوّل مرّة واستولى عليه ، و أمر بصناعة ستّة صناديق جميلة لكلّ منها خلعة قماش رائعة الجمال لقبور الأئمّة الستّة المدفونين في العراق ، وأن تحلّ محلّ الصناديق السابقة التي كانت على قبور الأئمّة عليهم السلام . ۳

1.شهر حسين (بالفارسية) : ص ۲۹۳ ، تاريخ العراق بين احتلالين : ج ۳ ص ۱۴۴ .

2.شهر حسين (بالفارسية) : ص ۲۹۵، تاريخ العراق بين احتلالين : ج ۳ ص ۱۴۵- ۱۴۶.

3.تاريخ جهانگشاى خاقان (بالفارسية) : ص ۲۹۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5024
صفحه از 438
پرینت  ارسال به