295
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

سور حول تلك المدن ، حيث كان يبادر إلى ذلك الخيّرون من بين الحكّام أو البلاط الحاكم .

مزار الإمام عليه السلام في القرن الخامس الهجري

هجم بعض أهل البادية ـ والذين كانوا يعيشون حياة صعبة ـ على كربلاء ، و أدّى ذلك إلى أن تبادر الحكومة سنة (۴۰۰ هـ . ق) إلى بناء سور حول مدينة كربلاء ، بدعم من الحسن بن الفضل بن سهلان الرامهرمزي وزير بهاء الدولة البويهي . ۱ وهناك أخبار تدلّ على أنّ بناء هذا السور استمرّ حتّى عام (۴۰۳ هـ . ق) . ۲
وفي ۱۴ ربيع الأوّل عام (۴۰۷ هـ . ق) احترق مشهد الإمام الحسين عليه السلام لعدم مراعاة الاحتياط . ۳ ومن المفترض أن يكون قد اُعيد بناؤه بسرعة ، إذ ما زال البويهيّون يحكمون في بغداد وإن كانت حكومتهم ضعيفة . وخرج جلال الدولة أبو طاهر ابن بهاء الدولة بكلّ تواضع لزيارة المشاهد المشرّفة في العراق سنة (۴۳۱ هـ . ق) ، وترجّل عن راحلته قبل وصوله إلى المشهد الشريف بفرسخ ، وتوجّه للزيارة حافيا . ۴ وزار السلطان أبو الفتح ملك شاه السلجوقي مشهد سيّد الشهداء سنة (۴۷۹ هـ . ق) وأمر بتعمير جدرانه . ۵

مزار الإمام عليه السلام في القرن السادس الهجري

إنّ كثرة الشيعة في العراق من جهة ، وتولّي بعض الوزراء والاُمراء الشيعة مقاليد الاُمور في بعض مناطق العراق ـ مثل آل مزيد في الحلّة ـ من جهة اُخرى ، أدّت إلى

1.المنتظم : ج ۱۵ ص ۷۰ .

2.المنتظم : ج ۱۵ ص ۱۵۹ - ۱۶۰ .

3.المنتظم : ج ۱۵ ص ۱۲۰، الكامل في التاريخ : ج ۵ ص ۶۳۵.

4.المنتظم: ج ۱۵ ص ۲۷۴ .

5.المنتظم : ج ۱۶ ص ۲۵۹ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
294

والتي كانت مُهَيّأة للشيعة ـ ، بشكل كامل . فحصل الشيعة وخلال قرنٍ من الزمان ـ حتّى عام (۴۴۷ هـ . ق) ـ على دعامة قوية في العراق وإيران ، وكان من جملة مظاهر دعمهم للشيعة هو الاهتمام بالعتبات المقدّسة ، وإعمار مشاهد الأئمّة في المدن المختلفة ، والاهتمام بالسادة المقيمين في هذه المدن .
وفي عهد البويهيين كان هناك اُمراء محلّيون آخرون شيعة في العراق ، يهتمّون أيضا بعمارة مشهد الإمام الحسين عليه السلام . ففي سنة (۳۶۸ هـ . ق) صدر عمران بن شاهين ـ مؤسّس السلالة الشاهينية في منطقة البطيحة ـ أمرا ببناء رواق في كلّ من المشهدين الغروي والحائري . ۱ و كان أميراً محلّياً لم يكن بمستطاع أحد من البويهيّين تهدئته ، وتوفّي سنة (۳۶۹ هـ . ق) . ۲
وخرج عضد الدولة ـ أكبر السلاطين البويهيّين ـ في سنة (۳۷۱ هـ . ق) لزيارة النجف وكربلاء ، وقدّم مساعدات كثيرة لفقراء هاتين المدينتين ، ۳ وعندما هاجم ضبّة بن محمّد الأسدي كربلاء ونهب المشهد الحسيني ، لاحقته قوّات عضد الدولة وأنزلت به العقوبة . ۴
وكان سكّان مدينتي كربلاء والنجف في جميع العصور من الشيعة، بل إنّ هاتين المدينتين تأسّستا باعتبارهما مدينتين للشيعة. ومن الطبيعي فإنّ أهالي هاتين المدينتين والقبائل المتاخمة لهما كانوا يبذلون غاية الاهتمام بهذه المراقد ، وكان ذلك يمثّل أكبر دعم لإقامة وتثبيت هذه المشاهد . وهناك إجراءان مهمّان مؤثّران في إقامة ودوام إعمار العتبات المقدّسة ، يتمثّلان في توفير الماء للمدن المقدّسة ، وبناء

1.فرحة الغري : ص ۱۴۸، إرشاد القلوب : ص ۴۳۸.

2.البداية والنهاية : ج ۱۱ ص ۲۹۵ .

3.فرحة الغري : ص ۱۴۸ .

4.الكامل في التاريخ : ج ۵ ص ۴۴۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3876
صفحه از 438
پرینت  ارسال به