293
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

إلى أنّ الهجوم بدأ في سنة (۲۳۶ هـ . ق) وبدأت التشديدات والقيود تزداد تدريجيّاً .
فكتب ابن عساكر قائلاً : إنّه أصدر الأمر بهدم قبر الحسين في سنة (۲۳۶ هـ . ق) ، وهدم الدور المحيطة به وحوّلها إلى مزارع، ومنع الناس من الزيارة ، وحوّل ذلك المكان إلى أرضٍ جرداء. ثمّ أضاف قائلاً :
فتألّم المسلمون من ذلك ، وشتمه أهلُ بغداد على سطوح البيوت والمساجد، وهجاه الشعراء . ۱
قُتل المتوكّلُ عام (۲۴۷ هـ . ق) . يقول عبد اللّه بن الدانية أنّه خرج في نفس تلك السنة لزيارة الإمام عليّ عليه السلام على حال خيفةٍ من السلطان ، ثمّ توجّه لزيارة الحسين عليه السلام ، فإذا هو قد حُرثت أرضه ومُخر فيها الماء . ۲
إلّا أنّ الذي يبدو هو أنّ مرقد الإمام الحسين الذي كان محطّ قلوب أهالي سواد العراق، سرعان ما بُني ، وقيل : إنّ الخليفة العبّاسي المنتصر الذي ولي الخلافة خلال سنتي (۲۴۷ ـ ۲۴۸ هـ . ق) أقام مزار الإمام الحسين مرّة اُخرى . ۳ كما تحدّث المسعودي عن حسن تعامل المنتصر مع زوّار الإمام الحسين عليه السلام . ۴
وقد ذُكر في أحد الأخبار انهيار سقف مرقد الإمام الحسين عليه السلام عام (۲۷۳ هـ . ق) ، ۵ وهو ما يدلّ على أنّ ، إعادة بنائه بعد ذلك .

مزار الإمام عليه السلام في القرن الرابع الهجري

عندما دخل البويهيّون بغداد لأوّل مرّة سنة (۳۳۴ هـ . ق) غيّروا أجواء العراق

1.مروج الذهب : ج ۴ ص ۱۳۵.

2.راجع: تاريخ دمشق : ج ۷۲ ص ۱۶۷.

3.الأمالي للطوسي : ص ۳۲۹ الرقم ۶۵۷.

4.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۲ ص ۲۱۱.

5.تهذيب الأحكام : ج ۶ ص ۱۱۱.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
292

باُمورهم ، شديد الغيظ والحقد عليهم . ۱
ولهذا قرّر المتوكّل أن يهدم مرقد الإمام الحسين عليه السلام الذي كان أهمّ رموز التشيّع . وقد جاء في المصدر نفسه في سبب ذلك ، أنّ المتوكّل طلب مغنّية ، فقيل له : إنّها ذهبت لزيارة الإمام الحسين ، فغضب المتوكّل فأقدم على ذلك . وإذا ما صحّ هذا الخبر، فإنّه مجرّد ذريعة .
وقد روى الطبري هذه الواقعة في ذيل أحداث سنة (۲۳۶ هـ . ق) ، وذكر قائلاً :
أمر المتوكّل بهدم قبر الحسين بن عليّ ، وهدم ما حوله من المنازل والدور . ۲
ومع هدم المتوكّل للمرقد، وضع الحرّاس في مفارق الطرق المؤدّية إليه ، وأمرهم أن يعتقلوا كلّ من وجدوه في الطريق ، فإمّا يقتلوه، أو يعاقبوه أشدّ العقوبة . ۳
ويظهر من بعض الروايات ، أنّ الشيعة كانوا قلقين تجاه ضغوط الجهاز الحاكم على الزائرين ، إلّا أنّ الأئمّة مع كلّ هذا كانوا يؤكّدون على الزيارة . ۴
وروى الشيخ الطوسي ، أنّ المتوكّل أرسل سنة (۲۳۷ هـ . ق) جيشاً لهدم القبر، ولكنّ أهل السواد ثاروا وحالوا دون ذلك. فتوقّف ذلك العمل حتّى قام به سنة (۲۴۷ هـ . ق) ، وهدّدوا الناس بأنّهم غير مسؤولين عن أرواح الزوّار بالمرّة . ۵
ورغم أنّ رواية الشيخ قدّمت ـ على ما يبدو ـ تفاصيل في هذا المجال، ولكنّنا يجب أن نذعن ـ استناداً إلى ما ورد في مصادر،مثل تاريخ الطبري ۶ ومروج الذهب ۷ ـ

1.مقاتل الطالبيين : ص ۴۷۸.

2.تاريخ الطبري : ج ۹ ص ۱۸۵، المنتظم : ج ۱۱ ص ۲۳۷، الكامل في التاريخ : ج ۴ ص ۳۱۸.

3.راجع: ج ۷ ص ۲۱۹ (القسم الثالث عشر / الفصل الأوّل : فضل زيارته و زائره) .

4.الأمالي للطوسي : ص ۳۲۸ الرقم ۶۵۶.

5.تاريخ الطبري : ج ۹ ص ۱۸۵،

6.مروج الذهب : ج ۴ ص ۱۳۵.

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3929
صفحه از 438
پرینت  ارسال به