وعلى أيّ حال ، فكلّ ما وقع وفي عهد أيّ خليفة وقع ، فإنّه يمكن القطع بوجود بناءٍ على قبر الإمام الحسين عليه السلام في المرّة الثانية ، ولكنّنا لا نعلم شيئاً عن كيفيّته أو بانيه ، ومن المفترض أن يكون شيعة سواد العراق هم الذين أقاموه ، وهو نفس البناء الذي كان الناس يتوجّهون لزيارته حتّى عهد المتوكّل .
مزار الإمام عليه السلام في القرن الثالث الهجري
حدث أكبر انتهاكٍ لحُرمة قبر الإمام الحسين عليه السلام في عهد المتوكّل العباسي ۱ ، الذي سيطر على الاُمور من عام (۲۳۲ هـ . ق) وحتّى (۲۴۷ هـ . ق) حيث وقع تحت تأثير أهل الحديث المتعصّبين في بغداد. وقد اعتبرته المصادر عدوّ أهل البيت عليهم السلام ، وفي بعضها أنّه كان شديد البغض لعليّ بن أبي طالب ولأهل بيته ۲ . فكتب أبو الفرج الأصفهاني في وصفه قائلاً :
كان المتوكّل شديد الوطأة على آل أبي طالب ، غليظاً على جماعتهم ، مهتمّاً