289
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

مزار الإمام عليه السلام فيالقرن الثاني الهجري

وصلتنا عشرات الروايات عن الإمام الباقر والإمام الصادق عليهماالسلام تأمر الشيعة بالذهاب لزيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام . ۱ ورغم أنّ من الصعب من الناحية السياسيّة قبول وجود أبنية ولو بسيطة في عصر الاُموييّن، ولكنّ هناك إشارات لوجودها في بعض النقول . وعلى سبيل المثال ، فقد نُقل عن الحسين بن أبي حمزة أنّه قال :
خرجت في آخر زمن بني اُميّة وأنا اُريد قبر الحسين عليه السلام ، ... حتّى إذا كنت على باب الحائر . . . . ۲
وقد ذُكر في بعض هذه النقول عن الإمام الصادق عليه السلام وجود الحائر (الحرم) والباب والسقيفة . بل ذُكر في روايات عن الإمام الصادق عليه السلام : «الباب الَّذي يَلِي المَشرِقَ» ، ۳ «الباب الَّذي عِندَ رِجلِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام » ، ۴ وكذلك : «خارِج القُبَّةِ» ، ۵ وكلّ ذلك يدلّ على وجود أبنية ولو بسيطة على قبر الحسين عليه السلام قبل وفاة الإمام الصادق عليه السلام في عام (۱۴۸ هـ . ق) .
ويمكن أن يكون التجرّؤ والتجاسر على قبر الإمام الحسين عليه السلام قد بدأ منذ عهد هارون الرشيد (خلافته ۱۷۰ - ۱۹۳ هـ . ق) واضطهاده للعلويّين ، وقد جاءت بعض الإشارات في بعض المصادر في هذا المجال . ۶ وقيل : إنّه كانت هناك شجرة سدر قرب قبره عليه السلام فاقتلعوها . و كان تفسير الشيعة لذلك ، هو أنّ الهدف منه «تغيير

1.راجع: ج ۷ ص ۲۱۹ (القسم الثالث عشر / الفصل الأوّل : فضل زيارته و زائره) .

2.راجع : ج ۷ ص ۳۲۱ ح ۳۳۹۸ .

3.راجع : ج ۷ ص ۴۴ ح ۳۴۱۷ .

4.راجع : ج ۷ ص ۲۵۲ ح ۳۴۱۳ .

5.راجع : ج ۷ ص ۳۳۹ ح ۳۴۴۴ .

6.الأمالي للطوسي : ص ۳۲۱ ح ۶۴۹.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
288

الإمام عليه السلام كما يجتمع الناس عند الحجر الأسود ، وأقاموا العزاء عنده ، وازدحموا على قبره أكثر من ازدحام الناس على الحجر الأسود . ۱
وهو ما يدلّ أيضاً على أنّ قبر الإمام الحسين كان شاخصاً بعد أربع سنوات من وقعة عاشوراء ، وأنّ الشيعة من أهل الكوفة كانوا يتوافدون إلى زيارته .
ويروي الخوارزمي : أنّ المختار بن أبي عبيد قبيل ثورته في الكوفة ـ أي في عام (۶۶ هـ . ق) كما هو مفترض ـ وعند ما كان قادما من مكّة إلى الكوفة ، أقبل أوّلاً إلى القادسيّة ، ثمّ توجّه من القادسيّة إلى كربلاء وزار قبر الإمام عليه السلام ، فخاطبه قائلاً :
لاخلعت ثيابي هذه حتّى أنتقم ممّن قتلك وقاتلك أو اُقتل . ثمّ ودّع القبر . ۲
وجاء في نقل آخر ، أنّ مصعب بن الزبير زار هو أيضاً قبر الإمام الحسين عليه السلام عند خروجه لقتال عبد الملك بن مروان سنة (۷۱ أو ۷۲ هـ . ق) ، وقد جاء في هذا النقل :
فلمّا بلغ الحير دخل ، فوقف على قبر أبي عبد اللّه عليه السلام . ۳
ويستفاد من هذه العبارة ، أنّه كانت هناك سقيفة على الأقلّ فوق قبره عليه السلام .
وهناك روايات كثيرة تفيد بأنّ الشيعة كانوا يتوجّهون لزيارة الإمام الحسين عليه السلام منذ زمان الإمام السجّاد عليه السلام ، وأن الإمام السجّاد عليه السلام أيضا كان يتوجّه بين الحين والآخر من الموضع الذي اختاره في البادية ليعيش فيه إلى العراق لزيارة قبر أبيه . ۴

1.راجع : تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۵۹۰.

2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۲۳۸.

3.راجع: ج ۵ ص ۳۶۵ ح ۲۴۸۷ .

4.الإقبال : ج ۲ ص ۲۷۳.

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3988
صفحه از 438
پرینت  ارسال به