269
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

اللّهُمَّ إنَّهُ لا عُذرَ لي فِي التَّأَخُّرِ عَنهُ وَالإِخلالِ بِزِيارَتِهِ مَعَ قُرب المَسافَةِ ، إلَا المَخاوِفُ الحائِلَةُ بَيني وبَينَهُ ، ولَولا ذلِكَ لَتَقَطَّعَت نَفسي حَسرَةً لِانقِطاعي عَنهُ أسَفا عَلى ما يَفوتُني مِنهُ .
اللّهُمَّ يَسِّر لِيَ الإِتمامَ ، وأعِنّي عَلى تَأَدّيهِ وما اُضمِرُهُ فيهِ ۱ وأراهُ أهلَهُ ومُستَوجِبُهُ ، فَأَنتَ بِنِعمَتِكَ الهادي إلَيهِ وَالمُعينُ عَلَيهِ ، اللّهُمَّ فَتَقَبَّل فَرضي ونَوافِلي وزِيارَتي ، وَاجعَلها زِيارَةً مُستَمِرَّةً وعادَةً مُستَقِرِّةً ، ولا تَجعَل ذلِكَ مُنقَطِعَ التَّواتِرِ يا كَريمُ .
فَإِذا أرَدتَ الوَداعَ ، فَصَلِّ رَكعَتَينِ وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يا خَيرَ الأَنامِ لِأَكرَمِ إمامٍ وأكرَمِ رَسولٍ ، وَلِيُّكَ يُوَدِّعُكَ تَوديعَ غَيرِ قالٍ ولا سَئِمٍ لِلمُقامِ لَدَيكَ ، ولا مُؤثِرٍ لِغَيرِكَ عَلَيكَ ، ولا مُنصَرِفٍ لِما هُوَ أنفَعُ لَهُ مِنكَ ، تَوديعَ مُتَأَسِّفٍ عَلى فِراقِكَ ومُتَشَوِّقٍ إلى عَودِ لِقائِكَ، وَداعَ مَن يَعُدُّ الأَيّامَ لِزِيارَتِكَ، ويُؤثِرُ الغُدُوَّ وَالرَّواحَ إلَيكَ، ويَتَلَهَّفُ عَلَى القُربِ مِنكَ ومُشاهَدَةِ نَجواكَ صَلَّى اللّهُ عَلَيكَ ، مَا اختَلَفَ الجَديدانِ ۲
وتَناوَحَ العَصرانِ وتَعاقَبَ الأَيّامُ .
ثُمَّ انكَبَّ عَلَى القَبرِ وقُل :
يا مَولايَ ما تَروَى النَّفسُ مِن مُناجاتِكَ ، ولا يَقنَعُ القَلبُ إلّا بِمُجاوَرَتِكَ ، فَلَو عَذَرَتنِي الحالُ الَّتي وَرائي لَتَرَكتُها ولَا استَبدَلتُ بِها جِوارَكَ ، فَما أسعَدَ مَن يُغاديكَ ويُراوِحُكَ ، وما أرغَدَ عَيشَ مَن يُمسيكَ ويُصبِحُكَ!

1.في بحار الأنوار : «وَأَعِنّي عَلى تَأديَةِ ما اُضمِرُهُ فيهِ» .

2.الجَدِيدَان : يعني الليل والنهار (الصحاح : ج ۲ ص ۴۵۴ «جدد») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
268

حاصِدَةً تَصرَعُ قائِمَهُم ، وتَهشِمُ سوقَهُم ، وتَجدَعُ مَعاطِسَهُم . ۱
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعِترَتِهِ الطّاهِرينَ ، الَّذينَ بِذِكرِهِم يَنجَلِي الظَّلامُ ويَنزِلُ الغَمامُ ، وعَلى أشياعِهِم ومَواليهِم وأنصارِهم ، وَاحشُرني مَعَهُم وتَحتَ لِوائِهِم ، أيُّهَا الإمامُ الكَريمُ ، اذكُرني بِحُرمَةِ جَدِّكَ عِندَ رَبِّكَ ذِكرا يَنصُرُني عَلى مَن يَبغي عَلَيَّ ، ويُعانِدُني فيكَ ويُعاديني مِن أجلِكَ ، وَاشفَع لي إلى رَبِّكَ في إتمامِ النِّعمَةِ لَدَيَّ ، وإسباغِ العافِيَةِ عَلَيَّ ، وسَوقِ الرِّزقِ إلَيَّ وتَوسيعِهِ ۲ عَلَيَّ ، لِأَعودَ بِالفَضلِ مِنهُ عَلى مُبتَغيهِ ، فَما أسأَلُ مَعَ الكَفافِ إلّا ما أكتَسِبُ بِهِ الثَّوابَ ؛ فَإِنَّهُ لا ثَوابَ لِمَن لا يُشارِكُكَ في مالِهِ ، ولا حاجَةَ لي فيما يُكنَزُ فِي الأَرضِ ولا يُنفَقُ في نافِلَةٍ ولا فَرضٍ .
اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ وأبتَغيهِ مِن لَدُنكَ حَلالاً طَيِّبا ، فَأَعِنّي عَلى ذلِكَ وأقدِرني عَلَيهِ ، ولا تَبتَلِيَنّي بِالحاجَةِ فَأَتَعَرَّضَ بِالرِّزقِ لِلجِهاتِ الَّتي يَقبُحُ أمرُها ويَلزَمُني وِزرُها .
اللّهُمَّ ومُدَّ لي فِي العُمُرِ ما دامَتِ الحَياةُ مَوصولَةً بِطاعَتِكَ مَشغولَةً بِعِبادَتِكَ ، فَإِذا صارَتِ الحَياةُ مَرتَعَةً لِلشَّيطانِ فَاقبِضني إلَيكَ ، قَبلَ أن يَسبِقَ إلَيَّ مَقتُكَ ويَستَحكَمَ عَلَيَّ سَخَطُكَ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ويَسِّر لِيَ العَودَ إلى هذَا المَشهَدِ الَّذي عَظَّمتَ حُرمَتَهُ ، في كُلِّ حَولٍ بَل في كُلِّ شَهرٍ بَل في كُلِّ اُسبوعٍ ؛ فَإِنَّ زِيارَتُهُ في كُلِّ حَولٍ مَعَ قَبولِكَ ذلِكَ بَرَكَةٌ شامِلَةٌ ، فَكَيفَ إذا قَرُبَتِ المُدَّةُ وتَلاحَقَتِ القُدرَةُ .

1.المَعْطِسُ : الأنف (المصباح المنير : ص ۴۱۶ «عطس») .

2.في المصدر : «وتوسّعه» ، والتصويب من بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4971
صفحه از 438
پرینت  ارسال به