اللّهِ عَلَيكَ يا خَيرَ ابنِ عَمٍّ لِخَيرِ ابنِ عَمٍّ ، ۱ زادَكَ اللّهُ فيما آتاكَ حَتّى تَبلُغَ رِضاكَ كَما بَلَغتَ غايَةَ رِضاهُ ، وجاوَزَ بِكَ أفضَلَ ما كُنتَ تَتَمَنّاهُ.
السَّلامُ عَلَيكَ يا جَعفَرَ بنَ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ، سَلاما يَقضي حَقَّكَ في نَسَبِكَ وقَرابَتِكَ ، وقَدرَكَ في مَنزِلَتِكَ، وعَمَلَكَ في مُواساتِكَ ومُساهَمَتَكَ ابنَ عَمِّكَ بِنَفسِكَ ومُبالَغَتَكَ في مُواساتِهِ، حَتّى شَرِبتَ بِكَأسِهِ، وحَلَلتَ مَحَلَّهُ في رَمسِهِ، وَاستَوجَبتَ ثَوابَ مَن بايَعَ اللّهَ في نَفسِهِ ، فَاستَبشَرَ بِبَيعِهِ الَّذي بايَعَهُ بِهِ ، وذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ ، فَاجتَمَعَ لَكَ ما وَعَدَكَ اللّهُ بِهِ مِنَ النَّعيمِ بِحَقِّ المُبالَغَةِ ، ۲ إلى ما أوجَبَهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ لَكَ بِحَقِّ النَّسَبِ وَالمُشارَكَةِ ، فَفُزتَ فَوزَينِ لا يَنالُهُما إلّا مَن كانَ مِثلَكَ في قَرابَتِهِ ومَكانَتِهِ ، وبَذَلَ مالَهُ ومُهجَتَهُ لِنُصرَةِ إمامِهِ وَابنِ عَمِّهِ ، فَزادَكَ اللّهُ حُبّا وكَرامَةً حَتّى تَنتَهِيَ إلى أعلى عِلِّيّينَ في جِوارِ رَبِّ العالَمينَ .
السَّلامُ عَلَيكَ يا عَبدَ اللّهِ بنَ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَما أكرَمَ مَقامَكَ في نُصرَةِ ابنِ عَمِّكَ ، وما أحسَنَ فَوزَكَ عِندَ رَبِّكَ! فَلَقَد كَرُمَ فِعلُكَ وأجَلَّ أمرُكَ وأعظَمَ فِي الإِسلامِ سَهمُكَ ، رَأَيتَ الاِنتِقالَ إلى رَبِّ العالَمينَ خَيرا من مُجاوَرَةِ الكافِرينَ ، ولَم تَرَ شَيئا لِلاِنتِقالِ أكرَمَ مِنَ الجِهادِ وَالقِتالِ ، فَكافَحتَ الفاسِقينَ بِنَفسٍ لا تَخيمُ عِندَ النّاسِ ، ۳ ويَدٍ لا تَلينُ عِندَ المِراسِ ، ۴ حَتّى قَتَلَكَ الأَعداءُ مِن بَعدِ أن رَوَّيتَ سَيفَكَ وسِنانَكَ مِن أولادِ الأَحزابِ وَالطُّلَقاءِ ، وقَد عَضَّكَ السِّلاحُ وأثبَتَتكَ الجِراحُ ، فَغَلَبتَ عَلى ذاتِ نَفسِكَ غَيرَ مُسالِمٍ ولا
1.ليس في بحار الأنوار : «لخير ابن عمّ» .
2.في بحار الأنوار : «المبايعة» بدل «المبالغة».
3.خامَ عنه : نكص وجَبُنَ (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۱۱۰ «الخيم») وفي بحار الأنوار : «عند البأس» .
4.مَرِسٌ : أي شديدٌ مُجرَّبٌ للحروب (النهاية : ج ۴ ص ۳۱۹ «مرس») .