261
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

يا كَريمَ الجَدِّ إلى أن تَتَناهى ، رَفَعَكُمُ اللّهُ مِن أن يُقالَ رَحِمَكُمُ اللّهُ ، وَافتَقَرَ إلى ذلِكَ غَيرُكُم مِن كُلِّ مَن خَلَقَ اللّهُ .
ثُمَّ تَقولُ :
صَلَواتُ اللّهِ عَلَيكُم ورِضوانُهُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، فَاشفَع لي أيُّهَا السَّيِّدُ الطّاهِرُ إلى رَبِّكَ ، في حَطِّ الأَثقالِ عَن ظَهري وتَخفيفِها عَنّي ، وَارحَم ذُلّي وخُضوعي لَكَ ولِلسَّيِّدِ أبيكَ صَلَّى اللّهُ عَلَيكُما .
ثُمَّ انكَبَّ عَلَى القَبرِ وقُل :
زادَ اللّهُ في شَرَفِكُم فِي الآخِرَةِ كَما شَرَّفَكُم فِي الدُّنيا ، وأسعَدَكُم كَما أسعَدَ بِكُم ، وأشهَدُ أنَّكُم أعلامُ الدّينِ ونُجومُ العالَمينَ .
ثُمَّ تَتَوَجَّهُ إلَى البَيتِ الَّذي عِندَ رِجلَي عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام وتَقولُ :
السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللّهِ الحُسَينَ ، سَلاما لا يَفنى أمَدُهُ ولا يَنقَطِعُ مَدَدُهُ ، سَلاما تَستَوجِبُهُ بِاجتِهادِكَ ، وتَستَحِقُّهُ بِجِهادِكَ ، عِشتَ حَميدا وذَهَبتَ فَقيدا ، لَم يَمِل بِكَ حُبُّ الشَّهَواتِ ، ولَم يُدَنِّسكَ طَمَعُ النَّزِهاتِ ، حَتّى كَشَفَت لَكَ الدُّنيا عَن عُيوبِها ، ورَأَيتَ سوءَ عَواقِبِها وقُبحَ مَصيرِها ، فَبِعتَها بِالدّارِ الآخِرَةِ ، وشَرَيتَ نَفسَكَ شِراءَ المُتاجَرَةِ ، فَأَربَحتَها أكرَمَ الأَرباحِ ، ولَحِقتَ بِهَا «الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّــلِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَـائِكَ رَفِيقًا * ذَ لِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا» . ۱
السَّلامُ عَلَى القاسِمِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ حَبيبِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ رَيحانَةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، السَّلامُ عَلَيكَ

1.النساء : ۶۹ و ۷۰ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
260

رَيحانَةِ رَسولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ مِن شَهيدٍ مُحتَسِبٍ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، ما أكرَمَ مَقامَكَ وأشرَفَ مُنقَلَبَكَ ، أشهَدُ لَقَد شَكَرَ اللّهُ سَعيَكَ وأجزَلَ ثَوابَكَ ، وألحَقَكَ بِالذِّروَةِ العالِيَةِ حَيثُ الشَّرَفُ كُلُّ الشَّرَفِ ، فِي الغُرَفِ السّامِيَةِ فِي الجَنَّةِ فَوقَ الغُرَفِ ، كَما مَنَّ عَلَيكَ مِن قَبلُ وجَعَلَكَ مِن أهلِ البَيتِ الَّذينَ أذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهيرا .
وَاللّهِ ما ضَرَّكَ القَومُ بِما نالوا مِنكَ ومِن أبيكَ الطّاهِرِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيكُما ، ولا ثَلَموا مَنزِلَتَكُما مِنَ البَيتِ المُقَدَّسِ ، ولا وَهَنتُما بِما أصابَكُما في سَبيلِ اللّهِ ، ولا مِلتُما إلَى العَيشِ فِي الدُّنيا ، ولا تَكَرَّهتُما مُباشَرَةَ المَنايا إذ كُنتُما قَد رَأَيتُما مَنازِلَكُما فِي الجَنَّةِ قَبلَ أن تَصيرا إلَيها ، وَاختَرتُماها قَبلَ أن تَنتَقِلا إلَيها ، فَسُرِرتُم وسَرَرتُم .
فَهَنيئا لَكُم ـ يا بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ـ التَّمَسُّكُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله بِالسَّيِّدِ السّابِقِ حَمزَةَ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ ، وقَدِمتُما عَلَيهِ وقَد اُلحِقتُما بِأَوثَقِ عُروَةٍ وأقوى سَبَبٍ .
صَلَّى اللّهُ عَلَيكَ أيُّهَا الصِّدّيقُ الشَّهيدُ المُكَرَّمُ وَالسَّيِّدُ المُقَدَّمُ ، الَّذي عاشَ سَعيدا وماتَ شَهيدا وذَهَبَ فَقيدا ، فَلَم تَتَمَتَّع مِنَ الدُّنيا إلّا بِالعَمَلِ الصّالِحِ ، ولَم تَتَشاغَل إلّا بِالمَتجَرِ الرّابِحِ . أشهَدُ أنَّكَ مِنَ الفَرِحينَ «بِمَا ءَاتَـاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» ۱ وتِلكَ مَنزِلَةُ كُلِّ شَهيدٍ ، مَنزِلَةُ الحَبيبِ إلَى اللّهِ القَريبِ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، زادَكَ اللّهُ مِن فَضلِهِ في كُلِّ لَفظَةٍ ولَحظَةٍ وسُكونٍ وحَرَكَةٍ ، مَزيدا يَغبِطُ ويَسعَدُ أهلُ عِلِّيّينَ بِهِ ، يا كَريمَ النَّفسِ ، يا كَريمَ الأَبِ ،

1.آل عمران : ۱۷۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5115
صفحه از 438
پرینت  ارسال به