العِلمُ لِلإِنكارِ ، وأرَدتَ ۱ أن تُجاهِدَ الكُفّارَ ، فَسِرتَ في أولادِكَ وأهاليكَ ، وشيعَتِكَ ومواليكَ ، وصَدَعتَ بِالحَقِّ وَالبَيِّنَةِ ، ودَعَوتَ إلَى اللّهِ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وأمَرتَ بِإِقامَةِ الحُدودِ ، وطاعَةِ المَعبودِ ، ونَهَيتَ عَنِ الخِيانَةِ وَالطُّغيانِ ، فَواجَهوكَ بِالظُّلمِ وَالعُدوانِ ، فَجاهَدتَهُم بَعدَ الإِيعادِ إلَيهِم ، وتَأكيدِ الحُجَّةِ عَلَيهِم ، فَنَكَثوا ذِمامَكَ وبَيعَتَكَ ، وأسخَطوا رَبَّكَ ، وأغضَبوا جَدَّكَ ، وأنذَروكَ بِالحَربِ ، وثَبَتَّ لِلطَّعنِ وَالضَّربِ ، وطَحطَحتَ ۲ جُنودَ الكُفّارِ ، وشَرَدتَ جُيوشَ الأَشرارِ ، وَاقتَحَمتَ قَسطَلَ ۳ الغُبارِ ، مُجالِدا بِذِي الفَقارِ ، كَأَنَّكَ عَلِيٌّ المُختارُ .
فَلَمّا رَأَوكَ ثابِتَ الجَأشِ ، غَيرَ خائِفٍ ولا خاشٍ ، نَصَبوا لَكَ غَوائِلَ مَكرِهِم ، وقاتَلوكَ بِكَيدِهِم وشَرِّهِم ، وأجلَبَ اللَّعينُ عَلَيكَ جُنودَهُ ، ومَنَعوكَ الماءَ ووُرودَهُ ، وناجَزوكَ القِتالَ ، وعاجَلوكَ النِّزالَ ، ورَشَقوكَ بِالسِّهامِ ، وبَسَطوا إلَيكَ الأَكُفَّ لِلاِصطِلامِ ، ولَم يَرعَوا لَكَ الذِّمامَ ، ولا راقَبوا فيكَ الأَنامَ ، وفي قَتلِهِم أولِياءَكَ ونَهبِهِم رِحالَكَ ، وأنتَ مُقَدَّمٌ فِي الهَبَواتِ ، ۴ مُحتَمِلٌ لِلأَذِيّاتِ ، ۵ وقَد عَجِبَت مِن صَبرِكَ مَلائِكَةُ السَّماواتِ ، وأحدَقوا بِكَ مِن كُلِّ الجِهاتِ ، وأثخَنوكَ بِالجِراحِ ، وحالوا بَينَكَ وبَينَ ماءِ الفُراتِ ، ولَم يَبقَ لَكَ ناصِرٌ ، وأنتَ مُحتَسِبٌ صابِرٌ ، تَذُبُّ عَن نِسوانِكَ وأولادِكَ .
1.في بحار الأنوار : «وألزمك» بدل «وأردت» .
2.طَحْطَحَ بهم : إذا بَدَّدَهم (الصحاح : ج ۱ ص ۳۸۶ «طحح») .
3.القسطل : الغبار الساطع (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۵۵۷ «قسطل») .
4.الهبوة : الغبرة (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۳۵۰ «هبا») .
5.في المصدر : «لأيذات» ، والتصويب من بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۲۴۰ .
وقال العلّامة المجلسي قدس سره في ص ۲۵۰ : في بعض النسخ : «للأسلات»؛ أي الرماح أو السهام .