255
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

فَإِنّي قَصَدتُ إلَيكَ ، ورَجَوتُ الفَوزَ لَدَيكَ ، السَّلامُ عَلَيكَ سَلامَ العارِفِ بِحُرمَتِكَ ، المُخلِصِ في وِلايَتِكَ ، المُتَقَرِّبِ إلَى اللّهِ بِمَحَبَّتِكَ ، البَريءِ مِن أعدائِكَ ، سَلامَ مَن قَلبُهُ بِمُصابِكَ مَقروحٌ ، ودَمعُهُ عِندَ ذِكرِكَ مَسفوحٌ ، سَلامَ المَفجوعِ المَحزونِ ، الوالِهِ المِسكينِ ، سَلامَ مَن لَو كانَ مَعَكَ بِالطُّفوفِ لَوَقاكَ بِنَفسِهِ مِن حَدِّ السُّيوفِ ، وبَذَلَ حُشاشَتَهُ دونَكَ لِلحُتوفِ ، وجاهَدَ بَينَ يَدَيكَ ، ونَصَرَكَ عَلى مَن بَغى عَلَيكَ ، وفَداكَ بِروحِهِ وجَسَدِهِ ومالِهِ ووَلَدِهِ ، وروحُهُ لِروحِكَ الفِداءُ ، وأهلُهُ لِأَهلِكَ وِقاءٌ . فَلَئِن أخَّرَتنِي الدُّهورُ ، وعاقَني عَن نُصرَتِكَ المَقدورُ ، ولَم أكُن لِمَن حارَبَكَ مُحارِبا ، ولِمَن نَصَبَ لَكَ العَداوَةَ مُناصِبا ، فَلَأَندُبَنَّكَ صَباحا ومَساءً ، ولَأَبكِيَنَّ عَلَيكَ بَدَلَ الدُّموعِ دَما ، حَسرَةً عَلَيكَ وتَأَسُّفا ، وتَحَسُّرا عَلى ما دَهاكَ وتَلَهُّفا ، حَتّى أموتَ بِلَوعَةِ المُصابِ ، وغُصَّةِ الاِكتِئابِ .
أشهَدُ أنَّكَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ ، وآتَيتَ الزَّكاةَ ، وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَيتَ عَنِ المُنكَرِ وَالعُدوانِ ، وأطَعتَ اللّهَ وما عَصَيتَهُ ، وتَمَسَّكتَ بِحَبلِهِ فَارتَضَيتَهُ ، وخَشيتَهُ وراقَبتَهُ وَاستَحيَيتَهُ ، وسَنَنتَ السُّنَنَ وأطفَأتَ الفِتَنَ ، ودَعَوتَ إلَى الرَّشادِ وأوضَحتَ سُبُلَ السَّدادِ ، وجاهَدتَ فِي اللّهِ حَقَّ الجِهادِ ، وكُنتَ للّهِِ طائِعا ، ولِجَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ تابِعا ، ولِقَولِ أبيكَ سامِعا ، وإلى وَصِيَّةِ أخيكَ مُسارِعا ، ولِعِمادِ الدّينِ رافِعا ، ولِلطُّغيانِ قامِعا ، ولِلطُّغاةِ مُقارِعا ، ولِلاُمَّةِ ناصِحا ، وفي غَمَراتِ المَوتِ سابِحا ، ولِلفُسّاقِ مُكافِحا ، وبِحُجَجِ اللّهِ قائِما ، ولِلإِسلامِ عاصِما ، ولِلمُسلِمينَ راحِما ، ولِلحَقِّ ناصِرا ، وعِندَ البَلاءِ صابِرا ، ولِلدّينِ كالِئا ، ۱ وعَن حَوزَتِهِ مُرامِيا ، وعَنِ الشَّريعَةِ مُحامِيا .

1.الكَلَاءَةُ : الحِفْظُ والحِراسة (النهاية : ج ۴ ص ۱۹۴ «كلأ») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
254

وآلِ مُحَمَّدٍ وحَقِّق رَجائي لَكَ ، وكَذِّب خَوفي مِنكَ ، وكُن لي عِندَ أحسَنِ ظَنّي بِكَ ، يا أكرَمَ الأَكرَمينَ ، وأيِّدني بِالعِصمَةِ ، وأنطِق لِساني بِالحِكمَةِ ، وَاجعَلني مِمَّن يَندَمُ عَلى ما صَنَعَهُ في أمسِهِ .
اللّهُمَّ إنَّ الغَنِيَّ مَنِ استَغنى عَن خَلقِكَ بِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأغنِني يا رَبِّ عَن خَلقِكَ ، وَاجعَلني مِمَّن لا يَبسُطُ كَفَّهُ إلّا إلَيكَ ، اللّهُمَّ إنَّ الشَّقِيَّ مَن قَنَطَ ۱ وأمامَهُ التَّوبَةُ وخَلفَهُ الرَّحمَةُ ، وإن كُنتُ ضَعيفَ العَمَلِ فَإِنّي في رَحمَتِكَ قَوِيُّ الأَمَلِ ، فَهَب لي ضَعفَ عَمَلي لِقُوَّةِ أمَلي .
اللّهُمَّ أمَرتَ فَعَصَينا ، ونَهَيتَ فَمَا انتَهَينا ، وذَكَّرتَ فَتناسَينا ، وبَصَّرتَ فَتَعامَينا ، وحَذَّرتَ فَتَعَدَّينا ، وما كانَ ذلِكَ جَزاءَ إحسانِكَ إلَينا ، وأنتَ أعلَمُ بِما أعلَنّا وما أخفَينا ، وأخبَرُ بِما نَأتي وما أتَينا ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ولا تُؤاخِذنا بِما أخطَأنا فيهِ ونَسينا ، وهَب لَنا حُقوقَكَ لَدَينا ، وتَمِّم إحسانَكَ إلَينا ، وأسبِغ رَحمَتَكَ عَلَينا .
إنّا نَتَوَسَّلُ إلَيكَ بِهذَا الصِّدّيقِ الإِمامِ ، ونَسأَلُكَ بِالحَقِّ الَّذي جَعَلتَهُ لَهُ ولِجَدِّهِ رَسولِكَ ولِأَبَوَيهِ عَلِيٍّ وفاطِمَةَ أهلِ بَيتِ الرَّحمَةِ ، إدرارَ الرِّزقِ الَّذي بِهِ قِوامُ حَياتِنا ، وصَلاحُ أحوالِ عِيالِنا ، فَأَنتَ الكَريمُ الَّذي تُعطي مِن سَعَةٍ ، وتَمنَعُ عَن قُدرَةٍ ، ونَحنُ نَسأَلُكَ مِنَ الخَيرِ ما يَكونُ صَلاحا لِلدُّنيا ، وبَلاغا لِلآخِرَةِ ، وآتِنا في الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ .
ثُمَّ تَحَوَّل إلى عِندِ الرِّجلَينِ وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللّهِ ، وعَلى مَلائِكَةِ اللّهِ المُرَفرِفينَ حَولَ قُبَّتِكَ ، الحافّينَ بِتُربَتِكَ ، الطّائِفينَ بِعَرصَتِكَ ، الوارِدينَ لِزِيارَتِكَ ، السَّلامُ عَلَيكَ

1.القُنُوطُ : أشدّ اليأس ، يقال : قَنِطَ يَقْنَطُ (النهاية : ج ۴ ص ۱۱۳ «قنط») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5172
صفحه از 438
پرینت  ارسال به