243
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

ولكن من الضروري الالتفات إلى بعض الملاحظات في هذا المجال:
۱ . قد يكون مراد ابن المشهدي من العبارة المذكورة توثيق مشايخه الذين يروي عنهم بلا واسطة ، وبناءً على ذلك فإنّه يريد أن يقول : إنّ الذين نقلوا له الروايات أو كتبوها في كتبهم موثوقٌ بهم ، لا أنّه يرى وثاقة جميع المذكورين في سلسلة أسناد روايات كتاب المزار الكبير .
۲ . عندما يكون بعض رواة كتابٍ قيّم مثل الكافي من غير الثقات رغم دقّة مؤلّفه الفائقة ، فإنّ من المستبعد أن يدّعي المؤلّف أنّ جميع رواة كتابه موثوقٌ بهم .
۳ . لو فرضنا أنّ مفاد العبارات المذكورة هو توثيقُ ابن المشهدي لجميع رواة كتاب المزار الكبير، لكن بما أنّه من المتأخّرين، فإنّ توثيقه يقوم على أساس الحدس ولا يتمتّع بالاعتبار اللّازم .
وعلى هذا الأساس، فعلى الرغم من أنّ توثيق مشايخ ابن المشهدي يؤدّي إلى الاعتبار النسبي لروايات كتابه، إلّا أنّ هذا الاعتبار لا يبلغ حدّاً بحيث يمكن نسبة الزيارة المذكورة بشكلٍ مباشر إلى صاحب الزمان باطمئنان ، ولذا نوصي الذين يروون زيارة الناحية المقدّسة أن لا ينسبوها إليه عليه السلام مباشرةً ، بل ينقلوها عن كتاب المزار الكبير عن الناحية المقدّسة .
وممّا يجدر ذكره أنّ هناك ملاحظات اُخرى حول كتاب ابن المشهدي لا مجال للتطرّق إليها في هذه العجالة .

تقييم الزيارة الثانية (المعروفة بزيارة الشهداء)

هذه الزيارة تُنسب إلى الناحية المقدّسة أيضاً، إلّا أنّها تُعرف بـ «زيارة الشهداء» . وفي هذا المجال توجد بعض الملاحظات التي تسترعي الاهتمام :


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
242

۳ . ذُكر قسم من هذه الزيارة في الزيارة المنسوبة إلى السيّد المرتضى دون نسبتها إلى الناحية المقدّسة ، وقد ذكرناها في الفصل الرابع عشر . ويقول العلّامة المجلسي في هذا المجال :
أمّا الاختلاف الواقع بين تلك الزيارة وبين ما نُسب إلى السيّد المرتضى ، فلعلّه مبنيّ على اختلاف الروايات ، والأظهر أنّ السيّد أخذ هذه الزيارة وأضاف إليها من قِبل نفسه ما أضاف . ۱

تقييم الزيارة الاُولى (المعروفة بزيارة الناحية المقدّسة)

ليس لهذه الزيارة سند متّصل إلى الناحية المقدّسة، كما لاحظنا في النصّ المنقول من كتاب المزار الكبير، فالرواية المذكورة مرسلة بحسب الاصطلاح ولا يمكن تقييمها من حيث السند ، إلّا أن مؤلّف كتاب المزار الكبير ذكر في مقدّمة هذا الكتاب قائلاً :
أمّا بعد، فإنّي قد جمعت في كتابي هذا من فنون الزيارات للمشاهد المشرّفات، وما ورد في الترغيب في المساجد المباركات والأدعية المختارات ، وما يدعى به عقيب الصلوات، وما يناجى به القديم تعالى من لذيذ الدعوات في الخلوات، وما يلجأ إليه من الأدعية عند المهمّات ممّا اتّصلت به من ثقاة الرواة إلى السادات . ۲
وقال البعض :
إنّ هذه العبارة في معرض التوثيق العامّ لجميع الرواة الواردين في أسناد روايات الكتاب المذكور صراحة، ويعدّ المحدّث النوري من جملة الأشخاص الذين يُصرّون على هذا الموضوع . ۳

1.بحار الأنوار: ج ۱۰۱ ص ۳۲۸ .

2.المزار الكبير: ص ۲۷ .

3.راجع : خاتمة مستدرك الوسائل : ج ۱ ص ۳۵۹ و ج ۲ ص ۴۵۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3946
صفحه از 438
پرینت  ارسال به