صَلَّى اللّهُ عَلَيكَ وعَلى أبيكَ ، إذ قالَ فيكَ : «قَتَلَ اللّهُ قَوما قَتَلوكَ ، يا بُنَيَّ ما أجرَأَهُم عَلَى الرَّحمنِ وعَلَى انتِهاكِ حُرمَةِ الرَّسولِ ! عَلَى الدُّنيا بَعدَكَ العَفا» ، كَأَنّي بِكَ بَينَ يَدَيهِ ماثِلاً ، ولِلكافِرينَ قائِلاً :
أنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِينَحنُ وبَيتِ اللّهِ أولى بِالنَّبِي
أطعُنُكُم بِالرُّمحِ حَتّى يَنثَنيأضرِبُكُم بِالسَّيفِ أحمي عَن أبي
ضَربَ غُلامٍ هاشِمِيٍّ عَرَبيوَاللّهِ لا يَحكُمُ فينَا ابنُ الدَّعي ۱
حَتّى قَضَيتَ نَحبَكَ ولَقيتَ رَبَّكَ ، أشهَدُ أنَّكَ أولى بِاللّهِ وبِرَسولِهِ ، وأنَّكَ ابنُ رَسولِهِ ، وحُجَّتُهُ وأمينُهُ ، ۲ وَابنُ حُجَّتِهِ وأمينِهِ . حَكَمَ اللّهُ عَلى قاتِلِكَ مُرَّةَ بنِ مُنقِذِ بنِ النُّعمانِ العَبدِيِّ ـ لَعَنَهُ اللّهُ وأخزاهُ ـ ومَن شَرِكَهُ في قَتلِكَ ، وكانوا عَلَيكَ ظَهيرا ، أصلاهُمُ اللّهُ جَهَنَّمَ وساءَت مَصيرا ، وجَعَلَنَا اللّهُ مِن مُلاقيكَ ومُرافِقيكَ ، ومُرافِقي جَدِّك وأبيكَ وعَمِّكَ وأخيكَ واُمِّكَ المَظلومَةِ ، ۳ وأبرَأُ إلَى اللّهِ مِن أعدائِكَ اُولِي الجُحودِ ، ۴ وَالسَّلامُ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ .
السَّلامُ عَلى عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ الطِّفلِ الرَّضيعِ ، المَرمِيِّ الصَّريعِ ، المُتَشَحِّطِ دَما ، المُصَعَّدِ دَمُهُ فِي السَّماءِ ، المَذبوحِ بِالسَّهمِ في حِجرِ أبيهِ ۵ ، لَعَنَ اللّهُ رامِيَهُ حَرمَلَةَ بنَ كاهِلٍ الأَسَدِيَّ وذَويهِ .
1.الدَّعيُّ : المنسوب إلى غير أبيه (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۲۶۱ «دعا») .
2.في المصدر: «دينه» بدل «أمينه»، والصواب ما أثبتناه كما في بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۶۵ نقلاً عن المصدر.
3.زاد في المزار الكبير ومصباح الزائر وبحار الأنوار هنا: «وأبرأُ إلى اللّه ِ مِن قاتِليك وأسألُ اللّه َ مُرافَقَتِكَ في دارِ الخُلودِ».
4.الجُحُودُ : الإنكار مع العلم (الصحاح : ج ۲ ص ۴۵۱ «جحد») .
5.ليس في المزار الكبير : «المرميّ الصريع» إلى «حجر أبيه» .