185
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

مُعادِيا لِأَعدائِكَ ، مُستَبصِرا بِالهُدَى الَّذي أنتَ عَلَيهِ ، عارِفا بِضَلالَةِ مَن خالَفَكَ ، فَاشفَع لي عِندَ رَبِّكَ .
ثُمَّ تَنكَبُّ عَلَى القَبرِ وتَضَعُ خَدَّكَ عَلَيهِ وتَتَحَوَّلُ إلى عِندِ الرَّأسِ ، وتَقولُ :
السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللّهِ في أرضِهِ وسَمائِهِ ، صَلَّى اللّهُ عَلى روحِكَ الطَّيِّبَةِ وجَسَدِكَ الطّاهِرِ ، وعَلَيكَ السَّلامُ يا مَولايَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ .
ثُمَّ تَنكَبُّ عَلَى القَبرِ وتُقَبِّلُهُ وتَضَعُ خَدَّكَ عَلَيهِ ، وتَنحَرِفُ إلى عِندِ الرَّأسِ فَتُصَلّي رَكعَتَينِ لِلزِّيارَةِ ، وتُصَلي بَعدَهُما ما تَيَسَّرَ .
ثُمَّ تَتَحَوَّلُ إلى عِندِ الرَّأسِ ، ۱ وتَزورُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليهماالسلامفَتَقولُ :
السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ وَابنَ مَولايَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، لَعَنَ اللّهُ مَن ظَلَمَكَ ، ولَعَنَ مَن قَتَلَكَ ، ۲ وضاعَفَ عَلَيهِمُ العَذابَ الأَليمَ .
وتَدعو بِما تُريدُ .
وتَزورُ الشُّهَداءَ مُنحَرِفا مِن عِندِ الرِّجلَينِ إلَى القِبلَةِ ، فَتَقولُ :
السَّلامُ عَلَيكُم أيُّهَا الصِّدّيقونَ ، السَّلامُ عَلَيكُم أيُّهَا الشُّهَداءُ الصّابِرونَ ، أشهَدُ أنَّكُم جاهَدتُم في سَبيلِ اللّهِ ، وصَبَرتُم عَلَى الأَذى في جَنبِ اللّهِ ، ونَصَحتُم للّهِِ ولِرَسولِهِ حَتى أتاكُمُ اليَقينُ . أشهَدُ أنَّكُم أحياءٌ عِندَ رَبِّكُم تُرزَقونَ ، فَجَزاكُمُ اللّهُ عَنِ الإِسلامِ وأهلِهِ أفضَلَ جَزاءِ المُحسِنينَ ، وجَمَعَ اللّهُ بَينَنا وبَينَكُم في مَحَلِّ النَّعيمِ .
ثُمَّ تَمضي إلى مَشهَدِ العَبّاسِ بنِ أميرِ المُؤمِنينَ عليهماالسلام ، فَإِذا وَقَفتَ عَلَيهِ فَقُل :

1.في المزار للشهيد الأوّل وبحار الأنوار : «الرجلين» بدل «الرأس» .

2.وزاد في المزار للشهيد الأوّل هنا : «ولَعَنَ اللّه من استخفّ حرمتك» .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
184

العيدَينِ ، ۱ بِالإِسنادِ عَن أبي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام قالَ : إذا أرَدتَ زِيارَةَ أبي عَبدِ اللّهِ الحُسَينِ عليه السلام فَلتَأتِ مَشهَدَهُ بَعدَ أن تَغتَسِلَ وتَلبَسَ أطهَرَ ثِيابِكَ ، فَإِذا وَقَفتَ عَلى قَبرِهِ فَاستَقبِلهُ بِوَجهِكَ ، وَاجعَلِ القِبلَةَ بَينَ كَتِفَيكَ وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ أميرِ المُؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ يا أبا عَبدِ اللّهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ .
أشهَدُ أنَّكَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَيتَ الزَّكاةَ ، وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَيتَ عَنِ المُنكَرِ ، وتَلَوتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، وجاهَدتَ فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ ، وصَبَرتَ عَلَى الأَذى في جَنبِهِ ۲ مُحتَسِباً حَتّى أتاكَ اليَقينُ .
وأشهَدُ أنَّ الَّذينَ خالَفوكَ وحارَبوكَ ، وأنَّ الَّذينَ خَذَلوكَ وَالَّذينَ قَتَلوكَ ، مَلعونونَ عَلى لِسانِ النَّبِيِّ الاُمِّيِّ ، وقَد خابَ مَنِ افتَرى ، لَعَنَ اللّهُ الظّالِمينَ لَكُم مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، وضاعَفَ عَلَيهِمُ العَذابَ الأَليمَ .
أتَيتُكَ يا مَولايَ يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، زائِرا عارِفا بِحَقِّكَ ، مُوالِيا لِأَولِيائِكَ ،

1.قال العلّامة المجلسي قدس سره : قال السيّد رحمه الله : «هذه الزيارة مختصّة بليلة القدر ويزار بها في العيدين» ، أقول : يظهر من الرواية أنّها من الزيارات المطلقة ولا اختصاص لها بالأزمان المخصوصة (بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۳۵۱) .

2.قال العلّامة المجلسي قدس سره : قوله : «في جنبه» قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : «يَـحَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِى جَنـبِ اللَّهِ» (الزمر : ۵۶) ؛ أي يا ندامتي على ما ضيّعت من ثواب اللّه ، عن ابن عبّاس ، وقيل : قصّرت في أمر اللّه ، عن مجاهد والسدي ، وقيل : في طاعة اللّه ، عن الحسن . قال الفرّاء : الجنب القرب ؛ أي في قرب اللّه وجواره ، ويقال : فلان يعيش في جنب فلان ؛ أي في قربه وجواره ، ومنه قوله تعالى : «وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ» (النساء : ۳۶) ، فيكون المعنى على هذا القول : على ما فرّطت في طلب جنب اللّه ؛ أي في طلب جواره وقربه وهو الجنّة . وقال الزجّاج : أي فرّطت في الطريق الّذي هو طريق اللّه ، فيكون الجنب بمعنى الجانب ؛ أي قصّرت في الجانب الّذي يؤدّي إلى رضى اللّه (بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۳۵۱ ) .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4736
صفحه از 438
پرینت  ارسال به