157
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

خاتَمِ النَّبِيّينَ ، وَابنُ سَيِّدِ المُؤمِنينَ ، وَابنُ حَليفِ التَّقوى ؛ وسَليلُ الهُدى ، وخامِسُ أصحابِ الكِساءِ ، وَابنُ سَيِّدِ النُّقَباءِ ۱ ، وَابنُ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ النِّساءِ ، وما لَكَ لا تَكونُ هكَذا وقَد غَذَّتكَ كَفُّ سَيِّدِ المُرسَلينَ ، ورُبّيتَ في حِجرِ المُتَّقينَ ، ورَضَعتَ مِن ثَديِ الإِيمانِ ، وفُطِمتَ بِالإِسلامِ ۲ ، فَطِبتَ حَيّا وطِبتَ مَيِّتا ، غَيرَ أنَّ قُلوبَ المُؤمِنينَ غَيرُ طَيِّبَةٍ لِفِراقِكَ ، ولا شاكَّةٍ فِي الخِيَرَةِ لَكَ ، فَعَلَيكَ سَلامُ اللّهِ ورِضوانُهُ ، وأشهَدُ أنَّكَ مَضَيتَ عَلى ما مَضى عَلَيهِ أخوكَ يَحيَى بنُ زَكَرِيّا .
ثُمَّ جالَ بِبَصرِهِ حَولَ القَبرِ ، وقالَ :
السَّلامُ عَلَيكُم أيَّتُهَا الأَرواحُ الَّتي حَلَّت بِفِناءِ الحُسَينِ وأناخَتِ بِرَحلِهِ ، وأشهَدُ أنَّكُم أقَمتُمُ الصَّلاةَ وآتَيتُمُ الزَّكاةَ ، وأمَرتُم بِالمَعروفِ ونَهَيتُم عَنِ المُنكَرِ، وجاهَدتُمُ المُلحِدينَ ، وعَبَدتُمُ اللّهَ حَتّى أتاكُمُ اليَقينُ ، وَالَّذي بَعَثَ مُحَمَّدا بِالحَقِّ نَبِيّا لَقَد شارَكناكُم فيما دَخَلتُم فيهِ .
قالَ عَطِيَّةُ : فَقُلتُ لَهُ : يا جابِرُ ، كَيفَ ولَم نَهبِط وادِيا ولَم نَعلُ جَبَلاً ولَم نَضرِب بِسَيفٍ ، وَالقَومُ قَد فُرِّقَ بَينَ رُؤوسِهِم وأبدانِهِم ، واُوتِمَت أولادُهُم واُرمِلَت أزواجُهُم؟
فَقالَ : يا عَطِيَّةُ ، سَمِعتُ حَبيبي رَسول اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : مَن أحَبَّ قَوما حُشِرَ مَعَهُم ، ومَن أحَبَّ عَمَلَ قَومٍ اُشرِكَ في عَمَلِهِم ، وَالَّذي بَعَثَ مُحَمَّدا بِالحَقِّ نَبِيّا ، إنَّ نِيَّتي ونِيَّةَ

1.النُّقَبَاءُ : جمع نقيب؛ وهو كالعريف على القوم المقدّم عليهم ، الذي يتعرّف أخبارهم (النهاية : ج ۵ ص ۱۰۱ «نقب») .

2.قال العلّامة المجلسي قدس سره : قوله عليه السلام : «وفطمت بالإسلام» كناية عن سبق الإسلام واستقراره فيه بأن كان عند الفطام مغذّى بالإيمان والإسلام (بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۹۷) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
156

وشيعَةَ رَسولِهِ وشَيعَةَ أميرِ المُؤمِنينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ ، السَّلامُ عَلَيكُم يا طاهِرونَ ، السَّلامُ عَلَيكُم يا مَهدِيّونَ ، السَّلامُ عَلَيكُم يا أبرارُ ، السَّلامُ عَلَيكُم وعَلى مَلائِكَةِ اللّهِ الحافّينَ بِقُبورِكُم ، جَمَعَنِيَ اللّهُ وإيّاكُم في مُستَقَرِّ رَحمَتِهِ تَحتَ عَرشِهِ .
ثُمَّ جاءَ إلى قَبرِ العَبّاسِ بنِ أميرِ المُؤمِنينَ عليهماالسلام ، فَوَقَفَ عَلَيهِ وقالَ :
السَّلامُ عَلَيكَ يا أبَا القاسِمِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا عَبّاسَ بنَ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ أميرِ المُؤمِنينَ ، أشهَدُ لَقَد بالَغتَ فِي النَّصيحَةِ وأدَّيتَ الأَمانَةَ ، وجاهَدتَ عَدُوَّكَ وعَدُوَّ أخيكَ ، فَصَلَواتُ اللّهِ عَلى روحِكَ الطَّيِّبَةِ ، وجَزاكَ اللّهُ مِن أخٍ خَيرا .
ثُمَّ صَلّى رَكعَتَينِ ، ودَعا إلَى اللّهِ ومَضى . ۱

۳۵۲۰.بشارة المصطفى عن عطيّة العوفي :خَرَجتُ مَعَ جابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِيِّ زائِرَينِ قَبرَ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَلَمّا وَرَدنا كَربَلاءَ دَنا جابِرٌ مِن شاطِئِ الفُراتِ فَاغتَسَلَ ، ثُمَّ اتَّزَرَ بِإِزارٍ وَارتَدى بِآخَرَ ، ثُمَّ فَتَحَ صُرَّةً فيها سُعدٌ فَنَثَرَها عَلى بَدَنِهِ ، ثُمَّ لَم يَخطُ خُطوَةً إلّا ذَكَرَ اللّهَ تَعالى ، حَتّى إذا دَنا مِنَ القَبرِ قالَ : ألمِسنيهِ فَأَلمَستُهُ ، فَخَرَّ عَلَى القَبرِ مَغشِيّا عَلَيهِ ، فَرَشَشتُ عَلَيهِ شَيئا مِنَ الماءِ ، فَلَمّا أفاقَ قالَ :
يا حُسَينُ ـ ثَلاثا ـ ثُمَّ قالَ : حَبيبٌ لا يُجيبُ حَبيبَهُ . ثُمَّ قالَ : وأنّى لَكَ بِالجَوابِ وقَد شُحِّطَت أوداجُكَ عَلى أثباجِكَ ۲ ، وفُرِّقَ بَينَ بَدَنِكَ ورَأسِكَ ، فَأَشهَدُ أنَّكَ ابنُ

1.مصباح الزائر : ص ۲۸۶ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۳۲۹ ح ۱ .

2.قال العلّامة المجلسي قدس سره : قوله عليه السلام : «وقد شحطت» بكسر الحاء على بناء المجرّد من الشحط وهو الاضطراب في الدم ، أو على بناء المجهول من باب التفعيل ، يقال : شحّطه تشحيطا ، ضرّجه بالدم فتشحّط تضرّج به واضطرب فيه ، وعلى التقديرين تعديته بعلى لتضمين معنى الصبّ ، والأظهر شخبت بالخاء المعجمة المفتوحة والباء الموحّدة كما في بعض النسخ . والشخب السيلان ، وقد ورد مثله في الحديث كثيرا ، كقوله صلى الله عليه و آله : «إنّ المقتول يجيء يوم القيامة وأوداجه تشخب دما» . والأوداج هي ما أحاط بالعنق من العروق الّتي يقطعها الذابح ، وقيل : الودجان عرقان غليظان عن جانبي ثغرة النحر . والثبج : الوسط وما بين الكاهل إلى الظهر ، والجمع باعتبار الأجزاء (بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۹۷) .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4853
صفحه از 438
پرینت  ارسال به