135
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

قالَ سَيفُ بنُ عَميرَةَ : فَسَأَلتُ صَفوانَ ، فَقُلتُ لَهُ : إنَّ عَلقَمَةَ بنَ مُحَمَّدٍ الحَضرَمِيَّ لَم يَأتِنا بِهذا عَن أبي جَعفَرٍ عليه السلام ، إنَّما أتانا بِدُعاءِ الزَّيارَةِ .
فَقالَ صَفوانُ : وَرَدتُ مَعَ سَيِّدي أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام إلى هذَا المَكانِ ، فَفَعَلَ مِثلَ الَّذي فَعَلناهُ في زِيارَتِنا ، ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ عِندَ الوَداعِ بَعدَ أن صَلّى كَما صَلَّينا ، ووَدَّعَ كَما وَدَّعنا .
ثُمَّ قالَ لي صَفوانُ : قالَ لي أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : تَعاهَد هذِهِ الزِّيارَةَ وَادعُ بِهذَا الدُّعاءِ وزُر بِهِ ؛ فَإِنّي ضامِنٌ عَلَى اللّهِ تَعالى لِكُلِّ مَن زارَ بِهذِهِ الزِّيارَةِ ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ مِن قُربٍ أو بُعدٍ ، أنَّ زِيارَتَهُ مَقبولَةٌ وسَعيَهُ مَشكورٌ وسَلامَهُ واصِلٌ غَيرُ مَحجوبٍ ، وحاجَتَهُ مَقضِيَّةٌ مِنَ اللّهِ بالِغا ما بَلَغَت ولا يُخَيِّبُهُ .
يا صَفوانُ ، وَجَدتُ هذِهِ الزِّيارَةَ مَضمونَةً بِهذَا الضَّمانِ عَن أبي ، وأبي عَن أبيهِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهم السلام مَضمونا بِهذَا الضَّمانِ عَنِ الحُسَينِ ، وَالحُسَينُ عَن أخيهِ الحَسَنِ مَضمونا بِهذَا الضَّمانِ ، وَالحَسَنُ عَن أبيهِ أميرِ المُؤمِنينَ مَضمونا بِهذَا الضَّمانِ ، وأميرُ المُؤمِنينَ عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَضمونا بِهذَا الضَّمانِ ، ورَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَن جَبرَئيلَ عليه السلام مَضمونا بِهذَا الضَّمانِ ، وجَبرئيلُ عَنِ اللّهِ عز و جل مَضمونا بِهذَا الضَّمانِ .
قَد آلَى اللّهُ عَلى نَفسِهِ عز و جل أنَّ مَن زارَ الحُسَينَ عليه السلام بِهذِهِ الزِّيارَةِ مِن قُربٍ أو بُعدٍ ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ ، قَبِلتُ مِنهُ زِيارَتَهُ وشَفَّعتُهُ في مَسأَلَتِهِ بالِغا ما بَلَغَ وأعطَيتُهُ سُؤلَهُ ، ثُمَّ لا يَنقَلِبُ عَنّي خائِبا ، وأقلِبُهُ مَسرورا قَريرا عَينُهُ بِقَضاءِ حاجَتِهِ ، وَالفَوزِ بِالجَنَّةِ وَالعِتقِ مِنَ النّارِ ، وشَفَّعتُهُ في كُلِّ مَن شَفَعَ خَلا ناصِبٍ لَنا أهلَ البَيتِ ، آلَى اللّهُ تَعالى بِذلِكَ عَلى نَفسِهِ وأشهَدَنا بِما شَهِدَت بِهِ مَلائِكَةُ مَلَكوتِهِ عَلى ذلِكَ .
ثُمَّ قالَ جَبرَئيلُ : يا رَسولَ اللّهِ ، [إنَّ اللّهَ] ۱ أرسَلَني إلَيكَ سُرورا وبُشرى لَكَ ،

1.ما بين المعقوفين سقط من المصدر، وأثبتناه من بحارالأنوار .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
134

هذِهِ ، فَاشفَعا لي ؛ فَإِنَّ لَكُما عِندَ اللّهِ المَقامَ المَحمودَ وَالجاهَ الوَجيهَ وَالمَنزِلَ الرَّفيعَ وَالوَسيلَةَ ، إنّي أنقَلِبُ مِنكُما مُنتَظِرا لِتَنَجُّزِ الحاجَةِ وقَضائِها ونَجاحِها مِنَ اللّهِ بِشَفاعَتِكُما لي إلَى اللّهِ في ذلِكَ ، فَلا أخيبُ ولا يَكونُ مُنقَلَبي مُنقَلَبا خائِبا خاسِرا ، بَل يَكونُ مُنقَلَبي مُنقَلَبا راجِحا مُفلِحا مُنجِحا مُستَجابا بِقَضاءِ جَميعِ الحَوائِجِ ، وتَشَفَّعا لي إلَى اللّهِ .
أنقَلِبُ عَلى ما شاءَ اللّهُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، مُفَوِّضا أمري إلَى اللّهِ ، مُلجِئا ظَهري إلَى اللّهِ ، ومُتَوَكِّلاً عَلَى اللّهِ ، وأقولُ حَسبِيَ اللّهُ وكَفى ، سَمِعَ اللّهُ لِمَن دَعا ، لَيسَ لي وَراءَ اللّهِ ووَراءَكُم يا سادَتي مُنتَهىً ، ما شاءَ رَبّي كانَ وما لَم يَشَأ لَم يَكُن ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلا بِاللّهِ ، أستَودِعُكُمَا اللّهَ ولا جَعَلَهُ اللّهُ آخِرَ العَهدِ مِنّي إلَيكُما .
اِنصَرَفتُ يا سَيِّدي يا أميرَ المُؤمِنينَ ومَولايَ ، وأنتَ يا أبا عَبدِ اللّهِ يا سَيِّدي ، وسَلامي عَلَيكُما مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ اللَّيلُ وَالنَّهارُ ، واصِلٌ ذلِكَ إلَيكُما غَيرُ مَحجوبٍ عَنكُما سَلامي إن شاءَ اللّهُ ، وأسأَلُهُ بِحَقِّكُما أن يَشاءَ ذلِكَ ويَفعَلَ فَإِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ .
اِنقَلَبتُ يا سَيِّدي عَنكُما تائِبا حامِدا للّهِِ ، شاكِرا راجِيا لِلإِجابَةِ ، غَيرَ آيِسٍ ولا قانِطٍ ، آئِبا عائِدا راجِعا إلى زِيارَتِكُما ، غَيرَ راغِبٍ عَنكُما ولا عَن زِيارَتِكُما ، بَل راجِعٌ عائِدٌ إن شاءَ اللّهُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ .
يا سادَتي ! رَغِبتُ إلَيكُما وإلى زِيارَتِكُما بَعدَ أن زَهِدَ فيكُما وفي زِيارَتِكُما أهلُ الدُّنيا ، فَلا خَيَّبَنِيَ اللّهُ ما رَجَوتُ وما أمَّلتُ في زِيارَتِكُما إنَّهُ قَريبٌ مُجيبٌ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5074
صفحه از 438
پرینت  ارسال به