133
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

مُفَرِّجَ سِواكَ ، ومُغيثٌ لا مُغيثَ سِواكَ ، وجارٌ لا جارَ سِواكَ ، خابَ مَن كانَ جارُهُ سِواكَ ، ومُغيثُهُ سِواكَ ، ومَفزَعُهُ إلى سِواكَ ، ومَهرَبُهُ إلى سِواكَ ومَلجَؤُهُ إلى غَيرِكَ ، ومَنجاهُ مِن مَخلوقٍ غَيرِكَ ، فَأَنتَ ثِقَتي ورَجائي ومَفزَعي ومَهرَبي ومَلجَئي ومَنجايَ ، فَبِكَ أستَفتِحُ وبِكَ أستَنجِحُ ، وبِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أتَوَجَّهُ إلَيكَ وأتَوَسَّلُ وأتَشَفَّعُ .
فَأَسأَلُكَ يا اللّهُ يا اللّهُ يا اللّهُ ، فَلَكَ الحَمدُ ولَكَ الشُّكرُ ، وإلَيكَ المُشتَكى وأنتَ المُستَعانُ ، فَأَسأَلُكَ يا اللّهُ يا اللّهُ يا اللّهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَكشِفَ عَنّي غَمّي وهَمّي وكَربي في مَقامي هذا ، كَما كَشَفتَ عَن نَبِيِّكَ هَمَّهُ وغَمَّهُ وكَربَهُ وكَفَيتَهُ هَولَ ۱ عَدُوِّهِ ، فَاكشِف عَنّي كَما كَشَفتَ عَنهُ ، وفَرِّج عَنّي كَما فَرَّجتَ عَنهُ ، وَاكفِني كَما كَفَيتَهُ ، وَاصرِف عَنّي هَولَ ما أخافُ هَولَهُ ، ومَؤونَةَ ما أخافُ مَؤونَتَهُ ، وهَمَّ ما أخافُ هَمَّهُ ، بِلا مَؤونَةٍ عَلى نَفسي مِن ذلِكَ ، وَاصرِفني بِقَضاءِ حَوائِجي وكِفايَةِ ما أهَمَّني هَمُّهُ مِن أمرِ آخِرَتي ودُنيايَ .
يا أميرَ المُؤمِنينَ ويا أبا عَبدِ اللّهِ ، عَلَيكُما مِنّي سَلامُ اللّهِ أبَدا ما بَقِيَ اللَّيلُ وَالنَّهارُ ، ولا جَعَلَهُ اللّهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيارَتِكُما ، ولا فَرَّقَ بَيني وبَينَكُما .
اللّهُمَّ أحيِني حَياةَ مُحَمَّدٍ وذُرِّيَّتِهِ ، وأمِتني مَماتَهُم ، وتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهِم ، وَاحشُرني في زُمرَتِهِم ، ولا تُفَرِّق بَيني وبَينَهُم طَرفَةَ عَينٍ أبَدا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ .
يا أميرَ المُؤمِنينَ ويا أبا عَبدِ اللّهِ ، أتَيتُكُما زائِرا ومُتَوَسِّلاً إلَى اللّهِ رَبّي ورَبِّكُما ، ومُتَوَجِّها إلَيهِ بِكُما ، ومُستَشفِعا بِكُما إلَى اللّهِ تَعالى في حاجَتي

1.الهَوْل : وهو الخوف والأمر الشديد (النهاية : ج ۵ ص ۲۸۳ «هول») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
132

أتَشَفَّعُ إلَيكَ ، وبِحَقِّهِم أسأَلُكَ واُقسِمُ وأعزِمُ عَلَيكَ ، وبِالشَّأنِ الَّذي لَهُم عِندَكَ وبِالقَدرِ الَّذي لَهُم عِندَكَ ، وبِالَّذي فَضَّلتَهُم عَلَى العالَمينَ ، وبِاسمِكَ الَّذي جَعَلتَهُ عِندَهُم وبِهِ خَصَصتَهُم دونَ العالَمينَ ، وبِهِ أبَنتَهُم وأبَنتَ فَضلَهُم مِن فَضلِ العالَمينَ ، حَتّى فاقَ فَضلُهُم فَضلَ العالَمينَ جَميعا ، أسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدِ ، وأن تَكشِفَ عَنّي غَمّي وهَمّي وكَربي ، وتَكفِيَنِي المُهِمَّ مِن اُموري ، وتَقضِيَ عَنّي دَيني ، وتُجيرَني مِنَ الفَقرِ وتُجيرَني مِنَ الفاقَةِ ، وتُغنِيَني عَنِ المَسأَلَةِ إلَى المَخلوقينَ ، وتَكفِيَني هَمَّ مَن أخافُ هَمَّهُ ، وجَورَ مَن أخافُ جَورَهُ ، وعُسرَ مَن أخافُ عُسرَهُ ، وحُزونَةَ ۱ مَن أخافُ حُزونَتَهُ ، وشَرَّ مَن أخافُ شَرَّهُ ، ومَكرَ مَن أخافُ مَكرَهُ ، وبَغيَ مَن أخافُ بَغيَهُ ، وسُلطانَ مَن أخافُ سُلطانَهُ ، وكَيدَ مَن أخافُ كَيدَهُ ، ومَقدُرَةَ مَن أخافُ مَقدُرَتَهُ عَلَيَّ، وتَرُدَّ عَنّي كَيدَ الكَيَدَةِ ومَكَرَ المَكَرَةِ .
اللّهُمَّ ، مَن أرادَني فَأَرِدهُ ، ومَن كادَني فَكِدهُ ، وَاصرِف عَنّي كَيدَهُ ومَكرَهُ وبَأسَهُ وأمانِيَّهُ ، وَامنَعهُ عَنّي كَيفَ شِئتَ وأنّى شِئتَ . اللّهُمَّ اشغَلهُ عَنّي بِفَقرٍ لا تَجبُرُهُ ، وبِبَلاءٍ لا تَستُرُهُ ، وبِفاقَةٍ لا تَسُدُّها ، وبِسُقمٍ لا تُعافيهِ ، وذُلٍّ لا تُعِزُّهُ ، وبِمَسكَنَةٍ لا تَجبُرُها . اللّهُمَّ اضرِب بِالذُّلِّ نُصبَ عَينَيهِ ، وأدخِل عَلَيهِ الفَقرَ في مَنزِلِهِ ، وَالعِلَّةَ وَالسُّقمَ في بَدَنِهِ ، حَتّى تَشغَلَهُ عَنّي بِشُغُلٍ شاغِلٍ لا فَراغَ لَهُ ، وأنسِهِ ذِكري كَما أنسَيتَهُ ذِكرَكَ ، وخُذ عَنّي بِسَمعِهِ وبَصَرِهِ ولِسانِهِ ويَدِهِ ورِجلِهِ وقَلبِهِ وجَميعِ جَوارِحِهِ ، وأدخِل عَلَيهِ في جَميعِ ذلِكَ السُّقمَ ولا تَشفِهِ ، حَتّى تَجعَلَ ذلِكَ لَهُ شُغُلاً شاغِلاً بِهِ عَنّي وعَن ذِكري .
وَاكفِني يا كافِيَ ما لا يَكفي سِواكَ ؛ فَإِنَّكَ الكافي لا كافِيَ سِواكَ ، ومُفَرِّجٌ لا

1.الحُزُونَة : الخُشونة (النهاية : ج ۱ ص ۳۸۰ «حزن») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5082
صفحه از 438
پرینت  ارسال به