131
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

فَسِرنا مِنَ الحيرَةِ إلَى المَدينَةِ ، فَلَمّا فَرَغنا مِنَ الزِّيارَةِ صَرَفَ صَفوانُ وَجهَهُ إلى ناحِيَةِ أبي عَبدِ اللّهِ الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ لَنا :
تَزورونَ الحُسَينَ عليه السلام مِن هذَا المَكانِ مِن عِندِ رَأسِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام مِن هاهُنا . أومَأَ إلَيهِ أبو عَبدِ اللّهِ الصّادِقُ عليه السلام وأنَا مَعَهُ .
قالَ : فَدَعا صَفوانُ بِالزِّيارَةِ الَّتي رَواها عَلقَمَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَضرَمِيُّ عَن أبي جَعفَرٍ عليه السلام في يَومِ عاشوراءَ . ثُمَّ صَلّى رَكعَتَينِ عِندَ رَأسِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، ووَدَّعَ في دُبُرِها أميرَ المُؤمِنينَ ، وأومَأَ إلَى الحُسَينِ بِالسَّلامِ مُنصَرِفا وَجهَهُ نَحوَهُ ووَدَّعَ .
وكانَ فيما دَعا في دُبُرِها :
يا اللّهُ يا اللّهُ يا اللّهُ ، يا مُجيبَ دَعوَةِ المُضطَرّينَ ، يا كاشِفَ كُرَبِ المَكروبينَ ، يا غِياثَ المُستَغيثينَ ، ويا صَريخَ المُستَصرِخينَ ، ويا مَن هُوَ أقرَبُ إلَيَّ مِن حَبلِ الوَريدِ ، يا مَن يَحولُ بَينَ المَرءِ وقَلبِهِ ، ويا مَن هُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلى وبِالاُفُقِ المُبينِ ، ويا مَن هُوَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ عَلَى العَرشِ استَوى ، ويا مَن يَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وما تُخفِي الصُّدورُ ، ويا مَن لا يَخفى عَلَيهِ خافِيَةٌ ، يا مَن لا تَشتَبِهُ عَلَيهِ الأَصواتُ ، ويا مَن لا تُغَلِّطُهُ الحاجاتُ ، ويا مَن لا يُبرِمُهُ ۱ إلحاحُ المُلِحّينَ . يا مُدرِكَ كُلِّ فَوتٍ ، ويا جامِعَ كُلِّ شَملٍ ، ويا بارِئَ النُّفوسِ بَعدَ المَوتِ ، يا مَن هُوَ كُلَّ يَومٍ في شَأنٍ ، يا قاضِيَ الحاجاتِ ، يا مُنَفِّسَ الكُرُباتِ ، يا مُعطِيَ السُّؤلاتِ ، يا وَلِيَّ الرَّغَباتِ ، يا كافِيَ المُهِمّاتِ ، يا مَن يَكفي مِن كُلِّ شَيءٍ ولا يَكفي مِنهُ شَيءٌ فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ ، أسأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ وعَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ ، وبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنتِ نَبِيِّكَ ، وبِحَقِّ الحَسَنِ وَالحُسَينِ ؛ فَإِنّي بِهِم أتَوَجَّهُ إلَيكَ في مَقامي هذا ، وبِهِم أتَوَسَّلُ وبِهِم

1.يَبْرَم بَرَما : إذا سئمه وملّه (النهاية : ج ۱ ص ۱۲۱ «برم») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
130

لِزِيارَتِكَ ، السَّلامُ عَلَى الحُسَينِ ، وعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ ۱ ، وعَلى أصحابِ الحُسَينِ ۲ .
يَقولُ ذلِكَ مِئَةَ مَرَّةٍ . ثُمَّ يَقولُ :
اللّهُمَّ خُصَّ أنتَ أوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعنِ مِنّي ، وَابدَأ بِهِ أوَّلاً ، ثُمَّ الثّانِيَ ، ثُمَّ الثّالِثَ وَالرّابِعَ ۳ ، اللّهُمَّ العَن يَزيدَ خامِسا ، وَالعَن عُبَيدَ اللّهِ بنَ زِيادٍ وَابنَ مَرجانَةَ وعُمَرَ بنَ سَعدٍ وشِمرا وآلَ أبي سُفيانَ وآلَ زِيادٍ وآلَ مَروانَ إلى يَومِ القِيامَةِ . ۴
ثُمَّ تَسجُدُ وتَقولُ :
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدَ الشّاكِرينَ عَلى مُصابِهِم ، الحَمدُ للّهِِ عَلى عَظيمِ رَزِيَّتي ، اللّهُمَّ ارزُقني شَفاعَةَ الحُسَينِ يَومَ الوُرودِ ، وثَبِّت لي قَدَمَ صِدقٍ عِندَكَ مَعَ الحُسَينِ ، وأصحابِ الحُسَينِ الَّذينَ بَذَلوا مُهَجَهُم دونَ الحُسَينِ عَلَيهِ السَّلامُ .
قالَ عَلقَمَةُ : قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : إنِ استَطَعتَ أن تَزورَهُ في كُلِّ يَومٍ بِهذِهِ الزِّيارَةِ مِن دارِكَ فَافعَل ، ولَكَ ثَوابُ جَميعِ ذلِكَ .
ورَوى مُحَمَّدُ بنُ خالِدٍ الطَّيالِسِيُّ عَن سَيفِ بنِ عَميرَةَ ، قالَ : خَرَجتُ مَعَ صَفوانَ بنِ مِهرانَ الجَمّالِ وعِندَنا جَماعَةٌ مِن أصحابِنا إلَى الغَرِيِّ بَعدَما خَرَجَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام ،

1.زاد في المصباح للكفعمي والبلد الأمين هنا : «وعلى أولاد الحسين» .

2.زاد في مصباح الزائر هنا : «الذين بذلوا مهجهم دون الحسين» .

3.ورد في أقدم مخطوطة لكتاب مصباح المتهجّد والتي تعود لعام ۵۰۲ بدل هذه العبارة كالتالي : «وابدأ بِهِ جَميعَ الظّالِمينَ لَهُم ، اللَّهُمَّ العَن يَزيدَ وَعُبَيدَاللّه ِ بنَ زيادٍ...» ، علما أنّ بقيّة المقطع غير مقروء .

4.وفي كامل الزيارات ـ كما سبق في الرواية السابقة ـ : «اللّهُمَّ خُصَّ أنتَ أوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ آلَ نَبِيِّكَ بِاللَّعنِ ، ثُمَّ العَن أعداءَ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، اللّهُمَّ العَن يَزيدَ وأباهُ ، وَالعَن عُبَيدَ اللّه ِ بنَ زِيادٍ ، وآلَ مَروانَ ، وبَني اُمَيَّةَ قاطِبَةً إلى يَومِ القِيامَةِ» بدل « اللّهمّ خُصَّ ـ إلى ـ يَومِ القِيامَةِ» .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5117
صفحه از 438
پرینت  ارسال به