101
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن

في سَبيلِ اللّهِ ، المُبالِغونَ في جِهادِ أعدائِهِ ونُصرَةِ أولِيائِهِ ، فَجَزاكَ اللّهُ أفضَلَ الجَزاءِ وأكثَرَ الجَزاءِ ، وأوفَرَ جَزاءِ أحَدٍ مِمَّن وَفى بِبَيعَتِهِ ، وَاستَجابَ لَهُ دَعوَتَهُ ، وأطاعَ وُلاةَ أمرِهِ ، أشهَدُ أنَّكَ قَد بالَغتَ فِي النَّصيحَةِ ، وأعطَيتَ غايَةَ المَجهودِ ، حَتّى بَعَثَكَ اللّهُ فِي الشُّهَداءِ ، وجَعَلَ روحَكَ مَعَ أرواحِ السُّعَداءِ ، وأعطاكَ مِن جِنانِهِ أفسَحَها مَنزِلاً ، وأفضَلَها غُرَفا ، ورَفَعَ ذِكرَكَ فِي العِلِّيّينَ ، وحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ ، وحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقا .
أشهَدُ أنَّكَ لَم تَهِن ولَم تَنكُل ، وأنَّكَ قَد مَضَيتَ عَلى بَصيرَةٍ مِن أمرِكَ ، مُقتَدِيا بِالصّالِحينَ ، ومُتَّبِعا لِلنَّبِيّينَ ، فَجَمَعَ اللّهُ بَينَنا وبَينَكَ ، وبَينَ رَسولِهِ وأولِيائِهِ ، في مَنازِلِ المُخبِتينَ ؛ فَإِنَّهُ أرحَمُ الرّاحِمينَ .
ثُمَّ صَلِّ عِندَهُ رَكعَتَينِ وأهدِها لَهُ ، ثُمَّ قُل :
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ولا تَدَع لي ذَنبا إلّا غَفَرتَهُ ، ولا هَمّا إلّا فَرَّجتَهُ ، ولا مَرَضا إلّا شَفَيتَهُ ، ولا عَيبا إلّا سَتَرتَهُ ، ولا شَملاً إلّا جَمَعتَهُ ، ولا غائِبا إلّا حَفِظتَهُ وأدنَيتَهُ ، ولا عُريانا إلّا كَسَوتَهُ ، ولا رِزقا إلّا بَسَطتَهُ ، ولا خَوفا إلّا آمَنتَهُ ، ولا حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ لَكَ فيها رِضىً ولي فيها صَلاحٌ إلّا قَضَيتَها يا أرحَمَ الرّاحِمينَ !
فَإِذا أرَدتَ وَداعَهُ ، فَقِف عِندَهُ ، وقُل :
أستَودِعُكَ اللّهَ وأستَرعيكَ ، وأقرَأُ عَلَيكَ السَّلامَ ، آمَنّا بِاللّهِ وبِالرَّسولِ ، وبِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ ، اللّهُمَّ فَاكتُبنا مَعَ الشّاهِدينَ ، اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيارَتي لِهذَا العَبدِ الصّالِحِ ، وَارزُقني زِيارَتَهُ ما أبقَيتَني ، وَاحشُرني مَعَهُ ، وعَرِّف بَيني وبَينَهُ ، وبَينَ رَسولِكَ وأولِيائِكَ فِي الجِنانِ . اللّهُمَّ صَلّ عَلى


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
100

سَبيلِهِ ، حَتّى لَقيتَ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ وهُوَ عَنكَ راضٍ ، وأشهَدُ أنَّكَ وَفَيتَ بِعَهدِ اللّهِ ، وبَذَلتَ نَفسَكَ في نُصرَةِ حُجَّةِ اللّهِ وَابنِ حُجَّتِهِ ، حَتّى أتاكَ اليَقينُ ، أشهَدُ لَكَ بِالتَّسليمِ وَالوَفاءِ وَالنَّصيحَةِ ، لِخَلَفِ النَّبِيِّ المُرسَلِ ، وَالسِّبطِ المُنتَجَبِ ، وَالدَّليلِ العالِمِ ، وَالوَصِيِّ المُبَلِّغِ ، وَالمَظلومِ المُهتَضَمِ ، فَجَزاكَ اللّهُ عَن رَسولِهِ وعَن أميرِ المُؤمِنينَ ، وعَنِ الحَسَنِ وَالحُسَينِ ، أفضَلَ الجَزاءِ ، بِما صَبَرتَ وَاحتَسَبتَ وأعَنتَ ، فَنِعمَ عُقبَى الدّارِ .
لَعَنَ اللّهُ مَن قَتَلَكَ ، ولَعَنَ اللّهُ مَن أمَرَ بِقَتلِكَ ، ولَعَنَ اللّهُ مَن ظَلَمَكَ ، ولَعَنَ اللّهُ مَنِ افتَرى عَلَيكَ ، ولَعَنَ اللّهُ مَن جَهِلَ حَقَّكَ ، وَاستَخَفَّ بِحُرمَتِكَ ، ولَعَنَ اللّهُ مَن بايَعَكَ وغَشَّكَ ، وخَذَلَكَ وأسلَمَكَ ، ومَن ألَّبَ ۱ عَلَيكَ ولَم يُعِنكَ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ النّارَ مَثواهُم وبِئسَ الوِردُ المَورودُ ، أشهَدُ أنَّكَ قُتِلتَ مَظلوما ، وأنَّ اللّهَ مُنجِزٌ لَكُم ما وَعَدَكُم ، جِئتُكَ زائِرا عارِفا بِحَقِّكُم ، مُسَلِّما لَكُم ، تابِعا لِسُنَّتِكُم ، ونُصرَتي لَكُم مُعَدَّةٌ ، حَتّى يَحكُمَ اللّهُ وهُوَ خَيرُ الحاكِمينَ ، فَمَعَكُم مَعَكُم لا مَعَ عَدُوِّكُم ، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيكُم ، وعَلى أرواحِكُم وأجسادِكُم ، وشاهِدِكُم وغائِبِكُم، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، قَتَلَ اللّهُ اُمَّةً قَتَلَتكُم بِالأَيدي وَالأَلسُنِ .
ثُمَّ أشِر إلَى الضَّريحِ ، وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا العَبدُ الصّالِحُ ، المُطيعُ للّهِِ ولِرَسولِهِ ، ولِأَميرِ المُؤمِنينَ ، وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ عَلَيهِمُ السَّلامُ ، الحَمدُ للّهِِ ، وسَلامُهُ عَلى عِبادِهِ الَّذينَ اصطَفى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ومَغفِرَتُهُ ، عَلى روحِكَ وبَدَنِكَ . أشهَدُ أنَّكَ مَضَيتَ عَلى ما مَضى عَلَيهِ البَدرِيّونَ المُجاهِدونَ

1.التأليب : التحريض (الصحاح : ج ۱ ص ۸۸ «ألب») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5020
صفحه از 438
پرینت  ارسال به