393
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع

وَالآصارِ ، يا عالِمَ الخَفايا وَالأَسرارِ .
إلهي إنِّي امتَطَيتُ إلَيكَ المَهانَةَ ، وَادَّرَعتُ المَثابَةَ ، لَأيا بَعدَ لَأيٍ ۱ ، في غُدُوّي ومَسائي ، إلى أئِمَّتي وأولِيائي ، فَابعَثني في اُسرَتِهِم وَاحشُرني في زُمرَتِهِم ، يَومَ اُدعى مِنَ الحافِرَةِ لِحُضورِ السّاهِرَةِ ۲ ، ومَوقِفِ الحِسابِ وَالآخِرَةِ .
ثُمَّ عَفَّرَ خَدَّيهِ يَتَضَرَّعُ ويَبكي وقالَ :
يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، يا ذَا الحَولِ وَالطَّولِ ، نَجِّني مِن خَطَلِ العَمَلِ وَالقَولِ ، وآمِنّي يَومَ الفَزَعِ وَالهَولِ .
ثُمَّ جَلَسَ وهُوَ يُهَينِمُ ۳ بِما لَم أفهَمهُ ، ثُمَّ قامَ فَوَقَفَ عِندَ رَأسِ الحُسَينِ عليه السلام وقالَ :
السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى مَنِ اتَّبَعَكَ ، وشَهِدَ المَعرَكَةَ مَعَكَ ، وَالوارِدينَ مَصرَعَكَ ، يا لَيتَني كُنتُ مَعَكُم فَأَفوزَ فَوزا عَظيما ، أتَيتُكَ زائِرا يا وَلِيَّ اللّهِ وَابنَ وَلِيِّهِ ووَصِيِّ نَبِيِّهِ ، وَانصَرَفتُ مُوَدِّعا غَيرَ سَئِمٍ ولا قالٍ ، فَاجعَلني مِنكَ بِبالٍ .
ثُمَّ انصَرَفَ إلى راحِلَتِهِ فَرَكِبَها ومَضى ، ولَم اُكَلِّمهُ ولا كَلَّمَني . ۴

الزِّيارَةُ الثّانِيَةَ عَشرَةَ

۳۴۷۳.مصباح المتهجّد عن أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد العابد :سَأَلتُ مَولايَ أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام في مَنزِلِهِ بِسُرَّ مَن رَأى ۵ ، سَنَةَ خَمسٍ وخَمسينَ ومِئَتَينِ ، أن يُملِيَ عَلَيَّ

1.بعد لأي : بعد شدّة وإبطاء (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۷۸ «لأي») .

2.الساهرة ، قيل : وجه الأرض ، وقيل : هي أرض القيامة (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۴۳۰ «سهر») .

3.الهَيْنَمَةُ : هي الكلام الخفيّ لا يُفهم (النهاية : ج ۵ ص ۲۹۰ «هينم») .

4.مصباح الزائر : ص ۲۵۰ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۲۲۷ ح ۳۵ .

5.سامَرّاء : بلد على دجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخا يقال لها : سُرَّ من رأى ، فخفّفها الناس وقالوا : سامَرّاء ( معجم البلدان : ج ۳ ص ۱۷۲) وراجع: الخريطة رقم ۵ في آخر المجلّد ۵ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
392

مُراعٍ حَقَّ مَا استَرعاكَ اللّهُ خَلقَهُ وَاستَرعاكَ حَقَّهُ ، فَأَنتَ حُجَّتُهُ الكُبرى ، وكَلِمَتُهُ العُظمى ، وطَريقَتُهُ المُثلى ، وحُجَّتُهُ عَلى أهلِ الدُّنيا ، وخَليفَتُهُ فِي الأَرضِ وَالسَّماواتِ العُلى ، أتَيتُكَ زائِرا ، لِالاءِ ۱ اللّهِ ذاكِرا ، أصبَحَ ذَنبي عَظيما ، وأصبَحتَ بِهِ عَليما ، فَكُن لي بِحَطِّهِ ۲ زَعيما ، صَلَّى اللّهُ عَلَيكَ وسَلَّمَ تَسليما .
ثُمَّ حَطَّ خَدَّهُ عَلَى الضَّريحِ وقالَ :
أتَيتُكَ لِلذُّنوبِ مُقتَرِفا وبِهِنَّ مُعتَرِفا ، فَكُن لي إلَى اللّهِ شافِعا ؛ فَها أنَا ذا قَد جِئتُ عَنهُنَّ نازِعا ، إلَى اللّهِ أتَنَصَّلُ ، وبِكُم يا آلَ مُحَمَّدٍ أتَوَسَّلُ الآخِرَ مِنكُم وَالأَوَّلَ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيكُم وسَلَّمَ ، وكَرَّمَ وأجزَلَ ، ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ .
ثُمَّ وَقَفَ وَالضَّريحُ قِبلَتُهُ ، فَصَلّى وأكثَرَ ما لَم اُحصِهِ ، ثُمَّ دَعا وَاستَغفَرَ وسَجَدَ وعَفَّرَ ۳ ، فَدَنَوتُ مِنهُ فَسَمِعتُهُ يَقولُ في سُجودِهِ :
إلهي ، إيّاكَ قَصَدتُ ، وإلى وَلِيِّكَ وَابنِ وَلِيِّكَ وَفَدتُ ، نازِلاً بِعَقوَتِكَ ۴ ، عائِذا بِعَفوِكَ مِن عُقوبَتِكَ ، فَارحَم غُربَتي ، وأقِل عَثرَتي ، وَاقبَل تَوبَتي ، وأحسِن أوبَتي ، مَشكورَ البَصيرَةِ ، مَغفورَ العَلانِيَةِ وَالسَّريرَةِ ، مِن كُلِّ كَبيرَةٍ وصَغيرَةٍ .
اللّهُمَّ ارحَم ضَراعَتي إلَيكَ ، وتَقَبَّل شَفاعَتي بِهِ إلَيكَ ، وَاقضِ حاجَتي بِوَسيلَتي بِهِ لَدَيكَ ، وَاجعَلها نَجاتي مِنَ النّارِ ، وسوءِ هذِهِ الدّارِ ، وحَطيطَةً لِذُنوبي

1.آلاءُ اللّه : أي نِعَمُهُ (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۸۴ « ألي » ) .

2.من ابتلاه اللّه ببلاء في جسده فهو له حِطّة ، أي تحطّ عنه خطاياه وذنوبه ؛ مِن حطّ الشيء : إذا أنزله وألقاهُ (النهاية : ج ۱ ص ۴۰۲ «حطط») .

3.عَفَّرَهُ في التراب : مَرَّغَهُ فيه (لسان العرب : ج۴ ص۵۸۳ «عفر») .

4.العَقْوَةُ : ما حول الدار والمحلّة (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۶۴ «عقو») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5751
صفحه از 410
پرینت  ارسال به