381
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع

الأَبرارِ، لَجَعَلتُهُم شُفَعائي، فَبِحَقِّهِمُ الَّذي أوجَبتَ لَهُم عَلَيكَ، أسأَلُكَ أن تُدخِلَني في جُملَةِ العارِفينَ بِهِم وبِحَقِّهِم، وفي زُمرَةِ المَرحومينَ بِشَفاعَتِهِم ۱ ، إنَّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ حَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَكيلُ.
إذا أرَدتَ الاِنصِرافَ فَقُل:
السَّلامُ عَلَيكُم يا أهلَ بَيتِ النُّبُوَّةِ ، سَلامَ مُوَدِّعٍ ، لا سَئِمٍ ولا قالٍ ۲ ، ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، سَلامَ وَلِيٍّ غَيرِ راغِبٍ عَنكُم، ولا مُستَبدِلٍ بِكُم ، ولا مُؤثِرٍ عَلَيكُم، ولا مُنحَرِفٍ عَنكُم، ولا زاهِدٍ في قُربِكُم، لا جَعَلَهُ اللّهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيارَةِ قُبورِكُم، وإتيانِ مَشاهِدِكُم ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم .
وحَشَرَنِيَ اللّهُ في زُمرَتِكُم، وأورَدَني حَوضَكُم، وجَعَلَني مِن حِزبِكُم وأرضاكُم عَنّي، ومَكَّنَني مِن دَولَتِكُم، وأحياني في رَجعَتِكُم، ومَلَّكَني في أيّامِكُم ، وشَكَرَ سَعيي بِكُم، وغَفَرَ ذَنبي بِشَفاعَتِكُم، وأقالَ عَثرَتي بِحُبِّكُم ، وأعلى كَعبي ۳ بِمُوالاتِكُم، وشَرَّفَني بِطاعَتِكُم، وأعَزَّني بِهُداكُم، وجَعَلَني مِمَّنِ انقَلَبَ مُفلِحا مُنجِحا، غانِما سالِما، مُعافىً غَنِيّا ، فائِزا بِرِضوانِ اللّهِ وفَضلِهِ وكِفايَتِهِ، بِأَفضَلِ ما يَنقَلِبُ بِهِ أحَدٌ مِن زُوّارِكُم ومَواليكُم ومُحِبّيكُم وشيعَتِكُم، ورَزَقَنِيَ اللّهُ العَودَ ثُمَّ العَودَ أبَدا ما أبقاني رَبّي، بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ، وإيمانٍ وتَقوى وإخباتٍ، ورِزقٍ واسِعٍ حَلالٍ طَيِّبٍ .
اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيارَتِهِم وذِكرِهِم، وَالصَّلاةِ عَلَيهِم، وأوجِب

1.في المصدر : «في زمرة المرجوّين لشفاعتهم» ، وما أثبتناه من بحار الأنوار والمصادر الاُخرى .

2.القِلى : البُغض ؛ (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۶۷ «قلا») .

3.قال الجزري : وفي حديث قيلة « واللّه ، لا يزال كَعبُكِ عاليا » ؛ هو دعاء لها بالشرَفِ والعُلُوّ . وكلّ شيء علا وارتفع فهو كَعْب (النهاية : ج ۴ ص ۱۷۹ « كعب » ) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
380

أنفُسَكُم، وأعظَمَ شَأنَكُم، وأجَلَّ خَطَرَكُم، وأوفى عَهدَكُم وأصدَقَ وَعدَكُم .
كَلامُكُم نورٌ، وأمرُكُم رُشدٌ، ووَصِيَّتُكُمُ التَّقوى، وفِعلُكُمُ الخَيرُ، وعَادَتُكُمُ الإِحسانُ، وسَجِيَّتُكُمُ الكَرَمُ، وشَأنُكُمُ الحَقُّ وَالصِّدقُ وَالرِّفقُ، وقَولُكُم حُكمٌ وحَتمٌ، ورَأيُكُم عِلمٌ وحِلمٌ وحَزمٌ، إن ذُكِرَ الخَيرُ كُنتُم أوَّلَهُ ، وأصلَهُ وفَرعَهُ ومَعدِنَهُ ، ومَأواهُ ومُنتَهاهُ.
بِأَبي أنتُم واُمّي ونَفسى وأهلي ومالي ، كَيفَ أصِفُ حُسنَ ثَنائِكُم، وكَيفَ اُحصي جَميلَ بَلائِكُم ، وبِكُم أخرَجَنَا اللّهُ مِنَ الذُّلِّ، وفَرَّجَ عَنّا غَمَراتِ الكُروبِ، وأنقَذَنا مِن شَفا جُرُفِ الهَلَكاتِ ومِنَ النّارِ.
بِأَبي أنتُم واُمّي ونَفسي، بِمُوالاتِكُم عَلَّمَنَا اللّهُ مَعالِمَ دينِنا، وأصلَحَ ما كانَ فَسَدَ مِن دُنيانا، وبِمُوالاتِكُم تَمَّتِ الكَلِمَةُ، وعَظُمَتِ النِّعمَةُ، وَائتَلَفَتِ الفُرقَةُ، وبِمُوالاتِكُم تُقبَلُ الطّاعَةُ المُفتَرَضَةُ، ولَكُمُ المَوَدَّةُ الواجِبَةُ، وَالدَّرَجاتُ الرَّفيعَةُ وَالمَقامُ المَحمودُ عِندَ اللّهِ تَعالى ، وَالمَكانُ المَعلومُ ، وَالجاهُ العَظيمُ، وَالشَّأنُ الرَّفيعُ ، وَالشَّفاعَةُ المَقبولَةُ ، رَبَّنا آمَنّا بِما أنزَلتَ وَاتَّبَعنَا الرَّسولَ فَاكتُبنا مَعَ الشّاهِدينَ، رَبَّنا لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَيتَنا، وهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إنَّكَ أنتَ الوَهّابُ، سُبحانَ رَبِّنا إن كانَ وَعدُ رَبِّنا لَمَفعولاً.
يا وَلِيَّ اللّهِ ( يا أولِياءَ اللّهِ ) إنَّ بَيني وبَينَ اللّهِ ذُنوبا لا يَأتي عَلَيها إلّا رِضاكُم، فَبِحَقِّ مَنِ ائتَمَنَكُم عَلى سِرِّهِ، وَاستَرعاكُم أمرَ خَلقِهِ، وقَرَنَ طاعَتَكُم بِطاعَتِهِ، لَمَّا استَوهَبتُم ذُنوبي، وكُنتُم شُفَعائي ، إنّي لَكُم مُطيعٌ، مَن أطاعَكُم فَقَد أطاعَ اللّهَ، ومَن عَصاكُم فَقَد عَصَى اللّهَ، ومَن أحَبَّكُم فَقَد أحَبَّ اللّهَ، ومَن أبغَضَكُم فَقَد أبغَضَ اللّهَ.
اللّهُمَّ إنّي لَو وَجَدتُ شُفَعاءَ أقرَبَ إلَيكَ مِن مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ الأَخيارِ ، الأَئِمَّةِ

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5820
صفحه از 410
پرینت  ارسال به