371
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع

اللّهُمَّ إنَّكَ لَمّا فَرَضتَ عَلَيَّ طاعَتَهُ ، وأكرَمتَني بِمُوالاتِهِ ، عَلِمتُ أنَّ ذلِكَ لِجَليلِ مَرتَبَتِهِ عِندَكَ ، ونَفيسِ حَظِّهِ لَدَيكَ ، ولِقُربِ مَنزِلَتِهِ مِنكَ ، فَلِذلِكَ لُذتُ بِقَبرِهِ ، لِواذَ مَن يَعلَمُ أنَّكَ لا تَرُدُّ لَهُ شَفاعَةً ، فَبِقَديمِ عِلمِكَ فيهِ ، وحُسنِ رِضاكَ عَنهُ ، ارضَ عَنّي وعَن والِدَيَّ ، ولا تَجعَل لِلنّارِ عَلَيَّ سَبيلاً ولا سُلطانا ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
ثُمَّ تَتَحَوَّلُ مِن مَوضِعِكَ وقِف وَراءَ القَبرِ ، وَاجعَلهُ بَينَ يَدَيكَ ، وَارفَع يَدَيكَ وقُل :
اللّهُمَّ لَو وَجَدتُ شَفيعا أقرَبَ إلَيكَ مِن مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ الأَخيارِ ، الأَتقِياءِ الأَبرارِ ، عَلَيهِ وعَلَيهِمُ السَّلامُ ، لَاستَشفَعتُ بِهِم إلَيكَ ، وهذا قَبرُ وَلِيٍّ مِن أولِيائِكَ ، وسَيِّدٍ مِن أصفِيائِكَ ، ومَن فَرَضتَ عَلَى الخَلقِ طاعَتَهُ ، قَد جَعَلتُهُ بَينَ يَدَيَّ ، أسأَلُكَ يا رَبِّ بِحُرمَتِهِ عِندَكَ ، وبِحَقِّهِ عَلَيكَ ، لَمّا نَظَرتَ إلَيَّ نَظرَةً رَحيمَةً مِن نَظَراتِكَ ، تَلُمُّ بِها شَعَثي ، وتُصلِحُ بِها حالي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَإِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ .
اللّهُمَّ إنَّ ذُنوبي لَمّا فاتَتِ العَدَدَ ، وجاوَزَتِ الأَمَدَ ، عَلِمتُ أنَّ شَفاعَةَ كُلِّ شافِعٍ دونَ أولِيائِكَ تَقصُرُ عَنها ، فَوَصَلتُ المَسيرَ مِن بَلَدي قاصِدا إلى وَلِيِّكَ بِالبُشرى ، ومُتَعَلِّقا مِنهُ بِالعُروَةِ الوُثقى ، وها أنَا يا مَولايَ قَدِ استَشفَعتُ بِهِ إلَيكَ ، وأقسَمتُ بِهِ عَلَيكَ ، فَارحَم غُربَتي ، وَاقبَل تَوبَتي .
اللّهُمَّ إنّي لا اُعَوِّلُ عَلى صالِحَةٍ سَلَفَت مِنّي ، ولا أثِقُ بِحَسَنَةٍ تَقومُ بِالحُجَّةِ عَنّي ، ولَو أنّي قَدَّمتُ حَسَناتِ جَميعِ خَلقِكَ ، ثُمَّ خالَفتُ طاعَةَ أولِيائِكَ ، لَكانَت تِلكَ الحَسَناتُ مُزعِجَةً عَن جِوارِكَ لي ، غَيرَ حائِلَةٍ بَيني وبَينَ نارِكَ ، فَلِذلِكَ عَلِمتُ أنَّ أفضَلَ طاعَتِكَ طاعَةُ أولِيائِكَ .
اللّهُمَّ ارحَم تَوَجُّهي بِمَن تَوَجَّهتُ بِهِ إلَيكَ ، فَلَقَد عَلِمتَ أنّي غَيرُ واجِدٍ أعظَمَ


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
370

بِكَأسِهِم، ولا تُفَرِّق بَينَنا وبَينَهُم، ولا تَحرِمنا شَفاعَتَهُم، حَتّى نَظفَرَ بِعَفوِكَ وغُفرانِكَ، ونَصيرَ إلى رَحمَتِكَ ورِضوانِكَ، إلهَ الحَقِّ رَبَّ العالَمينَ، يا قَريبَ الرَّحمَةِ مِنَ المُؤمِنينَ، ونَحنُ أولِياؤُكَ حَقّا لَا ارتِيابا، يا مَن إذا أوحَشَنَا التَّعَرُّضُ لِغَضَبِهِ آنَسَنا حُسنُ الظَّنِّ بِهِ ، فَنَحنُ واثِقونَ بَينَ رَغبَةٍ ورَهبَةٍ ارتِقابا ، قَد أقبَلنا لِعَفوِكَ ومَغفِرَتِكَ طُلّابا ، فَأَذلَلنا لِقُدرَتِكَ وعِزَّتِكَ رِقابا، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الطّاهِرينَ، وَاجعَل دُعاءَنا بِهِم مُستَجابا ، ووَلاءَنا لَهُم مِنَ النّارِ حِجابا .
اللّهُمَّ بَصِّرنا قَصدَ السَّبيلِ لِنَعتَمِدَهُ، ومَورِدَ الرُّشدِ لِنَرِدَهُ، وبَدِّل خَطايانا صَوابا ، ولا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَيتَنا، وهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً يا مَن تَسَمّى مِن جودِهِ وكَرَمِهِ وَهّابا ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنا عَذابَ النّارِ إن حَقَّت عَلَينَا اكتِسابا ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . ۱
ثُمَّ تُصَلّي صَلاةَ الزِّيارَةِ ، ثُمَّ تَعودُ وتَقِفُ عَلَى الضَّريحِ وتَقولُ :
يا وَلِيَّ اللّهِ ، إنَّ بَيني وبَينَ اللّهِ عز و جلذُنوبا لا يَأتي عَلَيها إلّا رِضاهُ ، فَبِحَقِّ مَنِ ائتَمَنَكَ عَلى سِرِّهِ ، وَاستَرعاكَ أمرَ خَلقِهِ ، وقَرَنَ طاعَتَكَ بِطاعَتِهِ ، ومُوالاتَكَ بِمُوالاتِهِ ، تَوَلَّ صَلاحَ حالي مَعَ اللّهِ عز و جل ، وَاجعَل حَظّي مِن زِيارَتِكَ تَخليطي بِخالِصي زُوّارِكَ ، الَّذينَ تَسأَلُ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ في عِتقِ رِقابِهِم ، وتَرغَبُ إلَيهِ في حُسنِ ثَوابِهِم ، وها أنَا ذَا اليَومَ بِقَبرِكَ لائِذٌ ، وبِحُسنِ دِفاعِكَ عَنّي عائِذٌ ، فَتَلافَني يا مَولايَ وأدرِكني ، وَاسأَلِ اللّهَ عز و جلفي أمري ، فَإِنَّ لَكَ عِندَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مَقاما كَريما ، صَلَّى اللّهُ عَلَيكَ وسَلَّمَ تَسليما .
ثُمَّ قَبِّلِ الضَّريحَ وتَوَجَّه إلَى القِبلَةِ وَارفَع يَدَيكَ وقُل :

1.والباقي ليس في المزار الكبير .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5822
صفحه از 410
پرینت  ارسال به