359
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع

فَراعِنَتِهِم بِالبَراءَةِ مِنكُم، وَالإِعراضِ عَنكُم، ومَنَعوكُم مِن إقامَةِ الحُدودِ، وَاستِئصالِ الجُحودِ، وشَعبِ الصَّدعِ ۱ ، ولَمِّ الشَّعَثِ ۲ ، وسَدِّ الخَلَلِ، وتَثقيفِ ۳
الأَوَدِ ۴ ، وإمضاءِ الأَحكامِ ، وتَهذيبِ الإِسلامِ، وقَمعِ الآثامِ، وأرهَجوا ۵ عَلَيكُم نَقعَ الحُروبِ وَالفِتَنِ، وأنحَوا عَلَيكُم سُيوفَ الأَحقادِ، [ و ] ۶ هَتَكوا مِنكُمُ السُّتورَ ، وَابتاعوا بِخُمسِكُمُ الخُمورَ، وصَرَفوا صَدَقاتِ المَساكينِ إلَى المُضحِكينَ وَالسّاخِرينَ.
وذلِكَ بِما طَرَّقَت لَهُمُ الفَسَقَةُ الغُواةُ، وَالحَسَدَةُ البُغاةُ، أهلُ النَّكثِ وَالغَدرِ وَالخِلافِ وَالمَكرِ، وَالقُلوبِ المُنتِنَةِ مِن قَذَرِ الشِّركِ، وَالأَجسادِ المُشحَنَةِ مِن دَرَنِ الكُفرِ، أضَبّوا عَلَى النِّفاقِ، وأكَبّوا عَلى عَلائِقِ الشِّقاقِ ... .
وَاستَخَفَّت بِالإِيمانِ وَالإِسلامِ، وهَدَمَتِ الكَعبَةَ، وأغارَت عَلى دارِ الهِجرَةِ يَومَ الحَرَّةِ ۷ ، وأبرَزَت بَناتِ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ لِلنَّكالِ وَالسَّوءَةِ ، وألبَسَتهُنَّ ثَوبَ العارِ وَالفَضيحَةِ، ورَخَّصَت لِأَهلِ الشُّبهَةِ في قَتلِ أهلِ بَيتِ الصَّفوَةِ وإبادَةِ نَسلِهِ، وَاستيصالِ شَأفَتِهِ ۸ ، وسَبيِ حَرَمِهِ، وقَتلِ أنصارِهِ، وكَسرِ مِنبَرِهِ،

1.الصَّدْعُ : الشَّقُّ في شيء صلب والفُرقة من الشيء (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۴۹ «صدع») .

2.الشَّعْثُ: انتشار الأمر، والتشعُّث: التفرّق (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۶۸ «شعث»).

3.ثَقّفتُ الشيء : أقمتُ المُعو ج منه (المصباح المنير : ص ۸۳ «ثقف») .

4.أوِدَ : أي اعْوَجّ (الصحاح : ج ۲ ص ۴۴۲ «أود») .

5.الرَّهَج : الغُبار . وأرهَجَ الغُبارَ : أي أثارَه (الصحاح : ج ۱ ص ۳۱۸ «رهج») .

6.ما بين المعقوفين سقط من المصدر ، وأثبتناه من مصباح الزائر وبحار الأنوار .

7.يوم الحَرَّة : معروفٌ ، وهو يومٌ قاتلَ عَسكَر يزيد بن معاوية أهل المدينة ونهَبَهُم . هلك فيها خَلقٌ كثير من المهاجرين والأنصار ، وكان ذلك في ذي الحجّة من سنة ثلاث وستّين من الهجرة (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۸۴ « حرر » ) وراجع : ج ۵ ص ۳۳۰ ( القسم العاشر / المدخل / ثورة أهل المدينة « واقعة الحرّة » ) .

8.الشَّأفَة : الأصل . واستأصَلَ اللّه شأفَتَه : أذهَبَهُ ، أو معناه : أزاله من أصله (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۱۵۶ «شأف») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
358

بِأَبي أنتَ واُمّي يا حُجَّةَ اللّهِ ، لَقَد اُرضِعتَ بِثَديِ الإِيمانِ، وفُطِمتَ بِنورِ الإِسلامِ، وغُذّيتَ بِبَردِ اليَقينِ ، واُلبِستَ حُلَلَ العِصمِةِ ، وَاصطُفيتَ ووُرِّثتَ عِلمَ الكِتابِ، ولُقِّنتَ فَصلَ الخِطابِ، واُوضِحَ بِمَكانِكَ مَعارِفُ التَّنزيلِ، وغَوامِضُ التَّأويلِ، وسُلِّمَت إلَيكَ رايَةُ الحَقِّ، وكُلِّفتَ هِدايَةَ الخَلقِ ، ونُبِذَ إلَيكَ عَهدُ الإِمامَةِ، واُلزِمتَ حِفظَ الشَّريعَةِ.
وأشهَدُ يا مَولايَ أنَّكَ وَفَيتَ بِشَرائِطِ الوَصِيَّةِ، وقَضَيتَ ما ألزَمَكَ ۱ مِن فَرضِ الطّاعَةِ، ونَهَضتَ بِأَعباءِ الإِمامَةِ، وَاحتَذَيتَ مِثالَ النُّبُوَّةِ ، فِي الصَّبرِ وَالاِجتِهادِ وَالنَّصيحَةِ لِلعِبادِ، وكَظمِ الغَيظِ، وَالعَفوِ عَنِ النّاسِ، وعَزَمتَ عَلَى العَدلِ فِي البَرِيَّةِ، وَالنَّصَفَةِ فِي القَضِيَّةِ، ووَكَّدتَ الحُجَجَ عَلَى الاُمَّةِ بِالدَّلائِلِ الصّادِقَةِ ، وَالشَّواهِدِ النّاطِقَةِ، ودَعَوتَ إلَى اللّهِ بِالحِكمَةِ البالِغَةِ وَالمَوعِظَةِ . ۲
فَمُنِعتَ مِن تَقويمِ الزَّيغِ ۳ ، وسَدِّ الثَّلمِ، وإصلاحِ الفاسِدِ، وكَسرِ المُعانِدِ ، وإحياءِ السُّنَنِ، وإماتَةِ البِدَعِ، حَتّى فارَقتَ الدُّنيا وأنتَ شَهيدٌ، ولَقيتَ رَسولَ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ وأنتَ حَميدٌ، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيكَ صَلاةً تَتَرادَفُ وتَزيدُ.
ثُمَّ صِر إلى عِندِ الرِّجلَينِ وقُل:
يا سادَتي! يا آلَ رَسولِ اللّهِ ! إنّي بِكُم أتَقَرَّبُ إلَى اللّهِ ـ جَلَّ وعَلا ـ بِالخِلافِ عَلَى الَّذينَ غَدَروا بِكُم، ونَكَثوا بَيعَتَكُم، وجَحَدوا وِلايَتَكُم، وأنكَروا مَنزِلَتَكُم ، وخَلَعوا رِبقَةَ ۴ طاعَتِكُم، وهَجَروا أسبابَ مَوَدَّتِكُم، وتَقَرَّبوا إلى

1.في مصباح الزائر وبحار الأنوار: «لزمك» بدل «ألزمك».

2.في مصباح الزائر وبحار الأنوار : «والموعظة الحسنة» .

3.الزَّيغ : الشكّ والجَور عن الحقّ (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۱۰۷ «زاغ») .

4.الرِّبْقُ: حبل فيه عدّة عُرى تشدّ به البُهُم ، الواحدة من العُرى: ربقة، وفي الحديث: خلع ربقة الإسلام من عنقه (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۸۰ «ربق»).

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5976
صفحه از 410
پرینت  ارسال به