۸ / ۳
الزِيارَةُ الثّالِثَةُ
زِيارَةُ أمينِ اللّهِ
۳۴۵۶.الإقبال عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر[ عليه السلام ]:كانَ أبي عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام قَدِ اتَّخَذَ مَنزِلَهُ مِن بَعدِ مَقتَلِ أبيهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام بَيتا مِن شَعرٍ وأقامَ بِالبادِيَةِ ، فَلَبِثَ بِها عِدَّةَ سِنينَ كَراهِيَةً لِمُخالَطَتِهِ النّاسَ ومُلابَسَتِهِم ، وكانَ يَسيرُ مِنَ البادِيَةِ بِمُقامِهِ بِها إلَى العِراقِ زائِرا لِأَبيهِ و جَدِّهِ عليهماالسلام ، ولا يُشعِرُ بِذلِكَ مِن فِعلِهِ.
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام : فَخَرَجَ سَلامُ اللّهِ عَلَيهِ مُتَوَجِّها إلَى العِراقِ لِزِيارَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وأنَا مَعَهُ، ولَيسَ مَعَنا ذو روحٍ إلَا النّاقَتَينِ، فَلَمَّا انتَهى إلَى النَّجَفِ مِن بِلادِ الكوفَةِ وصارَ إلى مَكانِهِ مِنهُ ، فَبَكى حَتَّى اخضَلَّت لِحَيتُهُ بِدُموعِهِ ، ثُمَّ قالَ : ۱
السَّلامُ عَلَيكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ۲ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أمينَ اللّهِ في أرضِهِ ، وحُجَّتَهُ [ عَلى عِبادِهِ ] ۳ ، أشهَدُ لَقَد ۴ جاهَدتَ يا أميرَ المُؤمِنينَ فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ ، وعَمِلتَ بِكِتابِهِ ، وَاتَّبَعتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله ، حَتّى دَعاكَ اللّهُ إلى جِوارِهِ ، فَقَبَضَكَ إلَيهِ بِاختِيارِهِ لَكَ كَريمَ ثَوابِهِ ۵ ، وألزَمَ أعداءَكَ الحُجَّةَ مَعَ ما لَكَ مِنَ الحُجَجِ البالِغَةِ عَلى جَميعِ خَلقِهِ.
1.ممّا يجدر ذكره هو أنّ ما رواه الشيخ عبّاس القمّي في مفاتيح الجنان من هذه الزيارة مطابق لِنَقل مصباح الزائر ومصباح الكفعمي .
2.مع الأخذ بنظر الاعتبار ما سوف يأتي في ذيل هذه الرواية من قوله عليه السلام : «أو عند قبر أحدٍ من الأئمّة عليهم السلام » ، فلذا تُستبدل هذه العبارة عند زيارة الإمام الحسين عليه السلام فيقال : «السلام عليك يا أبا عبد اللّه الحسين» .
3.ما بين المعقوفين أثبتناه من المصادر الاُخرى .
4.في المصادر الاُخرى وبحار الأنوار : «أنّك» بدل «لقد» .
5.لا توجد عبارة : «لك كريم ثوابه» فيما عدا الإقبال وفرحة الغري .