307
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع

هو أنّ زيارة أيّ واحد من الأئمّة ليس لها تأثير بقدر زيارة سيّد الشهداء ، في إقامة الحكومة الدينيّة ؛ ولذلك ورد التأكيد على زيارته والتوصية بها أكثر من أي إمام آخر .

۴ . التوطيد لثقافة زيارة سيّد الشهداء عليه السلام

لا شكّ في أنّ زيارة سيّد الشهداء هي رمز لسمّو مذهب أهل البيت عليهم السلام وعلامته، وقد كان تركيز هذه الثقافة يواجه مشاكله الخاصّة به ، في ظلّ الأجواء السياسيّة المغلقة في ذلك العصر ، والأشخاص الذين أدّوا دوراً في تأسيس هذه الثقافة، يتمتّعون لا محالة بثواب أكبر ، من باب أنّ : «ثَوابُ العَمَلِ عَلى قَدرِ المَشَقَّةِ فيهِ» ۱ ، و«أفضَلُ الأَعمالِ أحَمزُها » ۲ .
وبناءً على ذلك ، يمكن القول بأنّ الظروف السياسيّة والاجتماعيّة لها دور في مضاعفة ثواب الزيارة ، كما هو الحال بالنسبة إلى زيارة الإمام الرضا عليه السلام ؛ إذ ورد التأكيد عليها أكثر في عهد إمامة الجواد عليه السلام ، نظراً إلى المسافة البعيدة بين خراسان والمدينة والعراق، ذلك لأنّ زيارة الإمام الحسين عليه السلام كانت قد تحوّلت في تلك الفترة إلى ثقافة، إلّا أنّ التأسيس الثقافي لزيارة الإمام الرضا عليه السلام كان بحاجة إلى حركة جديدة، وقد لا نستطيع القول في الظروف الاُخرى إنّ زيارته عليه السلام أكثر فضلاً من زيارة جدّه سيّد الشهداء عليه السلام .

1.عيون الحكم والمواعظ : ص ۲۱۸ وراجع : ميزان الحكمة : ج ۲ ص ۱۴۵ ، ح ۲۳۵۱ .

2.بحار الأنوار: ج ۷۰ ص ۱۹۱ ؛ النهاية: ج ۱ ص ۴۴۰ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۹ ص ۸۳ ح ۲۴۶ وفيه «العبادة» بدل «الأعمال »وراجع : ميزان الحكمة: ج ۸ ص ۱۵۷ ، ح ۱۴۴۲۹ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
306

تَمامُ الحَجِّ لِقاءُ الإِمامِ . ۱
كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام :
إذا حَجَّ أحَدُكُم فَليَختِم حَجَّهُ بِزِيارَتِنا ، لِأَنَّ ذلِكَ مِن تَمامِ الحَجِّ . ۲
ويدلّ هذا النوع من الروايات بوضوح ، على أنّ ولاية أهل البيت عليه السلام هي روح الحجّ وحقيقته ، وأنّ الحجّ لا يعتبر حقيقيّاً من دون الارتباط بقيادة الإمام العادل ، والبراءة من رؤوس الشرك المهيمنين على المجتمع .
ويمكننا الآن بعد الالتفات إلى الإيضاحات المذكورة، أن ندرك سرّ الفضائل الكبيرة التي رويت لزيارة سيّد الشهداء ، ولماذا عدّت زيارته النابعة عن معرفته ، أفضل من الحجّ المستحبّ ، ولماذا عدّت زيارة سائر الأئمّة معادلة لزيارته، ولماذا كانت زيارة الإمام الرضا عليه السلام أفضل من زيارة الإمام الحسين عليه السلام في الظروف الاجتماعيّة الخاصّة التي لا يزوره فيها إلّا خواصّ الشيعة .
وفي الحقيقة، فإنّ جميع هذه الروايات تهدف إلى أن تربط الحجّ بحقيقته، وتهيّئ المسلمين لإقامة حكومة قائمة على القيم التوحيديّة ، وتعدّ الأرضيّة لإقامة حكومة الإسلام العالميّة بقيادة مهديّ آل محمّد صلى الله عليه و آله .
وبعبارة اُخرى ، فإنّ الرسالة السياسيّة لجميع هذه الروايات ، هي تهيئة الأرضيّة والتمهيد لدولة أهل البيت، ويمكننا إدراك هذه الرسالة بزيارتنا قبور جميع أهل بيت الرسالة، إذا كانت مقرونة بالمعرفة ، نعم قد تتمتّع زيارة بعض الأئمّة في بعض المراحل التاريخية الخاصّة ، بفضيلة أكبر بسبب تأثيرها الأكبر، ولكن الذي يبدو

1.الكافي: ج ۴ ص ۵۴۹ ح۲ ، كتاب من لا يحضره الفقيه: ج ۲ ص ۵۷۸ ح ۳۱۶۲، علل الشرائع: ص ۴۵۹ ح ۲، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۲۶۲ ح ۲۹ ، بحار الأنوار : ج ۹۹ ص ۳۷۴ ح ۲.

2.علل الشرائع : ص ۴۵۹ ح ۱، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۲۶۲ ح ۲۸، بحار الأنوار : ج ۹۹ ص ۳۷۴ ح۱.

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5379
صفحه از 410
پرینت  ارسال به