301
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع

الإمام الحسين عليه السلام ، بل هناك العديد من الأعمال ذُكر أنّها تعادل ألف حجّة، بل أكثر منها ، مثل: قضاء حاجة المؤمن الذي اعتبر أفضل من ألف حجّة مقبولة ، ۱ أو ردّ المال الحرام الذي يعادل سبعين ألف حجّة مقبولة . ۲
كما أنّ هناك موارد عديدة صُرّح فيها بأنّ أجر عملٍ ما يعادل ثواب ألف شهيد، مثل : الإصلاح بين الزوجين ، ۳ والصبر عند البلاء ، ۴ والثبات على موالاة أهل البيت في عهد غيبة إمام العصر( عج ) . ۵
وقبل إبداء الرأي في هذا النوع من الروايات ، يجب أن يخضع صدورها من أهل البيت للدراسة أوّلاً، وإذا ما ثبت انتسابها إلى أهل البيت، يمكن التوصّل إلى حكمة الثواب الموعود فيها مع الأخذ بنظر الاعتبار أجواء صدورها ، كما سيأتي فيما يتعلّق بثواب زيارة الإمام الحسين عليه السلام ، حيث سيتمّ بيان حكمة تفوّقها في الثواب على الحجّ والعمرة .
الملاحظة الثانية: تفيد بعض الروايات ، بأنّ زيارة سائر أهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله تعادل زيارة الإمام الحسين عليه السلام في الفضل ، فروى الشيخ الصدوق عن الإمام الصادق عليه السلام :

1.الإمام الصادق عليه السلام : قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجّة متقبّلة بمناسكها، وعتق ألف رقبة لوجه اللّه (الأمالي للصدوق: ص ۳۰۸ ح ۳۵۳، بحار الأنوار: ج ۷۴ ص ۲۸۵ ح ۵).

2.رسول اللّه صلى الله عليه و آله : « لردّ دانق من حرام يعدل عند اللّه سبحانه سبعين ألف حجّة مبرورة » ( عدّة الداعي : ص ۱۲۹، الدعوات: ص ۲۵ ح ۳۶ ، بحار الأنوار: ج ۱۰۱ ص ۲۹۶ ح ۱۶) .

3.رسول اللّه صلى الله عليه و آله : « من مشى في إصلاح بين امرأة وزوجها ، أعطاه اللّه تعالى أجر ألف شهيد قُتلوا في سبيل اللّه حقّاً » ( ثواب الأعمال : ص ۳۴۱ ح ۱ ، أعلام الدين : ص ۴۲۱ ) .

4.الإمام الصادق عليه السلام : « من ابتُلي من المؤمنين ببلاءٍ فصبر عليه، كان له مثل أجر ألف شهيد » ( الكافي : ج ۲ ص ۹۲ ح ۱۷ ) .

5.الإمام زين العابدين عليه السلام : « من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا ، أعطاه اللّه عزّ وجلّ أجر ألف شهيد من شهداء بدر واُحد » ( كمال الدين : ص ۳۲۳ ح ۷ ) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
300

الشهداء ومقارنتها مع الحجّ والعمرة :

۱ . اختلاف كيفيّة الزيارة

يمكن القول بأنّ اختلاف الروايات بلحاظ الاختلاف في كيفيّة الزيارات ، بمعنى أنّ الزائر كلّما ازدادت معرفته والتزم أكثر بآداب الزيارة وأمّن هدفها بنسبة أعلى، فإنّ زيارته ستتمتّع بطبيعة الحال بكيفيّة أفضل . وعلى هذا الأساس فإنّ من الممكن عدّ زيارة زائرٍ معيّن معادلة لحجّة واحدة ، وزيارة آخر تعادل عشر حجج ، وآخر مئة حجّة ، وآخر ألف حجّة ، وهكذا حتّى تفوق الألف .

۲ . لا مفهوم للعدد

يتّضح من خلال التأمّل في نصوص الروايات المذكورة ، أنّ العدد المذكور فيها لا يحمل المفهوم العددي ۱ ، بل المراد منه الكثرة، ولذلك نرى الإمام يزيد العدد في بعض هذه الروايات عندما يتعجّب الراوي من أفضليّة زيارة الإمام الحسين عليه السلام على الحجّ .
وبناءً على ذلك، فإنّ المراد في جميع هذه الروايات ، هو بيان أنّ فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام قد يفوق فضيلة الحجّ والعمرة، وسيتّضح سبب ذلك في الجواب على السؤال الثاني .

بيان الروايات الدالّة على أفضليّة زيارة سيّد الشهداء عليه السلام على الحجّ

من الضروريّ قبل إيضاح هذه الروايات، الالتفات إلى بعض الملاحظات :
الاُولى: إنّ هذا النوع من التقييم في روايات أهل البيت عليهم السلام لا يختصّ بزيارة

1.أي أنّ المراد منه ليس هو نفي الأعداد الاُخرى .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5821
صفحه از 410
پرینت  ارسال به