وأجعَلَ جَهَنَّمَ مَسكَنَهُ ومَأواهُ ، واُعَذِّبَهُ عَذابا لا اُعَذِّبُهُ أحَدا مِنَ العالَمينَ . ۱
۳۳۱۰.كامل الزيارات عن حمّاد بن عثمان عن أبي عبد اللّه [الصادق] عليه السلام :لَمّا اُسرِيَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله إلَى السَّماءِ قيلَ لَهُ : إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى يَختَبِرُكَ في ثَلاثٍ لِيَنظُرَ كَيفَ صَبرُكَ؟
قالَ : اُسَلِّمُ لِأَمرِكَ ـ يا رَبِّ ـ ، ولا قُوَّةَ لي عَلَى الصَّبرِ إلّا بِكَ ، فَما هُنَّ؟
قيلَ لَهُ : أوَّلُهُنَّ الجوعُ وَالأَثَرَةُ ۲ عَلى نَفسِكَ وعَلى أهلِكَ لِأَهلِ الحاجَةِ .
قالَ : قَبِلتُ ـ يا رَبِّ ـ ورَضيتُ وسَلَّمتُ ، ومِنكَ التَّوفيقُ وَالصَّبرُ .
وأمَّا الثّانِيَةُ فَالتَّكذيبُ وَالخَوفُ الشَّديدُ ، وبَذلُكَ مُهجَتَكَ في مُحارَبَةِ أهلِ الكُفرِ بِمالِكِ ونَفسِكَ ، وَالصَّبرُ عَلى ما يُصيبُكَ مِنهُم مِنَ الأَذى ومِن أهلِ النِّفاقِ ، وَالأَلَمِ فِي الحَربِ وَالجِراحِ .
قالَ : قَبِلتُ ـ يا رَبِّ ـ ورَضيتُ وسَلَّمتُ ، ومِنكَ التَّوفيقُ وَالصَّبرُ .
وأمَّا الثّالِثَةُ فَما يَلقى أهلُ بَيتِكَ مِن بَعدِكَ مِنَ القَتلِ ...
وأمَّا ابنُكَ المَخذولُ المَقتولُ ، وَابنُكَ المَغدورُ المَقتولُ صَبرا ۳ ، فَإِنَّهُما مِمّا اُزَيِّنُ بِهِما عَرشي ، ولَهُما مِنَ الكَرامَةِ سِوى ذلِكَ مِمّا لا يَخطُرُ عَلى قَلبِ بَشَرٍ لِما أصابَهُما مِنَ البَلاءِ ، فَعَلَيَّ فَتَوَكَّل ، ولِكُلِّ مَن أتى قَبرَهُ فِي الخَلقِ مِنَ الكَرامَةِ ؛ لِأَنَّ زُوّارَهُ زُوّارُكَ ، وزُوّارَكَ زُوّاري ، وعَلَيَّ كَرامَةُ زُوّاري ، وأنَا اُعطيهِ ما سَأَلَ ، وأجزيهِ جَزاءً يَغبِطُهُ مَن نَظَرَ إلى عَظَمَتي إيّاهُ ، وما أعدَدتُ لَهُ مِن كَرامتي . ۴
راجع : ص ۳۲۷ (الفصل السابع / الآداب الباطنية / الشوق).
1.كامل الزيارات : ص ۲۷۱ ح ۴۲۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۷۵ ح ۲۶ .
2.آثَرَهُ عليه : أي فَضَّلَهُ (لسان العرب : ج ۴ ص ۷ «أثر») .
3.قُتِلَ فُلان صبرا : إذا حُبس على القتل حتّى يُقتل (الصحاح : ج ۲ ص ۷۰۶ «صبر») .
4.كامل الزيارات : ص ۵۴۸ ـ ۵۵۰ ح ۸۴۰ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۲ ص ۸۸۰ ح ۱۱ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۸ ص ۶۱ ح ۲۴ .